الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

صحـــــافة الكــــرة الطـــــائرة بيـن الأمـــس واليـــوم

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢




ربما كان الملحق الرياضي جريئا بفتحه ملفا قد يراه البعض من زاويته شائكا عندما تطرّق الى صحافة الكرة الطائرة بين الأمس واليوم، وإذا كان للملحق الرياضي حقّ طرح السؤال فإنه في الوقت نفسه ترك الباب مفتوحا لردة فعل من شملهم الاستطلاع ليبدو وجهة نظرهم، وهذا بكل تأكيد له مسوّغاته لاختلاف الظرف وتوافر الإمكانات وإن كان هذا لا يقلل من جهود صحافة الأمس التي قادها نخبة من المخضرمين أسسوا ووضعوا اللبنات الأساس للجيل الجديد ولازالوا يعطون ومن لا يملك فعلا ماضيا فلن يكون له فعلا مستقبلا.
المقارنة ظالمة
يرى فراس الحلواجي أمين سر اتحاد الكرة الطائرة أنّ المقارنة ظالمة إذ أنّ المساحة المتاحة لصحافة اليوم بحكم وجود أكثر من منبر صحفي مما أعطى الصحفيين مساحة أكثر للتحرّك بخلاف ما كان عليه الوضع في صحافة الأمس التي اقتصرت على منبر واحد أو منبرين على الأقصى رغم وجود أخبار ولكنها ليست في مستوى الكم الحالي.
وقال الحلواجي أنّ الصحافة الرياضية الحالية أتاحت الفرصة لظهور أقلام جديدة بمفاهيم عصرية- إذا ما وضع بعين الاعتبار أنّ الإعلام تطوّر لوجود كليات متخصصة في هذا المجال- أثرت بدون شك العمل الصحفي مقارنة بالصحافة السابقة التي اعتمدت على نفر قليل كانوا فرض عليهم تقديم تغطية شاملة لمجمل الأحداث الرياضية مشيرا إلى أنه مهما كان الصحفي دارسا ومؤهلا ولكن يبقى لقلم الصحفي المتخصص في لعبة معينة صدى مؤثرا لأنه على دراية بأسرار اللعبة ودهاليزها ويعرف ماذا يكتب لأنه بكل بساطة من أبناء اللعبة الذين باتوا حاليا في صحافة الكرة الطائرة أكثر من السابق.
ولفت الحلواجي النظر إلى أنّ صحافة اليوم أصبحت متخصصة وتبحث عن المعلومة وتحللها وتعطيها قيمة أكثر ومن هذا المنطلق يمكننا القول وهذا لا جدال فيه بأنّ الصحافة الآنية خدمت اللعبة أكثر من السابق وجاء في آخر الاستبانات قبل قرابة خمس سنوات أنّ صحافة الكرة الطائرة كانت هي الأنشط والأكثر حضورا مقارنة ببقية الألعاب حتى أنّ حضورها في الصحافة تفوق على كرة القدم فيما يتعلق بالأخبار فهذا يؤكد الزخم الإعلامي الذي أعطته الصحافة الحالية للعبة.
رأي على رأي
وذهب المحاضر الدولي للتحكيم جعفر نصيب إلى أنّ كعب صحافة الكرة الطائرة الحالي أعلى لأنّ الساحة الصحفية حسب تعبيره باتت تضم متخصصين في اللعبة من لاعبين سابقين وعاصروا اللعبة وملمين بها وإن كان هذا متوفرا في صحافة الأمس ولكن بشكل أقل لم يتجاوز الواحد أو الاثنين بيد أنّ صحافة اليوم باتت متميّزة في إعطاء التحليلات الفنية وملاحقة الأحداث الخاصة باللعبة أول بأول فالصحافة ليست خبرا لأنه حتى نصيب لديه القدرة على نقل الخبر بيد أنّ الصحافة الحقّة هي القادرة على الدخول إلى عمق القارئ وقلبه.
