الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

جنوب السودان يتهم الخرطوم بقصف أراضيه ويعلق المفاوضات المباشرة

تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢



جوبا - (أ ف ب): اتهم جنوب السودان أمس السبت قوات الخرطوم بقصف اراضيه، وقرر ردا على هذا التصعيد العسكري الجديد تعليق «المفاوضات الثنائية المباشرة» مع الجارة الشمالية على الرغم من المصافحة التي جرت مؤخرا بين رئيسه سلفا كير ونظيره السوداني عمر البشير.
ولكن الخرطوم سارعت إلى نفي هذه الاتهامات، مؤكدة ان قواتها استهدفت حصرا متمردين من دارفور وداخل الاراضي السودانية، ومجددة استعدادها لمواصلة المفاوضات الثنائية المباشرة. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان لوكالة فرانس برس ان «غارات استهدفت في الساعة 3:25 من صباح امس (الجمعة) مكانا يسمى روبكر في ولاية شمال بحر الغزال».
واوضح المتحدث العسكري ان طائرات انطونوف الروسية الصنع تابعة لسلاح الجو السوداني القت ثماني قنابل و«اصيب مدنيان، هما رجل وامرأة. كانا نائمين في منزلهما».
وإثر هذا التطور العسكري قال المتحدث باسم وفد جنوب السودان إلى المفاوضات الثنائية عاطف كير «لا خيار امامنا سوى تعليق المفاوضات الثنائية المباشرة مع السودان». واضاف المتحدث من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا حيث تجري المفاوضات بين السودانين برعاية الاتحاد الافريقي «لا يمكننا الجلوس معهم للتفاوض في الوقت الذي يقصفون فيه اراضينا».
وأوضح ان الوفدين التفاوضيين سيعودان إلى اديس ابابا السبت تمهيدا لاستئناف المفاوضات الاحد. ولكنه أكد أن هذه المفاوضات لن تكون مباشرة بل ستتم عبر وسيط. وأكد كير ان «المفاوضات الوحيدة التي ستجري الان هي مفاوضات عبر فريق» الوساطة التابع للاتحاد الافريقي، معتبرا ان المصافحة التي جرت بين رئيسي السودانين في آخر قمة للاتحاد الافريقي يوم الاحد الفائت «لم تكن ذات صدى».
وكان المتحدث باسم جيش جنوب السودان قد حذر في تصريحه لفرانس برس من «عواقب» الغارات الشمالية، واضعا اياها في خانة نية السودان في وقف المفاوضات. وقال اقوير ان الغارات «قد تنجم عنها عواقب لان نية السودان على ما يبدو هي قصفنا ووقف المفاوضات».
وأضاف أن «المرة الاخيرة التي ارادوا وقف المفاوضات في اديس ابابا (العاصمة الاثيوبية مقر الاتحاد الافريقي)، عمدوا إلى قصفنا.. كان ذلك في 26 مارس». من جانبه قال برنابيه ماريل بنيامين وزير الاتصالات الجنوب سوداني «هناك اناس في نظام الخرطوم لا يريدون المفاوضات، لهذا السبب يقصفوننا».
لكن الخرطوم سارعت إلى نفي اتهامات جارتها الجنوبية. ونقلت وكالة الانباء السودانية (سونا) عن السفير عمر دهب الناطق الرسمي باسم اللجنة السياسية والأمنية بوفد السودان في مباحثات اديس ابابا بين السودانين «نفيه ان تكون القوات المسلحة السودانية قد اعتدت على اراضي جنوب السودان».
وأوضح المسؤول السوداني ان «الذي حدث هو محاولة من قوات تمرد العدل والمساواة مهاجمة أراضي السودان عبر الالتفاف داخل أراضي جنوب السودان لكن القوات المسلحة السودانية قد تعاملت معها داخل الاراضي السودانية ولم يحدث ان اخترقت اراضي جنوب السودان». وأكد أن «وفد السودان اصدر بيانا أكد فيه حق السودان في الدفاع عن اراضيه واستعداد الوفد الموجود في أثيوبيا للتفاوض المباشر مع وفد جنوب السودان».
وأدت معارك حدودية في اواخر مارس بين قوات جوبا والخرطوم إلى تصعيد في العنف ما اثار المخاوف من اندلاع نزاع جديد مفتوح بين الطرفين. وقد خاض الشمال والجنوب حربا اهلية استمرت عقودا واسفرت عن ملايين القتلى.
وعلى اثر تلك المعارك، توقفت في مطلع إبريل المفاوضات الرامية إلى حل الخلافات بين الشمال والجنوب والتي لم تحل على الرغم من استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. والتقى الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوب سوداني سلفا كير الاسبوع الفائت في فندق بأديس ابابا للمرة الاولى منذ المعارك الحدودية التي دارت بين جيشي البلدين بين مارس ومايو.
وعقد الاجتماع على هامش اجتماع لمجلس الامن والسلام التابع للاتحاد الافريقي والذي دعا السودانين إلى حل خلافاتهما قبل 2 اغسطس، الموعد النهائي الذي سبق ان حدده للطرفين المجتمع الدولي. واستؤنفت المفاوضات بين البلدين في مايو في اديس ابابا من دون تحقيق اي تقدم حقيقي حتى الان في تسوية اكبر نقاط الخلاف العالقة بين البلدين وهي ترسيم الحدود وتقاسم النفط ووضع المناطق المتنازع عليها.
وقد زار عمر البشير جوبا بمناسبة إعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011 لكنه لم يزرها مجددا في الذكرى الاولى لهذا الاستقلال قبل حوالي اسبوعين.