الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٨ - السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

رجال القبائل ينتفضون ضد مقاتلي طالبان الأفغان





الشينج - (ا ف ب): قال مسؤولون ان نحو مائتين من رجال القبائل اجتمعوا في بلدة في شرق أفغانستان هذا الاسبوع لإعلان ما وصفوه بالانتفاضة ضد مسلحي طالبان، في احدث حلقة في سلسلة من الإعلانات المشابهة. ويحذر محللون من ان ما يسمى بالانتفاضات يمكن ان تكون مجرد محاولات من قادة المليشيات المحلية لإعادة تأكيد سلطتهم قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي التي تدعم حكومة الرئيس حميد كرزاي في عام ٢٠١٤. كما قالوا انه يمكن ان تكون جزءا من استراتيجية الحكومة. إلا ان رجال القبائل الذي كان يحمل بعضهم رشاشات من طراز ايه كاي-٤٧ او قاذفات صواريخ أوضحوا نواياهم في اجتماعهم في سوق وسط بلدة اليشينج الزراعية الواقعة في ولاية لغمان الشرقية.

وصرح غلام رسول لوكالة فرانس برس من الموقع «سئمنا من طالبان واعتداءاتهم الوحشية ضد شعبنا». وأضاف غلام، الرجل المسن الذي كان يرتدي عمامة «نحن نقف ضدهم ولن نسمح لهم باضطهاد أبناء شعبنا وقتلهم». وقال سارهادي زواك المتحدث باسم إدارة ولاية لاغمان لوكالة فرانس برس ان انتفاضة الشينغ هي الأحدث في سلسلة خطوات مشابهة شهدتها الولاية الواقعة شمال شرق كابول.

ومنذ منتصف مايو سيطرت مليشيات قبلية مسلحة على العديد من القرى في إقليم اندار في ولاية غزني جنوب العاصمة، كما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان تلك المليشيات تمكنت من أبعاد طالبان وساعدت على إعادة فتح عشرات المدارس كان المسلحون قد أغلقوها. ورغم ان هذه الثورات لا تزال في مرحلتها المبكرة، إلا انها أقلقت المسلحين.

وصرح مصدر في طالبان لوكالة فرانس برس في باكستان ان «مقاتلي طالبان كانوا يسيطرون على معظم الولايات، إلا أنهم بدأوا الآن يفقدون السيطرة في مناطق مثل هلمند وقندز ومؤخرا في قندهار وزابل وغزني». وأضاف «لقد فقدوا السيطرة أمام المليشيات القبلية لأنهم لا يسمحون للناس الحصول على خدمات أساسية مثل التعلم في المدارس». وقال المصدر الذي ينتمي إلى الجناح السياسي لطالبان ويتنقل بشكل منتظم بين باكستان وأفغانستان «هذا ما حدث في غزني قبل شهرين». وفي تظاهرة في اليشيغ، صرح القائد القبلي المسن نور الزمان لفرانس برس ان «طالبان يهينون وجهاءنا ويقتلونهم وقررنا وضع حد لذلك». وقال نور الزمان «اليوم نجتمع هنا لنقول لطالبان أنهم لم يعد مرحب بهم هنا في قريتنا. وإذا حاولوا دخول قريتنا مرة أخرى فسنقتلهم». وتشن حركة طالبان الإسلامية التي كانت تحكم البلاد بين ١٩٩٦ و٢٠٠١، حربا للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في كابول والتي يدعمها نحو ١٣٠ ألف من جنود الحلف الأطلسي.

إلا ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تسحب قواتها تدريجيا وتسلم المسؤولية الأمنية إلى أفغانستان قبل انسحابها النهائي بحلول ٢٠١٤. قال المحلل والمؤلف وحيد موجدا المسئول السابق في نظام طالبان «مع استعداد قوات الحلف الأطلسي للانسحاب بدأت حركة طالبان في توسيع نشاطاتها في البلاد».

واضاف «كلما زاد توسعهم، كلما اصبح اكثر صعوبة بالنسبة لهم السيطرة على قادتهم. كما قام القادة والمقاتلين في بعض المناطق بمضايقة وإغضاب السكان المحليين». قال إن «الانتفاضات ليست فقط من عمل الشعب - ففي معظم المناطق يقودها بعض قادة المجاهدين السابقين الذين رأوا في ذلك فرصة لهم للعودة إلى السلطة».

وقال عبد الواحد وفا مدير مركز أفغانستان في جامعة كابول انه من المبكر جدا وصف هذه الخطوات بالانتفاضة. وقال «من المبكر جدا اطلاق وصف على هذه الخطوات. لا نعلم بعد ان كانت فعلا انتفاضة للشعب او استراتيجية استخباراتية او مشروعا حكوميا».

واضاف «لكن ايا كان الامر اذا لم تتم إدارتها بالشكل الملائم، يمكن ان تتحول إلى أي شيء: يمكن ان تتحول إلى ثورة شعبية ضد طالبان أو ازمة داخل ازمة. على الحكومة ان تديرها». واقر مسئول في وزارة الداخلية حدوث الانتفاضات على مستوى منخفض حتى الآن، إلا انه قال إن الحكومة تأمل في توسعها. وفي اول تعليق علني له على ذلك قال قرضاي يوم الخميس «هذه انتفاضة الشعب في بعض الأقاليم والولايات في البلاد التي مارس فيها طالبان القمع». وأضاف أن «الحكومة الأفغانية مستعدة لتوفير أية مساعدة لأية خطوة يمكن ان تؤدي إلى الأمن وتعزز السلام وتجعل الناس يشعرون بالأمان والسعادة».











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة