أخبار البحرين
الشيخ صلاح الجودر:
الجماع في نهار رمضان إثمه عظيم.. وفعله شنيع
تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
في خطبته ليوم الجمعة بجامع الخير بقلالي أمس تحدث فضيلة الشيخ صلاح الجودر عن شهر رمضان وفضائله فقال:
بالأمس قدر المولى تبارك وتعالى المنازل، وخص هذه الأمة بأفضل الشهور، شهر كريم، فتحت له القلوب، ودمعت بمقدمه العيون، شهر أقبل بأنواره وخيراته، وأفاض على الكون بالتقوى والحبور، قال تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" (البقرة:185). في شهر رمضان يزداد نور الإيمان والتقوى في القلوب، وتنزل نفحات الوحي المباركة في المساجد والجوامع والبيوت، فالأوقات معمورة بالطاعة، والأرواح مسكونة بالأمن والطمأنينة، والأجساد ممنوعة من الشهوات والملذات بالنهار.
شهر رمضان هو شهر الأمة وعزها وفخرها، وهو تاريخها وسجلها الحافل بالذكريات، هو شهر الفتوحات والبطولات وتنزل الآيات المحكمات، شهر رفعِ الدرجات وتكفير السيئات والتجارة مع الله، صيام وقيام وقراءة للقرآن، ودعاء وصدقة وأمر بمعروف ونهي عن منكر. فهذا هو شهركم المعظم قد حل بالساحات فهل استطعنا أن نعي حقيقة الصوم وغاياته وأهدافه؟ تقوى مقرونة بصفاء القلب، وطهارة مع سلامة الروح، وعقيدة متصلة برب العالمين، هل أدركنا أن رمضان والصوم هما بداية التغير في حياة المسلم؟! كم نسعد حين نجعل من شهر رمضان مناسبة للتغير نحو الأفضل، فننتصر على النفس والذات والعدو، بثبات ويقين.
مما يؤسي القلب والناس في شهر التوبة والغفران والعتق من النيران أن بعض المسلمين -هدانا الله وإياهم- يقصر فهمه لمقاصد الصوم في حبس الجوف عن الطعام والشراب، ويطلق العنان لنفسه في محرمات البصر واللسان، فلا ينتهي عن الكذب والنميمة والغيبة والسب وقول الزور، وقد جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من لم يدَع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامَه وشرابه) رواه البخاري. ولاسيما في المنعطَف الخطير الذي تعيشه الأمة حينما خرج رويبضة العصر وأنصاف المتعلمين استهزاءً بكتاب رب العالمين، وتطاولاً على سيد المرسلين، ونيلاً من أصحابه الغر الميامين وأمهات المؤمنين، ادعاءات كاذبة ومزاعم باطلة يزعمون أنها الحق المبين، قال تعالى: "كبرت كلمةً تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" (الكهف:5).
من خصائص شهر رمضان المبارك أنه شهر القرآن، قال تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" (القدر:1). نعم عباد الله، آيات بينات أنارت الدنيا، وأخرجت البشرية من الجهل والظلم والقهر إلى ساحات الإسلام الرحب، علم نافع وعدل شامل، فهل تعي الأمة مسئوليتها في أفضل شهورِها؟!
إن من كمال هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان البذل والإنفاق، فقد كان كريماً جواداً، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان كالريح المرسلة، قال تعالى: "وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" (التغابن:16)، وكان نبيكم (صلى الله عليه وسلم) أذا رأى الهلال قال: (يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).
ونحن نعيش شهر الخير والبركة، وشهر الأمن والأمان، فحري بنا أن نتذكر أخواناً لنا مكلومين بحسرة تكوي الأكباد، إنهم إخوانكم في سوريا، فهم اليوم يتعرضون لأبشع وسائل القتل والتنكيل، حيث يسومهم النظام السوري أشكالاً من العذاب، دون حسيب أو رقيب! قتلى وجرحى ومصابين ومشردين، فأين منظمات حقوق الإنسان، وأين الدولة راعية السلام، وأين مجلس الأمن، بل أين دعاة السلام؟ إننا باسمكم -أيها الصائمون- نناشد المجتمع الدولي بنصرة الشعب السوري وإنقاذه من النظام الدموي، هذا هو الرجاء والأمل، وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. مما ينبغي للصائم مراعاته في شهر الصوم هي المفطرات، ومنها:
مطلق الأكل والشرب عن طريقِ الفم أو الأنف.
ثانياً: ما كان بمعنى الأكل والشرب، كالإبر المغذية التي تنوب عن الشراب والطعام، فإذا تناولها الصائم أفطر، وأما التي لا تغذي فلا تفطر إن شاء الله، ومثلُها القطرةُ في العين والأذُن فلا تفطر على الصحيح من قولي العلماء، والأحوط أن يستعملَها ليلاً.
ثالثاً: الجماع في نهار رمضان، وإثمه عظيم، وفعله شنيع، ومن أتى ذلك لزمه مع القضاءِ الكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
رابعاً: إنزال المني برغبةٍ واختيار، كمن عمد إلى التقبيل واللَّمس ونحو ذلك فأنزل، وإذا كان الإنزالُ عن احتلامٍ فإنه لا يُفطر