الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات

وزير الداخلية حين يكشف الحقائق في أمريكا

تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



لست مع الرأي القائل: بضرورة مقاطعة الدول والحكومات التي تختلف معنا في تفسير الأحداث والأزمات التي مرت بها البحرين منذ فبراير عام 2011 حتى الآن.. ويمكن القول: إن أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية كانت تجسد هذه «الحكومات» التي نظرت إلى المؤامرة التي تعرضت لها البحرين من أجل إسقاط الحكم الدستوري وإقامة جمهورية إسلامية إيرانية في البحرين، واعتبرت ذلك جزءا من «ربيع الثورات العربية».
أعود للقول: لست من الذين يؤمنون بمقاطعة هذه الحكومات الأجنبية «سواء أمريكا أو أوروبا»، لأن هذه المقاطعة سوف تترك الساحة الدولية مستباحة من قبل المحرضين والمخربين وأطقم «حزب الله» الذين يرتدون «البدلات السموكن» الأنيقة وفيالق «الوفاق» لكي تصول وتجول وحدها في المحافل الدولية وتدعي تمثيلها «الوحيد» للشعب البحريني.. لكن هل هذا يعني أن نراهن ونجامل هذه الحكومات التي تدعي انها صديقة وحليفة للبحرين؟ أم نكاشفها برأينا ومواقفنا في مجمل الأوضاع والعلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية التي تجمعنا بها.. وأن نوصل إليها حقائق الأمور التي تحدث في البحرين ونفضح الأيادي الخبيثة التي تتآمر على أمن وسلامة الوطن؟
من هذا المنطلق اعتبر زيارة وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة للولايات المتحدة الأمريكية ناجحة سياسيا وإعلاميا، لأنه حرص على إظهار الحقائق أمام المسئولين الأمريكان على خلفية الأحداث التي مرت بها البحرين منذ فبراير 2011 حتى الآن.. وحين يقول لهم: «إن أحداث البحرين كانت بمساندة خارجية تعمل على تأجيج الوضع والدفع به تجاه العنف والتخريب.. وان التحقيقات في قضية ضبط 5 أطنان من المواد المتفجرة أكدت وجود علاقة بين المتهمين وأطراف خارجية»، فإن مثل هذه الحقائق هي التي يجب أن تصل إلى أصحاب القرار السياسي في الإدارة الأمريكية، وليس ما تحاول «الوفاق» تلفيقه من أكاذيب لكي تبرأ عن نفسها العلاقة الحميمة مع «إيران» وولاية الفقيه الإيراني.
زيارة وزير الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية، وقبلها لبريطانيا ولتركيا، تدخل في نطاق الانتشارين الإعلامي والسياسي في هذه الدول وكشف الحقائق للدول الشقيقة والصديقة.. لذا يجب إيصال الرأي الآخر إليهم، وعدم ترك المحرضين على العنف يتشدقون بالسلام وهم يرقصون على جثث الضحايا في البحرين.. لذا جاءت زيارة وزير الداخلية في مكانها وزمانها الصحيحين لكي يسمع المسئولون في الإدارة الأمريكية والكونجرس الحقائق والمعلومات الحبيسة في قلوب غالبية الشعب البحريني تجاه أعداء الوطن وحلفاء إيران في البحرين.