وأضاف نصيب أنّ صحافة اليوم متابعة لكل صغيرة وكبيرة مقارنة بصحافة الأمس التي كان أكثرها يعوّل على التلفون في أخذ الخبر والنقل والتغطية وشبه نصيب هذا بالسرقة الصحفية لأنّ الصحافة الفعلية مطالبة بالحضور في صلب الحدث وهذا ما يميّز صحافة اليوم وما تقوم به حقيقة يثلج الصدر.
وضمّ الحكم الدولي عبدالخالق الصباح وجهة نظره إلى زميله نصيب عندما أشار إلى أنّ بعض صحافة الأمس كانت تكتب عن المباراة بدون أن تشاهد الحدث بخلاف الصحافة الحالية فهي متواجدة في الميدان وصلب الحدث وتعوّل في كتاباتها على المشاهدة وليس على السماع ومن هذا المنطلق متى كانت الصحافة حاضرة فلديها القدرة على النقد البناء والتحليل وهذا ما يتوفر لصحافة اليوم التي تعطي لكل من في ميدان اللعبة حقه من التناول الصحفي.
وتابع الصباح في السياق أنّ صحافة اليوم فعلا تخدم اللعبة ولا ننكر أنّ في صحافة الأمس هناك بعض من ينقد ولكن من غير أن يكلف نفسه بالحضور وربما يعتمد في نقده على ما سمعه أو نقله له الآخرون وقد يكون النقل مبالغا أو متحيّزا أو بعيدا عن الواقع مؤكدا على أنّ صحافة الأمس كانت شمولية تكتب وتقدم وصفا لكل الألعاب ولكن هذا غير موجود حاليا ولذلك نرى التميّز جراء التركيز والتخصص في اللعبة.
صحافة الأمس أفضل
غير أنّ جلال حمزة مدير الاتحاد العربي للكرة الطائرة تقاطع مع وجهات النظر السابقة عندما قال إن صحافة الأمس كانت الأفضل من وجهة نظره وعزا ذلك إلى أنها سلطت الضوء أكثر على اللاعبين الموهوبين في اللعبة.
وقال أحد عناصر منتخب الأمل السابق إنّ اللاعبين الموهوبين أنفسهم استقطبوا صحافة الأمس للاهتمام بهم وتسليط الضوء عليهم أكثر ولذلك لا أبالغ إذا قلت بأنّ أغلب لاعبي ذلك الجيل لازالوا يحتفظون بقصاصات ما كان يكتب عنهم بيد أنّ صحافة اليوم في ظل المساحة المتاحة لها تركّز على اللعبة نفسها وأخبارها وتحليلاتها دون إعطاء اللاعبين الصغار مساحة أكبر من الاهتمام كما كان هذا حاضرا في صحافة الأمس.
صحافة اليوم فنية والأمس معنوية
وصف الدولي السابق والمدرب المساعد للمنتخب حاليا يوسف خليفة صحافة اليوم بأنها تتعاطى مع الجانب الفني البحت والتركيز على فنّيات اللعبة بينما اهتمت صحافة الأمس بالأمور النفسية والتحفيزية للاعب من خلال تسليط الضوء عليه والدخول في أعماق حياته الاجتماعية من خلال التحقيقات الصحفية التي كان أكثر لاعبي جيلنا ربما يحتفظ حتى الآن بما كان يكتب عنه.
وأضاف خليفة أنّ ما ينقص صحافة اليوم التطرق للأمور التحفيزية للاعبين والمستفيد الأكبر صحافة اليوم هم المدربون من خلال التحليلات والنقد الفني وأنا كثيرا كمدرب ما استفدت من هذا الجانب متمنيا أن يزاوج الجيل الحالي بين التناول الفني دون إغفال الجانب الشخصي للاعبين لافتا إلى أنّ مساحة التغطية الحالية أكثر وعدد الصحفيين يفوق السابق وهذا خلق منافسة مشروعة للعاملين في الميدان الصحفي ومن هذا المنطلق نجد تنوعا في الأخبار والتصاريح والتحليل وكل ذلك مردّه إلى ثقافة الصحفي وقربه ومدى التصاقه باللعبة وصحافة اليوم أكثر متابعة بخلاف صحافة الأمس التي كانت تحرص على حضور النهائيات أو المباريات المهمة وكانت تكتب في مختلف الألعاب بينما الآن نحى الصحفيون إلى التخصص مما ولدّ لهم فكر وفهم مركّز للعبة وتاريخ الصحفي نفسه وخلفيته يشفعان له بالتميّز.
