الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مصارحات


الصورة كما يُراد لك أن تراها لا كما تبدو

تاريخ النشر : الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



لنا أن نتأمّل، هل ما نشاهده يومياً عبر شاشات التلفاز أياً كان حجمها، أو عبر ما نقرأه على ورق الصحف أياً كان توجّهها، هي الحقيقة صافيةً كما تبدو، أو هي الصورة التي يُراد لنا أن نراها؟
بالتأكيد أنا هنا لا أتحدّث عن الصحّاف العراقي، ولا عكاشة المصري، ولا شحادة السوري، ولا غيرهم من الأبواق الكاذبة، التي كانت ترسل كذباتها في الآفاق، على نمط وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز، الذي كان يقول: اكذب، اكذب، ثمّ اكذب حتى يصدّقك النّاس.
حديثي هنا يدور حول ما يحدث حوالَينا في الداخل، وفي محيطنا الخارجي من أخبار وأحداث.
بعضها نشاهده في أخبار التلفاز كل ساعة، ثمّ نشاهده في اليوم التالي على صفحات الجرائد الأولى.
على الصّعيد المحلي، قد تشاهد تغطية موسّعة لمشروعٍ ما، يزيّنه الإعلام، وتغطّيه الأخبار التلفزيونية والصحفية، وتُشبع نفخاً وبهرجة للقائمين عليه.
بينما نسخة الوجه المخفيّة من الخبر، تُخفي "بلاوي" مُتضخّمة من الفساد المالي والإداري، بدءًا من نهب الأرض، مروراً بترسية المناقصة، وصولاً إلى وضع ميزانيّة تقدّر بمئات الملايين لتنفيذه، بينما المشروع في حقيقته لا يكلّف سوى مليون واحد وأقلّ من ذلك بكثير. على سبيل المثال، شركات الاستثمار الخيالية، التي ادّعت أرباحاً بالمليارات! بينما "ابتلع" القائمون عليها المليارات! واليوم هم مديونون للشركات والبنوك المحلية والعالمية بالمليارات، ولا عزاء للمواطن الغلبان.
على الصّعيد الخارجي، تجد اجتماعات متتالية، وجهود دولية تتحدّث عن اجتماعات "طير الزّم" كوفي عنان، والأمين العام للأمم المتحدة، وتدخّل وزيرة الخارجية الأمريكية، ومن ثم الرئيس الروسي، وقادة الدول الأوربية، وفي الأخير تجد أنظمتنا العربية "تتمخطر" مثل "الأطرش في الزفّة"!
أخبارهم في الصحف والتلفاز مليئة بالصراخ والتهديد، وتغطياتهم لا تنقطع عن نشرات الأخبار غدوّاً وعشيّا! ولكن الصورة المخفيّة من الخبر، أن جميع أولئك متورّطون ومتواطئون، لديهم صفقات من تحت الطاولة تدار بالخفاء، تحاول امتصاص غضب النّاس عبر ما يُراد لهم أن يشاهدوه، بينما الحقيقة بعيدة جداً عمّا يشاهده النّاس.
ما سبق نموذجان، ولو تأمّلت في التفاصيل ستجد الكثير ممّا يراد لنا أن نصدّقه، يُرسم ويمثّل ببراعة على أوراق الصّحف، وعلى شاشات التلفاز، بينما الحقيقة تدور رحاها خارج إطار شاشات التلفاز، وبالتأكيد تختلف كليّة عمّا تتنا قله وكالات الأنباء، التي باتت طرفاً متورّطاً في خداع النّاس.
العالم يعيش اليوم في خديعة كُبرى، فالكثير من الأحداث التي نتفاعل معها ونتأثّر بها، تمّ نسجها وصناعتها باحتراف، لتنفيذ سياسة الإلهاء والتشتيت، لطمس الحقائق، ولتحقيق مآرب وأجندات أخرى، وإعطاء شرعية لكل من يفتقدها، على سبيل "تبييض الأموال"!!
برودكاست: كما ذكرنا قبل شهر تقريبا، نظام الأسد كالبيت الذي كان يحترق من دون نوافذ، ويبدو أنّه احترق أمس عن آخره، فترقّبوا الانهيار.
قد تجدون الأسد يحاول القفز في آخر لحظة إن استطاع، ولكن لا أستبعد أن جميع القتلى الذين أعلن عنهم يوم أمس أو أغلبهم، قد قضوا قبل شهر أو أكثر عندما أعلن عن تسميمهم حينذاك.
الأهم من ذلك كلّه: أنّ الله تعالى وحده سينصر أهل سوريا ولن يخذلهم، وسيلتحف الجميع بعار الخذلان والذل والخزي، وأوّلهم أنظمتنا العربية والإسلامية.