الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

رئيس تجمع الوحدة الوطنية يفند فضيحة الـ 11 مليون دولار
ويقول: إنها جزء من المخططات القذرة ضد شعب البحرين

تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢



أكد الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود أن الـ 11 مليون دولار التي أدخلتها الإدارة الأمريكية للمملكة هي "حكاية عجيبة ولكنها ليست علينا غريبة".. ويواكبها التضارب في إعلان الأغراض التي ستستخدم فيها.. فمرة لدفع رواتب العاملين بالقاعدة البحرية.. ولما لم يصدق الناس عادوا فقالوا: إنها لمواجهة متطلبات القوات والمصالح الأمريكية بالمنطقة.
جاء ذلك من خلال خطبته يوم الجمعة أمس، وتساءل: لماذا يغطي المسئولون الأدلة على هذه الواقعة، قائلا لهم: لن تكونوا ضعفاء إذا كنتم مع شعبكم وكان شعبكم معكم في صف واحد لمواجهة الأعداء والماكرين من الأصدقاء.
وأكد الدكتور المحمود قائلا: إن فضائح المخابرات مشهورة ومعروفة لتحقيق العمليات القذرة.. حيث إنه من المعروف أن مثل هذه المبالغ تدفع نقدا في القضايا غير القانونية.
وقال: لقد أظهرت الحقائق التي انكشفت لجميع أهل البحرين أن الإدارة الأمريكية شريك أساسي فاعل في أحداث البحرين وليس متفرجا.. ولا تزال هذه الإدارة مدافعا عن قادة الأزمة وممثليها وحاميا لهم.. وأن هذه الأموال هي جزء من المخططات القذرة ضد شعب البحرين.

(التفاصيل)

تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف محمود آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في خطبته ليوم الجمعة بجامع عائشة أم المؤمنين بالحد أمس عن شهر رمضان للمسلم.. وفضيحة الـ 11 مليون دولار وقال:
يعود إلينا شهر رمضان شهر البركات والخيرات، وسوف يعود ما دامت البشرية قائمة على هذه الأرض، وسيتذكر الناس شعيرة الصيام ما دام في الدنيا من يقول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
شهر رمضان للمسلم
رمضان بالنسبة إلى المسلم ليس كبقية شهور العام، فلشهر رمضان خصائص منها:
أنه شهر الصيام الذي يقول فيه الله تعالى: "يَا أَيلاهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ × أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ"، ويقول فيه الرسول (ص): (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
وأنه الشهر الذي نزل فيه القرآن حيث يقول الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، ففي القرآن الكريم:
- هداية للبشرية كلها (هُدًى لِلنَّاسِ) إلى صراط العزيز الحكيم، إذ هو آخر الكتب التي أنزلها الله تعالى على الرسل ولا كتاب بعده.
- وفيه (بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى) كثير من الحقائق التي ترشد البشر إلى ما ينبغي أن يعرفوه مما لا يمكن أن يتوصلوا إليها من دون خبر من السماء حتى لا يقع الناس في جهالات تزيد حياتهم شقاء، فهو يحدثنا عن الخالق سبحانه وتعالى وعن الكون وعن الماضي وعن الدنيا وعن تفاصيل الحياة الآخرة وما بينهما من الحياة البرزخية.
- وفيه الْفُرْقَان أي الأحكام والقواعد التي تبين للمسلم الحلال والحرام وتميز الحق من الباطل والطيب من الخبيث.
وهو شهر الزكاة، ففيه فرضت زكاة الأموال وزكاة الفطر وذلك في السنة الثانية من هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة مع فرض صيام رمضان.
وهو شهر التقوى، وما أدراك ما التقوى؟ إنها الشهادة التي يستحق بها الأبرار الرابحون يوم القيامة كرامة الله تعالى وجناته.
كيف تعرف المتقين؟
المتقون هم الذين يؤمنون به وبكتبه ورسله واليوم الآخر.
المتقون هم أولياء الله وأولياء رسوله (صلى الله عليه وسلم) وأولياء هذا الدين وأولياء الصالحين من عباد الله في الدنيا كما يقول الله تعالى: "إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
المتقون هم الذين يحلون الحلال ويحرمون الحرام ويهتدون بهدي الله تعالى.
المتقون هم الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل.
المتقون هم الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون.
الله ولي المتقين
ومن كان على هذا المنهاج وصدّق فعلُه قولَه وصدّق ظاهرُه باطنَه كان الله تعالى وَلِيَّه في الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى يقول: "وَاللَّهُ وَلِيلا الْمُتَّقِينَ"، ومن كان اللهُ وليَّه فإن الفوز محقق له في الآخرة بيقين إضافة إلى ما يكون له من توفيق في الدنيا وإن تأخر إلى حين.
نداء لكل من ينتسب إلى الإسلام
ومن هنا ننادي كل الذين ينتسبون إلى الإسلام بأن يلتزموا بكل أحكام الإسلام ولا يكونوا كبعض أهل الكتاب الذين أنكر الله عليهم التمسك بما يريدون من أحكام وترك ما لا يريدون اتباعا لأهوائهم فقال عنهم سبحانه وتعالى: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدلانْيَا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدلاونَ إلى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدلانْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ".
معنى قوله تعالى: "لعلكم تتقون"
ونقف في آية فرض الصيام عند قوله تعالى: "لعلكم تتقون" ونراها تتكرر في أكثر من موضع في القرآن الكريم فمن ذلك:
قوله تعالى: "يَا أَيلاهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وقوله تعالى: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
وقوله تعالى: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السلابُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
أصل معنى لعل للترجي، وهو المقصود في كل هذه الآيات، لأن إقامة العبادات وحدها ومنها الصيام أو إقامة القصاص على القاتل عمدا وحده أو تطبيق بعض الأحكام وحدها لا تحقق التقوى منفردة بل لا بد من أن يعمل المسلم على أن يلزم نفسه بكل الواجبات ويبتعد عن كل المحرمات، وما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الصيام يؤكد هذا المعنى حيث يقول عن الصوم رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر) ويقول أيضا (ص): (الصِّيَامُ جُنَّةٌ، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ إِنِّى صَائِمٌ).
