في رحاب رمضان.. انتصرت ثورة.. واندحرت فتنة
 تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
هلّ علينا شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والمكرمات، شهر النفحات والروحانيات، شهر المودة والمحبة، شهر الصبر والعزيمة.. ومع دنو أوقاته، فإن المسلمين تنفرج أساريرهم، وتنشرح صدورهم، ويهبون لاستقباله.. استقبال العزيز الغالي الذي طالت غيبته، وترقبت القلوب أوبته. وكان شهر رمضان (الماضي) شاهدا على ما أصاب الشعب السوري، من ويلات وعذابات.. تضرر منها السوريون أشد الضرر.. كما كان رمضان شاهدا على ما تعرض له الوطن (البحرين)، من محنة رهيبة ومصاب جلل، استهدف الوطن وترابه وشعبه.. فكادوا ان يسقطوا ضحية لمؤامرة استعمارية، تريد زعزعة الاستقرار، ونهب الخيرات، ومصادرة الحريات، وهضم الحقوق، والاستيلاء على المقدرات. لقد تبارك شهر رمضان على الثورة السورية، فبث فيها الروح والصمود.. وكان بمثابة البلسم على جروح وهموم السوريين. فانظر الى آثار رحمة الله كيف أنه هيأ للشعب السوري، المهضوم والمكلوم، الصيام والقيام في رمضان.. ليكون ذلك زادا روحيا ومنطلقا، يغذي وينمي الثورة.. لقد انبثقت الثورة السورية، بعد طول معاناة للأهوال والمنغصات والمصائب.. فاحتواها الشهر الفضيل بروحانيته وقدسيته، وقوّى من عزيمة الثوار المسالمين، الذين كانوا يخرجون من يأسهم وبؤسهم، في مظاهرات ليلية، هاتفين لرفع القهر والكبت والحصار عنهم، سائلين المولى - عز وجل - أن يأخذ بأيديهم، وينصرهم على النظام الوحشي، عدوهم اللدود الذي استشرى واستضرى، فأخذ يواجههم بالحديد والنار، ويرميهم بالرصاص وقذائف المدافع والطيران.. فيسقط الضحايا بما لا يحصى من الاعداد.. فلم يُبق شيخا ولا عجوزا ولا امرأة ولا طفلا، الا وأنزل به العذاب والتنكيل، وارتكب في حقهم أبشع الجرائم الانسانية.. كما كان رمضان الماضي شاهدا، على ما حدث في (البحرين) من محنة فادحة، كادت تلحق بالبلاد والعباد كارثة لا مثيل لها.. ولولا فضل شهر رمضان الكريم: الذي أيد بتوفيق من الله - عز وجل - القيادة والشعب، على مواجهة التخطيط الاستعماري الجهنمي، لوقع المكروه، ولسقط الوطن في يد الزمرة الباغية. لكن السحر انقلب على الساحر، وخاب كيد الكائدين.. فاستعاد الوطن قوته ومكانته، واسترد الشعب كرامته وحريته.. وذلك بفضل تكاتف وتآزر المواطنين مع قائدهم.. وبفضل الحصافة والرجاحة في العقل.. وبالاعتماد على الصبر والصمود.. وبالاستعانة بالشجاعة والجرأة، وقد أخذت البحرين تتعافى شيئا فشيئا، من تداعيات تلك الفتنة البغيضة.. وهاهو رمضان يعود من جديد، حاملا الكثير من البشائر والآمال للامة الاسلامية عامة، وللشعب السوري والشعب البحريني خاصة، وكما انتصر المسلمون من قبل في مواقع كثيرة، وبمدد وتأييد من الله.. كنصره إياهم في موقعة (بدر الكبرى).. ومعركة (عين جالوت).. وحرب (اكتوبر المجيدة).. فليس ببعيد على الله ان ينصرهم على الانظمة الطائفية، التي هي أشد كفرا ونفاقا وإجراما.
عبدالله عبدالله المناعي
.