الرياضة
ازدياد الوعي عجَّل بالاستعدادات.. رياضيون
التبكير في الإعداد وتسمية المدربين والمحترفين يساعد على الاستقرار
تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢
بدأت غالبية الأندية المحلية الإعلان عن استعداداتها للموسم الكروي الجديد بل أن كثير منها دخل في فترة الإعداد فعليا بعدما أفصحت عن أسماء مدربيها ولاعبيها المحترفين وتدعيماتها من اللاعبين المحليين، ويأتي ذلك كخطوة إستباقية من الأندية خشية أن يفوتها قطار التعاقدات الجيدة إذا ما تأخرت كثيرا، وهي خطوة يراها الكثيرون بأنها زيادة في الوعي لدى المسئولين بالأندية وأيضا لكون بعضها قد انتهى من انتخابات الدورة الجديدة، والمؤجل منها لا يستطيع القائمون عليها الانتظار إلى مالا نهاية، وهي خطوة ستساعد حتما على الاستقرار الإداري والفني لدى أنديتنا.
والملاحظ على الغالبية أيضا ثباتها على أجهزتها الفنية التي كانت بمعيتها الموسم الفائت لتعزيز الاستقرار، وأيضا غلبة العنصر المحلي على المدربين وهي تمثل نوعا من الثقة في المدرب المواطن وتجد فيه مقدرة على القيام بالدور المسند إليه، ربما بشكل أفضل من الأجنبي، لكونه يلم بالشأن النفسي للاعب، ولكون الوطني كما أثبتت تجربتا الرفاع والمحرق هي الأكثر إنتاجية، ولعل غير ناد من الأندية قيم بشكل دقيق نتاج عمل المدربين في الموسم السالف.
ويعزي كثير من الرياضيين عملية التعاقدات المبكرة تعود إلى زيادة الوعي لدى المسئولين في الأندية، وأنهم يرون بأن الوقت قد لا يكون في صالحهم حال التأخير، سواء بالنسبة إلى المدربين أصحاب الخبرة أو اللاعبين الذين ترى حاجتها لهم في الاستحقاقات المحلية، ويرى عارف العباسي رئيس جهاز كرة القدم بنادي البسيتين يقول بانه يمكن أن يتحدث عن ناديه الذي دائما يستفيد من تجاربه السابقة سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين، ويقول إن عملية التأخير قد تجعل النادي يتأخر في عملية الإعداد، فضلا عن أن العنصر الجيد يكون قد انتهى من الساحة لأن الكل يتسابق على العناصر الجيدة من مدربين ولاعبين، ولذا تكون تقاريرنا دائما جاهزة مع نهاية الموسم ورؤيتنا بالنسبة للمدربين معروفة، فمثلا الكابتن خليفة الزياني وجدنا فيه كإدارة قادرا على السير بالفريق نحو الأفضل لأنه أدخل العناصر الشابة وأتاح لها الفرصة ويمكنه الإنتاجية مع الفريق في الموسم المقبل الذي لنا فيه مشاركات داخلية وخارجية ولدينا طموح أن تكون النتائج أفضل محليا وخليجيا، حتى على صعيد اللاعبين كنّا واضحين في هذا الشأن، لأننا كما قلت لدينا تقارير فيه وتقييم دقيق نسير عليه.
وقال: التسريع في إعلان التعاقدات هو بالتأكيد دليل وعي عند المسئولين، ودوما يستفيدون من تجاربهم، لأن كل من لا يخطوا بسرعة فهو قد لا يحصل على ما يريده من مدربين ولاعبين، وهذا ليس محليا فقط ولكن حتى على الصعيد الخارجي، فالمدرب الجيد واللاعب الجيد لا يمكن أن يظل من دون تعاقدات.
وعزا عارف العباسي غلبة العنصر الوطني في التدريب لدى الفرق لكون كثير من المدربين المحليين قد أهلوا أنفسهم ويعرفون إمكانات الدوري المحلي ولديهم خاصية لا يمكن أن تكون لدى الأجنبي وهي قدرتهم على فهم نفسية اللاعب المحلي، ولا تنسى أننا لا زلنا نعيش عصر الهواية رغم أن الأندية تدفع للاعبيها رواتب وفق عقود أبرمتها معهم.