فهنيئا لمن صام هذا الشهر، وتقرب إلى الله تعالى بالقيام، وكان له خلوةٌ مع القرآن، وألزم نفسه بفعل الحلال وترك الحرام، فاستحق أن يكون ممن يقال له يوم القيامة: أدخل من باب الريان وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.
فضيحة 11 مليونا من الدولارات
خلال الأسبوع الماضي أدخلت الإدارة الأمريكية إلى البحرين وعن طريق المطار أحد عشر مليونا (11000000) من الدولارات نقدا في حادثة عجيبة، لكنها ليست علينا بالغريبة.
التضارب في إعلان الأغراض التي ستستخدم فيها تلك الملايين
ادعي في بادئ الأمر أنها لدفع رواتب العاملين في القاعدة البحرية الأمريكية، ولما لم يصدق الناس ذلك وما كان لهم أن يصدقوا، لأنه من المعروف أن رواتب جميع العاملين في المصالح والمؤسسات الرسمية الأمريكية تودع رواتبهم إلكترونيا في حساباتهم البنكية، ثم ادعوا أنها لمواجهة متطلبات القوات والمصالح الأمريكية في منطقة الخليج، وصدر عن وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والبنك المركزي أن هذه المبالغ قد دخلت بالطريق والإجراءات المتعارف عليها قانونا.
الرأي في هذه الحادثة
أولا: إعلان تغطية غير مقبول عند الشعب البحريني
نود أن نقول للمعنيين بالأمر في مملكتنا حماها الله من شر أعدائها ومن شر أصدقائها ومن شر بعض مَنْ هم مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا: إذا كان الأمر كما تقولون، فلماذا لم يصدر هذا التوضيح من أول ما تسرب الخبر إلى الإعلام واحتاج الأمر إلى يومين لستر الفضيحة، أي بعد أن تمت التغطية الشكلية وبعد أن دقت الأجراس على الفضيحة الأمريكية؟
يغلب على الظن أن هذه التغطية إنما هي تطبيق لقاعدة (حكم القوي على الضعيف)، ولكننا نقول للمعنيين ستكونون ضعفاء إذا ابتعدتم عن شعبكم ولم تثقوا به، ولن تكونوا ضعفاء إذا كنتم مع شعبكم وكان شعبكم معكم في صف واحد لمواجهة الأعداء والماكرين من الأصدقاء.
ثانيا: فضائح المخابرات مشهورة ومعروفة لتحقيق العمليات القذرة
يعلم العالم كله ما تقوم به المخابرات المركزية الأمريكية وكثير من مخابرات الدول الكبيرة من استخدام الأموال التي تدفع نقدا للقضايا غير القانونية كما يسمونها للتجسس وشراء الأسلحة وإثارة القلاقل وتمويل المنظمات المتعاونة معها. وقد استخدمت المخابرات الدولية كل الطرق المحرمة قانونا للحصول على الأموال بما فيها المتاجرة في المخدرات والتجارة في الأسلحة للتغطية على عملياتها التي يسمونها هم بالعمليات القذرة. وسجلات الصحف والوثائق كشفت عن بعض هذه الفضائح للإطاحة بأنظمة الحكم ولإشاعة الفوضى في الدول التي يراد الإطاحة بأنظمتها ولتخريب المجتمعات.
ثالثا: الإدارة الأمريكية شريك أساسي فاعل في الأزمة البحرينية
أظهرت الحقائق التي انكشفت لجميع أهل البحرين أن الإدارة الأمريكية شريك أساسي فاعل في أحداث البحرين وليس متفرجا، ومازال مدافعا عن قادة الأزمة وممثليها وحاميا لهم.
وليس ببعيد أن تكون هذه الأموال التي أدخلت إلى البحرين إنما هي جزء من تلك المخططات القذرة ضد شعب البحرين ونظامها لإشاعة الفوضى التي يسمونها الفوضى الخلاقة، بل نكاد نجزم أن هذه الأموال كانت لمثل هذا الاستخدام كما فعلوا بالعراق الشقيق بعد الاحتلال الأمريكي فقد فقدت من أمواله أيام الحاكم الأمريكي ومن حقوق الشعب العراقي مئات الملايين من الدولارات للوقيعة والقتل بين الأطراف العراقية لتدمير ما بقي من البنية التلاحمية بينهم ووما بقي من البنية التحتية.
رابعا: رسالة إلى الذين يتعاونون مع السياسة الأمريكية من منطلق طائفي
نقول لكل من يتعاون مع المخطط الأمريكي ومن تؤيده السياسة الأمريكية لِلَّعب بالقضية الطائفية: إن أمريكا لا تقوي شوكتكم ولا تحمي ظهوركم ولا تدافع عنكم من أجل سواد عيونكم، ولا من أجل عدالة قضيتكم إن كانت عادلة، وإنكم تعلمون علم اليقين إنها تعمل جاهدة من أجل شق الصف الإسلامي بين السنة والشيعة لاستخدام كل طائفة ضد الأخرى ليتحاربوا فيما بينهم ويسيلوا دماء بعضهم البعض ويدمروا دولهم وثرواتهم بالنيابة عنهم لتحقيق المخطط الأمريكي والغربي المعلن وليس الخفي، فاتقوا الله في أنفسكم للدنيا وللآخرة، واتقوا الله في طوائفكم وفي دولكم وفي شعوب العالم العربي والإسلامي فمخططهم على العرب وعلى المسلمين أجمعين وأنتم تعلمون، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون فهو القائل: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدلا إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ".
إن المتقين موقنون بقوله تعالى عن قوم صالح: "وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْالدكتور آل محمود يتحدث في خطبة الجمعة عن رمضان والـ 11 مليون دولار
ويقول: رمضان سيعود مادامت الدنيا قائمة على هذه الأرض
حكاية الـ 11 مليون دولار عجيبة.. ولكنها ليست علينا غريبة!
اللهم اجعلنا من المتقين الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون.