بالشمع الاحمر
مسلسلات وكروش..!
تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢
محمد مبارك جمعة
هذا الكم الهائل من المسلسلات الخليجية في رمضان غير معقول، وشخصياٌّ لست من متابعي المسلسلات ولا من معجبي من يؤلفون قصص المآسي والضرب والصفع والصياح والنياح قبل أسبوعين من بداية شهر رمضان بهدف تجاري. لكن الحق يقال، أمسكت «الريموت كنترول» في أول يوم من رمضان وأخذت جولة سريعة على القنوات الخليجية فوجدتها تعج بالمسلسلات. شاهدت أحدها مدة من الزمن فإذا بمشهد حادث مروري بشع وأسياخ حديدية تنهمر من سيارة «سكسويل» فتدخل في جسد سيدتين..! هذا المشهد في الحلقة الأولى من المسلسل، فما الذي سيحدث في الحلقة الأخيرة؟
طبعاً تأتي برامج الطبخ في المرتبة الثانية بعد المسلسلات، والغريب أن عدد برامج الطبخ قليل جداٌّ قبل وبعد رمضان، لكنه يتسيد أثناء رمضان، بطريقة تعطي تماماً العكس من المغزى والهدف الرئيسي من الصيام! في طريق عودتي إلى البحرين مؤخراً كنت أتبادل الحديث مع شخص إنجليزي عاش في الخليج 4 سنوات، وسألني من جملة ما سألني عن رمضان، وقال هل هناك أي شيء يستوجب أن يكون الإفطار عبارة عن «ولائم»؟ قلت له كلا، لكن العرف الذي وضعه الناس في رمضان بات هو ما يقضي بذلك، رغم أن ما ينبغي أن يحدث هو العكس.
في رمضان ينبغي أن يشعر الإنسان بما يشعر به الفقير الذي لا يجد ما يسد به جوعه، هذا هو ما تعلمناه، أما الآن فإن ما يحدث في رمضان هو أن الإنسان بات يشعر بما يشعر به أصحاب «الكروش» الذين يملأون بطونهم بالطعام ثم لا يقدرون على الحركة..! وكأن ثمة شعور بالحسرة والندم يساور الناس حينما لا يقضون كل أوقاتهم بعد الإفطار في تناول المزيد من الأطعمة.