الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

دبابات تقتحم أحياء بدمشق والمعارضة تسيطر على معابر حدودية وفيتو في مجلس الأمن

تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: تسارعت وتيرة التطورات السياسية والعسكرية في سوريا أمس الخميس غداة مقتل ثلاثة من أركان النظام، مع استخدام قوات النظام الدبابات لاقتحام أحياء في العاصمة وسيطرة مقاتلي المعارضة على الحدود مع العراق ومعبر حدودي مع تركيا، في حين منع فيتو روسي - صيني مزدوج مجددا صدور قرار دولي يهدد بفرض عقوبات على دمشق.
وعشية انتهاء مهمة بعثة المراقبين الدوليين في حال لم يجدد لها مجلس الامن الدولي، وهو ما لم يحصل أمس الخميس، برزت شكوك حول استمرار مهمة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا كوفي انان، ولاسيما وان البيت الابيض حذر من ان الفيتو يعني ان مهمة انان «لا يمكن ان تستمر».
وغداة مقتل وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه صهر الرئيس السوري آصف شوكت ورئيس خلية ادارة الازمة حسن توركماني في تفجير استهدف مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء، بث التلفزيون الرسمي السوري الخميس لقطات للرئيس بشار الاسد وهو يستقبل وزير الدفاع الجديد العماد فهد الجاسم الفريج، الذي ادى اليمين الدستورية امامه.
وصرح مصدر امني في دمشق ان «جنازة وطنية» ستنظم الجمعة للمسؤولين الامنيين الثلاثة الذين قتلوا يوم الاربعاء، ولكن من دون ان يعرف ما اذا كان الاسد سيشارك فيها.
وغداة تبنيه العملية النوعية غير المسبوقة في دمشق، حقق الجيش السوري الحر انجازا نوعيا بتمكن مقاتليه، للمرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة في منتصف مارس 2011، من السيطرة على معابر حدودية مع كل من تركيا والعراق.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي الجيش الحر، المكون من جنود منشقين ومدنيين يقاتلون إلى جانبهم، سيطروا أمس الخميس على معبر تل الهوى الحدودي مع تركيا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «مقاتلين من الكتائب الثائرة سيطروا على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب وحطموا صورا لبشار الاسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر».
من جانبه أكد الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي ان الجيش السوري الحر بات يسيطر على كل المنافذ الحدودية بين العراق وسوريا. وكان ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود العراقية قال لفرانس برس «رأينا العلم السوري يستبدل بعلم الجيش السوري الحر، ورأينا مسلحين بلباس مدني يجوبون معبر البوكمال»، فيما قال مصدر امني حدودي «وصلتنا معلومات ان معبر البوكمال اصبح تحت سيطرة الجيش السوري الحر».
بالمقابل حاول النظام احكام قبضته على الاحياء الثائرة ضده في دمشق، واستخدم لهذه الغاية للمرة الاولى في العاصمة، الدبابات لاقتحام حي دمشقي، بحسب المرصد. وقال عبدالرحمن ان «القوات النظامية اقتحمت بأكثر من 15 دبابة الشارع الرئيسي في حي القابون الدمشقي»، مضيفا ان ناقلات الجند المدرعة استخدمت في الاقتحام ايضا.
ولفت إلى انها «المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية الدبابات في اقتحام احياء في العاصمة»، مضيفا ان هناك «مخاوف من عمليات قتل جماعي في الحي». وكان مصدر امني في دمشق وصف المعارك التي تدور بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين في القابون والميدان بانها «عنيفة جدا»، مشيرا إلى ان هذه المعارك «ستستمر خلال الساعات الـ 48 المقبلة لتنظيف دمشق من الارهابيين مع بداية شهر رمضان».
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه بعد تفجير مبنى الامن القومي اصبح الجيش النظامي «مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوافرة لديه للقضاء على المسلحين في دمشق»، مشيرا إلى ان الجيش «طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية».
من جهته افاد الناشط احمد الميداني من حي الميدان الدمشقي ان «اكثر من 75 قذيفة هاون ودبابات سقطت على الحي أمس الخميس»، مشيرا إلى ان «العديد من البنايات تهاوت على الارض مع وجود جثث تحت الانقاض». وقال إن «الشبيحة نزلوا بالسكاكين متوعدين ايا من سكان الحي ممن يفكر بالنزوح»، مضيفا ان العائلات «تحتمي في اقبية الجوامع من القصف العنيف»، في حين ان «المياه مقطوعة منذ نحو اربعة ايام والنفايات تملأ الشوارع».
وذكر المرصد ان عددا من احياء دمشق يشهد حركة هروب لمئات من سكانها وخصوصا من المزة والميدان إلى مناطق اكثر امانا، مشيرا إلى ان حي التضامن ومخيم اليرموك ومنطقة السيدة زينب شهدت أمس الخميس حركة نزوح للاهالي. وحصد العنف أمس الخميس في سوريا ما لا يقل عن 111 قتيلا بينهم 42 مدنيا بينهم 18 في دمشق وريفها، مقابل 18 مقاتلا معارضا.
وبلغت خسائر القوات النظامية ما لا يقل عن 47 قتيلا خلال اشتباكات في محافظات حلب ودمشق وريف دمشق ودرعا وادلب وحمص ودير الزور، بينهم 15 في حي القابون، بحسب المرصد.
وفي نيويورك استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري اذا لم يتوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضد مناهضيه.
وهذه ثالث مرة خلال تسعة اشهر تستخدم فيها روسيا والصين صلاحياتهما كدولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا، لمنع صدور قرار يدين سوريا. وقد صوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.
واعتبر البيت الابيض ان الفيتو الروسي الصيني «مؤسف للغاية» ويعني ان مهمة انان «لا يمكن ان تستمر». اما المندوب الفرنسي في الامم المتحدة جيرار آرو فقال إن الفيتو الروسي-الصيني «يعرض للخطر» مهمة انان. واعرب انان نفسه عن «خيبة امله» لفشل مجلس الامن الدولي في اتخاذ قرار بشأن سوريا.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود في مؤتمر صحفي في دمشق أمس الخميس ان سوريا «ليست على طريق السلام»، مشددا على انه من اجل تحقيق مصلحة الشعب السوري «نحن بحاجة إلى قيادة فاعلة من مجلس الامن ووحدة حقيقية حول خطة سياسية تتجاوب مع طموحات الشعب السوري وتكون مقبولة من كل الاطراف».