صحافة الطائرة مختلفة
ويلتقط أطراف الحديث أحد كباتن اللعبة الموهوبين الدولي أيمن سلمان الذي قال: إنّ أي صحفي يمكنه أن يكتب في كرة القدم لأنّ الغالبية مارسها منذ الصغر أو شاهدها وكونها اللعبة الشعبية الأولى بيد أنّ لعبة الكرة الطائرة مع تقديره للجميع لا بدّ من يكتب فيها أن يكون قد مارسها ولا يكفي أن يكون ملما بالقانون لأنّ الصحفي الممارس لديه قدرة الغوص والتحليل في كل ما يتعلق باللعبة ومن هذا المنطلق عندما يقرأ له البعيدون عن اللعبة ودهاليزها يجدون صعوبة في فهمه والصحفي المتميّز هو القادر على لفت نظر المشاهدين والقراء إلى أمور لم تلتقطها عيونهم أثناء المباريات وهذا لا يقدر عليه إلا الصحفي المتمرّس والممارس للعبة وخبر خفاياها.
وقال أحد عناصر فريق أحلام طائرة المحرق السابق بأنّ صحافة الأمس كانت بها عناصر جيدة ومهتمة بيد أنّ الوضع في صحافة اليوم مختلف لتعدد المنابر الصحفية التي فرضت على الجميع إثبات ذاته مقارنة بالسابق الذي غاب فيه التنافس بين الصحفيين لوجود صحيفة أو اثنتين على أقل تقدير في الوقت الذي كانت صحافة الأمس تعتمد في تحليلها على ما تلتقطه أسماعها بدون أن تكلف نفسها متابعة الحدث غير أنّ صحافة اليوم كسرت هذا العرف وباتت حاضرة بقوة قبل أن تبدأ المباريات وتعطي كل ذي حق حقه ولكن العتب الوحيد الذي أحمله لها يتمحور حول عدم اهتمامها باللاعبين الصاعدين وتحفيزهم وشحن بطاريتهم لأنّ هؤلاء كونهم في بداية الطريق هم أولى بهذا الاهتمام وهذا الكلام يأتي كونه لاعبا ويحمل هذا الشعور ومتى ما حصل ذلك فإنّ اللاعب سوف يضغط على نفسه ليكون في مستوى ما وضعته فيه الصحافة.
صحافة اليوم دعم للعبة
وقال الكابتن غازي أحمد المدرب عضو الجهاز التدريبي لطائرة المحرق أنّ الفارق واضح ويصبّ في صالح صحافة اليوم على مستوى التغطية واجتهادات التحليل وكل ذلك فرضه تنوع المنابر الصحفية والملاحق الرياضية المتنوعة بخلاف ما كان عليه الأمر سابقا الذي اقتصرت التغطية على جريدة أو جريدتين بينما الآن المنافسة حاضرة على المستوى الشكلي والمضمون وأنه بكل أمانة أخذ حقه من الاهتمام الصحفي منذ وضع نفسه في سلك التدريب مقارنة عندما كان لاعبا سابقا.
وأوضح متوسط شبكة النجمة سابقا بأنّ حاليا كل ملحق رياضي يجتهد ليكون في الصورة ويقدم ما يرضي أذواق القراء الرياضيين إذا ما وضعنا بعين الاعتبار بأنّ صحافة الأمس كانت مساحتها قليلة وكان بعضها ينتظر الخبر ليصل إليها لمكانها بينما صحافة اليوم تهرع وتبحث وتنقب عن الخبر حتى لو كان موجودا في الأرض السابعة.