مصارحات
مُمارسات تفضح الخطابات..
تاريخ النشر : الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
جميع الممارسات تسير في الاتجاه المعاكس للخطاب المليء بالمثالية والثورية والبطولة، ومناهضة الظلم والاستبداد والفساد.
بالفعل، قد تجد بعض الرؤوس تتكلّم عن قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن جميع تلك المعاني والخُطب تتلاشى حينما تشاهد من الممارسات، ما هو على النقيض تماما!!
تحدّثوا عن كونهم «معارضة وطنيّة»، واكتشف الجميع أنّهم ليسوا سوى أحذية يلبسها الأمريكان والإيرانيون لتنفيذ ما أرادوا!
تحدّثوا عن «السّلمية»، وأيضاً شاهد الجميع معاني تلك الكلمة عبر ممارساتهم على الأرض، والتي كانت تعبّر عن ممارسات عصابات ومليشيات تستهدف كل شيء جميل في الوطن.
ما حثّني على كتابة موضوع اليوم، هو (إسهال) المسيرات التي أرادت الوفاق وبناتها استفزاز النّاس بها يوم الجمعة الفائت، وتعطيل مصالحهم، وتقريب النار من الزيت، لتسهيل مصادمات ومواجهات، توفر مادة جيّدة للمتاجرة بها خارجيا!
25 مسيرة في وقت واحد، يراد بها شلّ شوارع البلد، واستفزاز النّاس في بلد يعاني أصلاً ازدحامات مرورية، بسبب تنفيذ بعض مشاريع الجسور والطرق.
بحثت عن رسالة سياسية حقيقية تعبّر عن موقف وطني مسئول، قد يكون خلف ذلك الاستعراض الأهبل، فلم أجد سوى الحماقة والجنون، ما يشبه إعطاء مجموعة من الأطفال علب من الكبريت بهدف تربيتهم على حسن التصرّف!
الحريّة التي تنادي بها الوفاق وبناتها، شبيهة بمنطق مطالب جمعية المعلّمين الفاشلة بوقف تعليم أبنائنا في المدارس، وهي شبيهة بالدّور الذي قام به مجموعة ممّن أُطلق عليهم (أطبّاء)، وسيسجّل تاريخنا أنّهم لم يكونوا سوى عار على مهنة الطبّ!!
الحريّة تلك تسير على نفس عقليّة «من أنتم؟»، هي عقليّة أعيش وحيداً في الوطن، وليس لكم الحقّ في منعي من ممارسة ما أُريد!
عندما لا تعترف بالمكوّن الآخر في البلد، وتريد استفزازه والإضرار بمصالحه، تحت حجج واهية بعيدة عن المنطق، حينها تكون ممارساتك فاضحة لكلّ ما تدّعيه من مثالية وثورية، اكتشف الجميع أنّها تنطلق من مراهقة سياسية، لا ترى أبعد من أنفها!
العجيب الغريب أن تفاجأ بأنّ الجميع يسير بعقلية واحدة، على منهجية «ثقافة القطيع»، فليس هناك من ينصحهم بضرر ما يقومون به على اقتصاد الوطن، وعلى مصالح البشر سنّة وشيعة.
سؤال بريء: يا تُرى من سمح لأمثال أولئك باختطاف مصير وخيارات طائفة بأكملها؟! وحتى متى؟!
برودكاست: حتى متى ستكتفي وزارة الدّاخلية ببيان رفض تلك الاستفزازات، ومن ثمّ تضطرّ إلى مواجهة من يخالف القانون، عبر سلسلة متواصلة من التحريض والعنف والمتاجرة السياسية الرخيصة؟!