ويتفق خالد بن علي النعيمي مدير الفريق الأول بنادي الرفاع مع ما يذهب إليه العباسي فيؤكد على أن إدارات أنديتنا تمتاز بالوعي وتسعى لمسابقة الوقت لأجل أن تكون ترتيباتها للموسم الكروي مبكرة، وهي عملية غير متسرعة ولكن هي تمثل نوع من النضج عند المسئولين بالأندية لأنهم يديرون أنديتهم باحترافية، وهذا وضع أتحدث فيه مثلا عن نادينا الرفاع الذي يكون فيه التخطيط المسبق ومع نهاية الموسم الكروي بتوجيهات من قبل رئيس النادي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي يوجه دوما للتبكير في التعاقدات، وأؤكد بأن التجديد مع الكابتن مرجان عيد تم قبل الانتهاء من الموسم الكروي الفائت لأن إدارة النادي قدرت نجاحاته ووجدت إن الاستقرار الفني يكون بالتجديد مع مرجان وبالذات أن الموسم الكروي الفائت من الناحية الفنية لم تشبه شائبة، وحتى رؤية الإدارة بالنسبة إلى تعاقداتها مع اللاعبين وقفت على رؤية الكابتن مرجان وحاجة الفريق.
وأشار النعيمي إن التبكير بالإعداد مهم برأيي، لأن التوقف الطويل يكون سلبيا على اللاعبين، فأنت تتحدث في الفترة بين الموسمين عن راحة ايجابية وليس سلبية لكي لا تكون بداية الإعداد من الصفر، وهذا الأمر نراه مع الفرق العالمية التي تكون فترة الإعداد لديها عن مباريات تجريبية في مناطق متعددة، وأننا بدأنا الإعداد باللاعبين المتواجدين في البحرين وبالذات أن لدينا مشاركة في دورة ودية في الإمارات والتي يمكن أن نعتبرها خير إعداد لمشاركتنا المحلية والآسيوية.
ويرى النعيمي أن وجود المدرب الوطني بكثرة في دورينا يمكن أن يدلل على مكانته الفنية وقدرته على معرفة الظروف المحيطة باللاعبين، ولكن في التدريب لا فرق برأي بين المدرب الأجنبي والمواطن فعلم التدريب واحد، ولكن أقول الفرق يمكن يكون في قدرته على فهم اللاعب من الناحية النفسية، وربما أندية أخرى تجد أن إمكاناتها المادية قد لا تسمح لها باللجوء للمدربين الأجانب الذين يغالون عادة في طلباتهم المادية، مع الإشارة إلى أننا في الرفاع يكون التعاقد دائما من منطلق فني وليس ماديا.
وسألت الرياضي المخضرم سلمان عبدالله رئيس جهاز الكرة السابق بنادي الاتفاق عن أهمية التبكير في التعاقدات الفنية فأجاب هذا يعود إلى أمرين: إما خشية الأندية من أن يفوتها التعاقد مع مدرب بعينه تنوي الاتفاق معه أو هي بالفعل تريد التسريع في فترة الإعداد بشكل مبكر، وأعتقد أن أي نادي يفترض ألا يتأخر كثيرا بالنسبة لتعاقداته مع المدربين، لأن الأمور تكون واضحة لديه مع نهاية الموسم السالف أو إثنائه، أما بالنسبة إلى اللاعبين فهي تتوقف على المدرب الذي سيتم الاتفاق معه لكي لا يكون الأمر نوعا من الفرض عليه.
ويرى إن كون غالبية الأندية لجأت إلى المدرب المواطن فهذا برأيي يعود إلى الموازنات الشحيحة لدى غالبية الأندية والتي لم تتغير منذ عشر سنوات تقريبا، فيكون من الصعب على أي ناد التعاقد مع مدرب أجنبي جيد بمبلغ هزيل، كما أن المدرب لا يأتي إذا لم تكن البنية الصحيحة، ويمكن أن أضيف نقطة غاية في الأهمية وهي أن المدرب الجيد أو اللاعب الجيد لا يمكن أن يأتي للبحرين إلا كنوع من الجسر الذي يعبر من خلاله للدول المجاورة حيث البنية التحتية للأندية أفضل والنواحي المادية جيدة.