الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

في لقاء مع وزير البيئة والطاقة السويسري الذي زار البحرين مؤخرا
مستوى البنية التحتية في البحرين حاز إعجابي

تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢




بعد أن أطلق الكثير من المشروعات المهمة في مجال البنية التحتية، غادر موريتس لوينبرغر (وزير البيئة والنقل والطاقة والاتصالات السويسري) الحكومة الفيدرالية السويسرية نهاية عام 2010، مكملاً 15 عاما وشهريْن في عضوية الحكومة.. وكونه وزيراً للنقل، سأله أحد الصحفيين ذات مرة (ما الذي يعنيه لك النفق)؟! فرد بشيء من الفكاهة (النفق انتصار على الجبل، والنفق مرتبط دائما بالضوء في آخره، ثم إنني ولكثرة الأنفاق التي بنيت في السنوات الأخيرة أصبحت وزيرا للأنفاق، ولابد من التذكير أنه خلال السنوات التي قضيتها في الحكومة شيّدت 115 نفقا للطرق ولسكك الحديد، آمل ألا أحتفظ بهذه الرؤية النفقية إلى الأبد)!.. ويوم الخميس الماضي حل السويسري موريتس لوينبرغر ضيفاً على وزارة الأشغال بفندق الخليج لحضور حفل تدشين فعالية بدء تدشين تكنولوجيا حفر الأنفاق في بناء محطة المحرق للصرف الصحي بالحد، ودار معه الحوار التالي:
} ما هو تقييمكم لصناعة مياه الصرف الصحي في البحرين بشكل عام؟
- أجاب: تلقيت معلومات مهمة ومفصلة من كل من المهندس خليفة المنصور الوكيل المساعد للصرف الصحي ومن مندوبي شركة سامسونغ الكورية الجنوبية حول المشروع الكبير الذي ينفذ في مملكة البحرين والمتمثل في بناء محطة المحرق للصرف الصحي، بالإضافة إلى المعلومات المقدمة من قبل مكتب شركتنا في البحرين أمبلينيا (فىَمٌٍِة).. ويمكن القول أن مشروع محطة المحرق للصرف الصحي إنما هو مشروع استراتيجي للصحة العامة في البحرين وأنا واثق من المياه المعالجة سوف يكون لها قيمة مضافة للموارد المائية في مملكة البحرين.. وعبر جميع أرجاء العالم تعتبر إدارة نظام معالجة مياه الصرف الصحي عملية مستمرة، وتتطلب الاستثمار المستمر فيها، إلى جانب كونها عملية حيوية بالنسبة إلى صحة عامة الناس وتعكس نهجاً طموحاً في المملكة من خلال استقطاب أفضل أنواع التكنولوجيا الحديثة.
} وما رأيك بخصوص استخدام الأنفاق لنقل مياه الصرف الصحي باستخدام الأنفاق في البحرين؟
- أجاب يعتبر استخدام حفر الأنفاق في جمع ونقل مياه الصرف الصحي إلى محطات المعالجة من أكثر التكنولوجيا المتطورة حتى الآن، كما أنها تعتبر تقنية آمنة وطويلة الأمد، وتتميز بانخفاض كُلفة التشغيل ومصاريف الصيانة، وتضمن الحد من استخدام محطات الضخ. ويمكن من خلالها كذلك تصميم الأنفاق ذات العمر الطويل الذي يصل إلى 80 عاماً وأكثر، كم أن هذه التكنولوجيا المستخدمة في حفر الأنفاق على المدى الطويل تعتبر نهجاً اقتصادياً موفقاً.
× كيف تقارن الطريقة الحديثة مع الطريقة التقليدية في شق الطرق لبناء محطات الصرف الصحي؟
- إن بناء شبكات الصرف الصحي بواسطة حفر شبكة من الأنفاق يعد أسرع وأقل إزعاجا للسكان وأكثر جدوى من النواحي الاقتصادية بمجرد بلوغ العمق اللازم.. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يضمن عدم عرقلة الحركة المرورية أو الاضطرار إلى شق الطرق مما يتسبب عنه انتشار الأتربة والغبار وازعاج المارة والحياة اليومية للمقيمين!
} كيف تؤثر أنواع التربة في البحرين على مشروع بناء أنفاق الصرف الصحي؟
- مع الإضطرار للقيام بأعمال حفر الأنفاق بأعماق تتراوح ما بين 7 أمتار إلى حوالي 15 متراً، نتوقع أن نواجه خلال العمل طبقات مخلوطة من الرمال والصخور. هذا يتطلب وجود المعرفة الجيوتقنية لتحديد العمق المعين الصحيح لتصميم معدات وآلات القطع المناسبة لهذه النوعية من التربة.. وفي البحرين هناك مهندسون على مستوى عالمي من الخبرة الجيوتقنية الذين يعملون بجد وتفان لتوفير الآلات المناسبة لهذا المشروع العملاق.
} هل هناك أية مخاوف متوقعة حين حفر الانفاق من حيث التأثير على البنى التحتية الأرضية (كأنابيب المياه وكابلات الكهرباء وغيرها)؟
- أجاب: أود تأكيد أن وزارة الأشغال وشركة سامسونج قاما بإجراء الدراسات والمسوحات اللازمة لضمان تحديد مسارات حفر الأنفاق بحيث لن يؤثر أو يضر إطلاقاً على البنى التحتية القائمة أو المستقبلية في مواقع العمل بالمحرق.. كما أن مهندسي شركة أمبلينيا (فىَمٌٍِة) قد شاركوا بشكل فاعل مع الجهات المختصة في مملكة البحرين لضمان عدم تأثر أي من مرافق الخدمات القائمة الآن أو في المستقبل.
