حديث القلب
فتح دمشق
تاريخ النشر : الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢
حامد عزة الصياد
لاوقت للنوم بعد اليوم..
هذا هو العنوان الحقيقي لواجهة الأحداث بعد "بركان دمشق، وزلازل سوريا".
لكن،
بوصول المعدل اليومي لحصيلة القتلى إلى أكثر من 100 شهيد، يجب أن يكون في كل قرية ومدينة على مستوى العالم "جمعات شعبية" يتم إطلاقها من الآن لوقف نزيف الدم السوري.
ضمن أطول فصول لمسرحية هزلية، يتبادل فيها العالم كل الأدوار، أصبح القرار الأخير لإغلاق الستار على هذه الفصول، هو تشجيع زيادة عدد الانشقاقات من حول الأسد، والانضمام للجيش السوري الحر، وتسليحه في الميدان.
في إطار لا يعتمد مركزية القرار، ولا القطبية الضيقة، يصبح الاتفاق خيرا بين ممثلي المعارضة السورية والجيش السوري الحر، حول قاعدة من التفاهمات، يأتي في طليعتها نقل مركز المقاومة إلى أحياء العاصمة دمشق بما يضمن تحملا أكبر للمسئولية.
لا يمكن أن يكون هناك حل في سوريا في ظل انسداد الأفق السياسي الذي حصد أكثر من 18 ألف قتيل، بسلاح روسيا والصين وإسرائيل.
لكن برزت على واجهة الأحداث قبل فشل مهمة "كوفي عنان" ارتفاع وتيرة المظلومية التاريخية بسكاكين المذهبية الإيرانية وتوابعها، وهذا ما انزلق به "عنان" في بعض تصريحاته، وما جاء على لسان "لافروف" "أن بلاده لن تسمح بإقامة حكم سني في سوريا".
الجزارون في سوريا، أعضاء في منظمة العمل الإسلامي، لكنهم تخلوا عن دورهم المطلوب كمسلمين، لإيقاف ذبح إخوتهم السوريين المسلمين، رغم أن مبادئ الإسلام الحنيف تمنع من إعلان الحرب على المدنيين غير المسلمين وقتلهم بدم بارد، فما بالكم بحرمة الدم المسلم؟
مطلوب من العالم الحر، الدخول في وحدة حول سوريا، تقلل من وطأة المخاوف الطائفية، لأن موقف بعض الأعضاء من "الجزارين المسلمين"، يؤكدون أن النفق السوري لايزال مظلما..
لم يشف غليل هؤلاء حتى الآن ما وصلوا إليه، من نتائج في قتل الناس وتعذيبهم، وهدم بيوتهم، وحرق مزارعهم ومواشيهم، واغتصاب النساء، وشنق الشباب، وذبح الأطفال، والتنكيل بالرجال والعجائز، ويفعلون كل ذلك وهم يرفعون شعارات مزيفة بالمظلومية التاريخية في ظل قصور عربي واضح في التعامل مع هذه المظلومية التي تسفك الدماء وتهتك الأعراض.
زعماء بلدان الاتحاد الأوروبي يتمتعون ببرودة جماعية إزاء ما يحدث من هذه العصابات التي تهبط كالجراد في سوريا عبر الحدود مع العراق ولبنان، وعلى نحو لافت للعقوبات التي فرضتها تلك البلدان على نظام الأسد لا طائل من ورائها، طالما واصلت طائفية الجزارين عدوانهم الهمجي على المسلمين في سوريا.
هذه العصابات المذهبية التي تقود نظام الأسد في قتل شعبه، يريدون التنكيل بالأمويين كثأر تاريخي في ظل صمت العالم وسكوته، وهي مسألة تربك حسابات المرء حينما يطالع ذلك الهدوء الحذر الذي يسود اجتماعات مجلس الشيوخ الأمريكي ضمن عمل مشترك مع تل أبيب في إعادة رسم خريطة العالم العربي بأبخس الأثمان، وتلافي إغراق القارب الإسرائيلي من أجل عيون الجولان.
غموض الموقفين الأوروبي والأمريكي يؤكدان التواطؤ مع هذا النظام، أما أحرار العالم، فيشعرون بأن آخر فصول عرض هذه المسرحية الهزلية ستكون بحول الله وتوفيقه، صدامات ملحمية لأبطال الجيش السوري الحر على غرار ما بدأوا به عملياتهم الحربية الاثنين الماضي في شوارع العاصمة السورية دمشق.