عربية ودولية
السفير الروسي في باريس يتحدث عن موافقة الأسد على التنحي ثم يتراجع عن أقواله
تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
باريس - (ا ف ب): قال سفير روسيا في باريس الكسندر اورلوف امس الجمعة ان الرئيس السوري بشار الاسد «موافق على الرحيل» لكن «بطريقة حضارية»، قبل ان يعدل عن تصريحاته ويؤكد الموقف التقليدي لبلده.
وكان اورلوف قد قال صباح امس لاذاعة فرنسا الدولية (راديو فرانس انترناسيونال) «عقد لقاء في جنيف لمجموعة العمل في 30 يونيو وصدر بيان ختامي ينص على انتقال الى نظام اكثر ديمقراطية. وهذا البيان الختامي وافق عليه الاسد، أي انه وافق على الرحيل. لكن الرحيل بطريقة حضارية».
وردا على سؤال «هل تعتقدون ان بشار الاسد أصبح الان محكوما عليه بالسقوط وان المسألة ليست سوى مسألة وقت؟»، قال السفير «شخصيا اشاطركم هذا الرأي.. اعتقد انه سيكون من الصعب عليه ان يبقى بعد كل ما حدث». وعلى الاثر نفى التلفزيون السوري سريعا يوم الجمعة تصريح السفير الروسي ووصفه بأنه «عار عن الصحة تماما». وقال التلفزيون ردا على تصريحات اورلوف ان «مضمون ما نسب إلى السفير الروسي في باريس حول موافقة الاسد على التنحي بطريقة حضارية عار عن الصحة تماما».
وفي تصريح جديد لشبكة «بي اف ام تي في» الاخبارية عاد الكسندر اورلوف عن اقواله هذه. وقال «اذا كان الرئيس الاسد وافق (على البيان الختامي في جنيف) الذي ينص على انتقال (للسلطة)، فهذا يعني انه في قرارة نفسه مستعد للرحيل اذا كانت تلك هي نتيجة هذه المفاوضات» التي كان من المقرر مبدئيا ان تنجم عن اتفاق 30 يونيو، مضيفا «لذلك استخدمت عبارة رحيل حضاري».
وشدد على ان «القول الآن ان السفير الروسي قال إن الرئيس السوري مستعد للرحيل امر خاطئ تماما»، موضحا ان «هذا هو الخلاف الاساسي بيننا وبين شركائنا الغربيين في مجلس الامن الدولي، الذين يطالبون برحيل الرئيس الاسد قبل ان نبدأ المفاوضات».
وتابع ان «الشعب السوري يجب ان يقرر بشأن النظام الذي يريده، واحد اهداف هذه الهيئة الحكومية الموقتة (المحددة في اتفاق جنيف) هو اعداد دستور جديد وانتخابات حرة لاختيار الاشخاص الذين سيقودون سوريا». وبذلك يؤكد السفير مجددا موقف روسيا التي ترى ان مصير الاسد لا يمكن ان يقرره سوى الشعب السوري من دون تدخل اجنبي خلافا للغربيين الذين يطالبون برحيله. كما اصدر السفير الروسي في باريس توضيحا رسميا يؤكد فيه ان «حق تقرير مصير رئيس الجمهورية السورية لا يملكه سواه هو نفسه والشعب السوري». وأضاف أن «روسيا ما زالت حاسمة في هذا الموقف وترى ان وقف اعمال العنف واطلاق حوار وطني داخلي لا يمكن ولا ينبغي ان يخضع لاي شرط مسبق».
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا الخميس للمرة الثالثة حق النقض (الفيتو) لإعاقة محاولات الامم المتحدة لزيادة الضغط على نظام الرئيس السوري، في تحد كبير للغربيين. واعترضت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال بشدة على الموقف الروسي والصيني.