المال و الاقتصاد
بدأوا يتخلفون عن بيع شحنات متفق عليها
ارتفاع أسعار الحبوب يدفع التجار إلى ممارسة سياسات احتكار
تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
العواصم ـ رويترز: بدأ موردو الحبوب في التخلف عن توريد شحنات متفق عليها لمستوردين رئيسيين منهم مصر أكبر مستورد للقمح في العالم بدلا من التسليم وفقا للعقود التي أبرمت بأسعار قديمة ما يجعلهم يخسرون بسبب الارتفاع الحاد في الاسعار بعد الجفاف الذي ضرب الولايات المتحدة.
وتدمر أسوأ موجة جفاف في 50 عاما المحاصيل في الغرب الاوسط الامريكي وتدفع أسعار الحبوب العالمية لارتفاع حاد ما رفع سعر الذرة وحدها بنحو 50 في المائة في الشهر الماضي. وسجل سعر فول الصويا كذلك مستوى قياسيا تلاه سعر القمح بفارق غير كبير.
ومما فاقم المشكلة نقص المحاصيل في روسيا وأوكرانيا وكازاخستان اذ اعقبت موجة برد قارس الجفاف ما رفع أسعار الحبوب واثار المخاوف من اندلاع اضطرابات وخاصة في الشرق الاوسط حيث يمكن لارتفاع أسعار الغذاء اثارة قلاقل سياسية.
ويقول متعاملون ان بعض مبيعات الحبوب وخاصة لمشترين في مصر توقفت لكنهم أكدوا ان الشركات التجارية العالمية ستورد بموجب العقود المبرمة ومشكلة التخلف عن التوريد تتركز على الشركات الصغيرة. غير أن هذه الشركات عادة تتعامل مجتمعة في نحو مائة الف طن.
وقال متعامل في الشرق الاوسط «نتحدث إلى بعض المشترين المصريين من القطاع الخاص المتعاقدين مع موردين في البحر الاسود بشأن صفقات لم تنفذ للذرة والقمح. الشحنات صغيرة ما بين عشرة آلاف طن و25 الفا».
وثارت شكوك كذلك بشأن ما اذا كانت مبيعات قمح لليبيا ابرمت في الفترة الاخيرة ستورد.
وقال متعامل ألماني «في يونيو فقط، كان التجار يبيعون القمح والحبوب الاخرى لمشترين في الشرق الاوسط وسط توقعات بتراجع الاسعار بسبب محصول قياسي في الولايات المتحدة وزيادة الصادرات من روسيا».
وأضاف «ارتفاع الاسعار يعني أن بعض المبيعات تمت بخسائر كبيرة، الناس الآن ينظرون في شروط سندات الاداء ليروا ما اذا كان الاجدىعدم التوريد».
وفي أغلب عقود التجارة الدولية يقدم البائع ضمانا يتمثل في شرط جزائي اذا لم يلتزم بشروط العقد يطلق عليه سند الاداء.
وفي بعض اتفاقات بيع الحبوب تعني سندات الاداء أن يدفع البائع عشرة بالمائة من قيمة العقد للمشتري في حال التخلف عن التوريد. وعادة ما تبرم اتفاقات توريد الحبوب قبل توريدها بشهور ويستخدم التجار خبرتهم في السوق في حساب حجم المعروض في وقت تحميل السفن. وحتى اربعة أسابيع مضت كان التجار يتوقعون ان تنخفض الاسعار متوقعين محصولا قياسيا في الولايات المتحدة ما يوفر الحبوب بأسعار منخفضة في السوق.
وأي زيادة في التخلف عن التوريد من شأنها التسبب في ارتفاع كبير في الكلفة وخاصة بالنسبة لدول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا التي تعتمد على واردات الحبوب في صناعة الخبز وعلف الحيوان.
وقال مستورد كبير للقمح في مصر انه سمع عن بعض حالات التخلف عن توريد شحنات من البحر الاسود لمشترين مصريين من القطاع الخاص، وأضاف أن الشحنات يعتقد انها صغيرة نسبيا.
ومن الاتفاقات التي قد تكون مهددة كذلك شحنة 50 الف طن من القمح لليبيا يوم الرابع من يوليو.
وقال متعامل «سيدهش الكثيرون اذا تمت هذه الصفقة اذ يبدو انها ستكون خاسرة».
ويواجه المشترون من القطاعين العام والخاص الذين لم يبرموا صفقات الشهر الماضي ارتفاعات كبيرة في الكلف اذا اضطروا للشراء بالاسعار الراهنة.
وقال متعامل أوروبي «الاردن والعراق ارتكبا خطأ كبيرا بإلغاء مناقصات سابقة».
وألغى العراق مناقصة لشراء القمح في وقت سابق هذا الشهر وطرح مناقصة جديدة يوم 12 يوليو في حين ألغى الاردن المستورد الكبير للقمح مناقصة دولية لشراء مائة ألف طن يوم الثلاثاء الماضي بسبب ارتفاع الاسعار وطرح مناقصة جديدة يوم الاربعاء.