الجريدة اليومية الأولى في البحرين


سالفة رياضية

صيفنا الرياضي

تاريخ النشر : السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢




اضطر الإنسان منذ قديم الزمان إلى ابتكار العديد من الألعاب التي تتناسب مع طبيعة الأرض التي يقطنها وتتأقلم مع أجواء المكان المحيط به إن كان باردا وسفوح جباله مغطاة بالجليد أو حارا تلهب الشمس رماله الناعمة وتكسو أشعتها سواحله وساحاته الرملية فتحولها إلى واحات لعب ولهو بدرجة حرارة مرتفعة، وقد اجتهد الإنسان بحسب حاجته وبكل ما لديه من وسائل بدائية متاحة وإمكانيات ذهنية وبدنية متوافرة لكي يجعل من هذه الألعاب المبتكرة وسيلة حية لمزاولة الرياضة التي تعود بالنفع على الجسم وكذلك حالة استجمام شائعة بين السكان.
وإذا ما نظرنا إلى الدول التي أنعم الله عليها بالأجواء الباردة والصقيعية وبالمياه المتجمدة نجدها تنتظر الموسم بشوق لتسيير أنشطتها المتناغمة مع الجو بانتظام، وهناك الكثير من الألعاب التي تم اعتمادها بشكل رسمي بعد أن مورست وفق قوانين وأنظمة محددة وتدرجت لأن تمارس بإشراف مباشر من الاتحادات الرياضية الوطنية أو الدولية، ومنها ما أدخل في المنافسات القارية والعالمية وفي الدورات الأولمبية الشتوية التي انطلقت في عام 1924.
وبالعودة إلى أجوائنا البحرينية والخليجية وارتباط الإنسان هنا بالرمال البرية الناعمة وبالسواحل الجميلة وبماء البحر وحرارة الشمس والطبيعة التي حبانا الله بها نجد الكثير من الألعاب التي تم ابتكارها وتتناسب تماما مع الأجواء الملتهبة بحرارة الشمس وتمتص الفراغ الصيفي، والجميع يتذكرون الأنشطة الرياضية والبطولات السابقة التي كانت تقام في مناطق مختلفة من مملكة البحرين ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر سباقات العوامات، بطولات اصطياد السمك في البحر، الجري فوق رمال البحر، سباق السباحة داخل البحر، وغيرها من الألعاب التي اختفت ولم تأخذ حقها من الرعاية والاهتمام وإدخالها في الإطار الرسمي.
وفي ظل عدم العناية والاهتمام بمثل هذه الألعاب النابعة من الحاجة التي هي أم الاختراع وقد كانت تمارس بشكل عفوي وباجتهادات شخصية من بعض المتطوعين والمهتمين بإدخال السعادة إلى قلوب الناس صغارا وكبارا ورجالا ونساء غابت معها كل البرامج والأنشطة الرياضية الصيفية في الأندية الوطنية والمؤسسات الأهلية وفي المراكز الشبابية إلى درجة التجمد إلى مستوى الصفر، وما يزعجنا أكثر هو تطور الأمر إلى اعتبار الصيف فترة إجازة يتوقف فيه الجميع عن ممارسة الأنشطة الرياضية وهذا ما ينتهجه وللأسف معظم المعنيين بالأمر ويتجاهل كل ما تم ابتكاره من ألعاب مناسبة لصيفنا في الوقت الذي تشتعل فيه دول الثلج بحرارة الألعاب في الصقيع.
سألني الناس
ما الأفضل والأسرع لإيصال المادة وصورها، استخدام الهاتف أم الفاكس؟
أجبتهم: الإنترنت والـ "واتس آب"، وأنا أطرد الجمود والغبار المتطاير من أدمغتهم وأجسادهم.