} هل سيكون هناك أي تأثير على المياه الجوفية؟
- أجاب: وأعتقد أن المهندسين المتخصصين في وزارة الأشغال قد أخذوا على عاتقهم هذه المهمة، ودرسوا هذا الموضوع بتعمق، وقررت البدء في أعمال حفر الأنفاق على عمق يتراوح ما بين 7 و15 متراً لضمان حماية المياه الجوفية من أي عطب أو أية أضرار أو حتى احتمالات التلوث.
} وما هو تقييمك لمشاريع البنية التحتية القائمة في مملكة البحرين؟
- قال: لقد خدمت في بلدي سويسرا طوال 15 عاماً كوزير مسؤول عن البنى التحتية والنقل والبيئة، وهذه هي زيارتي الأولى لمملكة البحرين، ويجب أن أعترف بأنني واثق ومسرور من مستوى البنية التحتية في بلدكم، حيث أتيحت لي الفرصة لمشاهدة الكثير من العمران الذي تتميز به البحرين بالإضافة إلى العديد من مشاريع الطرق الحيوية والجسور الرئيسية والأنفاق، وسوف أعود إلى سويسرا بوجهات نظر جميلة من واقع مشاهداتي عن البحرين، وأرجو أن تتاح لي الفرصة ثانية لزيارة البحرين مرة أخرى.. إن لشركة إمبلينيا (فىَمٌٍِة) مكتب لتشغيل المشاريع في البحرين، ونحن نعتبر هذا المكتب بمثابة المقر الاستراتيجي لخدمة كافة أسواق دول مجلس التعاون الخليجي إنطلاقاً من البحرين.
} كيف تقيّم لقاءاتك مع مسؤولي وزارة الأشغال خلال زيارتك القصيرة للبحرين؟
- أولاً يجدر بي القول اننا فخورون بالتواجد في البحرين، ويشرفنا أن نكون أول شركة بناء سويسرية تخدم في أسواق مملكة البحرين. وقد كان استقبالنا استقبالاً حاراً ومميزاً من قبل وزير الأشغال المهندس عصام بن عبدالله خلف والوكيل المساعد للصرف الصحي المهندس خليفة المنصور وباقي المسؤولين والمهندسين والقائمين على مشروع محطة المحرق للصرف الصحي بالحد.. سيكون من دواعي سرورنا الحفاظ على هذه العلاقة المميزة، وسأعود إلى سويسرا محملاً بالعديد من وجهات النظر الإيجابية، ولن أنسى الدفء والترحيب اللذين لقيتهما طوال فترة تواجدي في البحرين.
} حدثنا عن التجربة والخبرة السويسرية في مجال بناء الأنفاق؟
- يجيب يُعَدّ اختراق الحواجِـز الطبيعية صِنْعة اتّـسم بها التاريخ السويسري الحديث، ويرجع تاريخ أول نفق لعام 1708 المُـسمى أورنيرلوخ وكٌُْمَْص وعلى قدمٍ وساق، تجري حالياً أعمال الحفر تحت سلسلة جبال سان غوتهارد، لإنشاء أطول نفق للسكك الحديدية في العالم طوله 57 كيلومترا، ستمخر عبابه القطارات بسرعة 250 كلم في الساعة، فتقطع المسافة بين ميلانو وزيورخ في ساعة واحدة من الزمن. ومن المقرّر أن يكون افتتاحه بحلول عام 2017، ليذكر بالمجد السويسري الرّائد في بناء الأنفاق.. من دون هذه الأنفاق، فإن نظام النقل لن يصبح قادراً على العمل بشكل صحيح أو بصورة اقتصادية. وفي هذا المجال فقد شيدت شركة (إمبلينيا) العديد من الأنفاق في سويسرا، وحاليا يتم بناء النفق الأكبر في العالم للسكة الحديد المسمى (نفق غوتهارد) الذي يمتد بمسارين تحت جبال الألب ليربط سويسرا بإيطاليا، ويعتبر بمثابة معجزة هندسية، ونحن فخورون جداً بهذا الإنجاز العالمي.
أما بالنسبة إلى آلة الحفر المستخدمة في المشروع فإنها آلة ضخمة جدا يبلغ طولها 400 متر وتزن حوالي 3000 طن وقُـطرها حوالي عشرة أمتار ووظيفتها نهش الصخور التي ما زالت تفصل فاييدو odiaF عن سيدرون nurdeS، أي حوالي 8 كلم في عُـمق الجبل. ولا يسَـع الزائر هنا بعد اكتمال المشروع، إلا أن ينظر بعيْـن الإكبار لعظمة هذا المشروع، وخاصة إذا ما نظر إلى أعلى وأدرك بأن فوق رأسه جبلا صخريا ارتفاعه 2 كلم. كما أن هذا النفق السويسري "لisnartplA" سيتجاوز بطوله أيضاً النّـفق الأوروبي الذي يربط بين فرنسا وانجلترا (53 كلم) ونفق غوادراما (28 كلم) في إسبانيا ونفق عبور السيارات ليردال (25 كلم) في النرويج، الذي تمّ تدشينه عام 2000، فاقتنص الصّـدارة من نفق سان غوتهارد بعد 20 سنة من التربّـع على قمّة الريادة.
ومن المعلوم أن السويسريين هُـم ثاني أكثر شعوب العالم استعمالا لقطارات السِّـكك الحديدية في الأسفار بعد اليابان، حيث يقطع كل سويسري في المعدّل السنوي 2000 كيلومترا بواسطة القطار، ومن هنا، تبدو الأهمية الخاصة لإشادة طريق مُـستوٍ للسكّـة الحديدية عبر جبال الألب، ناهيك عن الدّور التاريخي الذي لعبته القطارات في ربط أجزاء الوطن الواحد بعضها ببعض والتقريب بين لُـغاته المختلفة.