الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

راشد شريدة يعقب على موضوع صحافة الكرة الطائرة بين اليوم والأمس

تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢



تحية طيبة وبعد:
لقد تابعت باهتمام ما جرى عرضه في الملحق الرياضي لـ (أخبار الخليج) الغراء في عدد يوم امس الاول بالاستطلاع الذي تناول موضوع (صحافة الكرة الطائرة بين الامس واليوم)، وعلى ضوء ما تضمنه من أقوال وآراء وأغلب من استضافهم الزميل علي ميرزا ذهبوا الى ان صحافة اليوم الرياضية هي التي باتت كفتها الارجح في تغطية الاحداث والجوانب الفنية الرياضية في مجال الكرة الطائرة وتناولها بالتحليل ولاسيما مباريات الدرجة الاولى ــ على ما يبدو ــ بالتحديد.
واذا ما افترضنا الصفحة الرياضية المنوه عنها قد استضافت عددا من اشخاص الجيل الجديد للعبة.. لاعبين وفنيين، فما ذكروه هو وجهة نظرهم التي يجب علينا احترامها، لكن الغريب في طرحهما هو ان يهدر الاخوان جعفر نصيب وعبدالخالق الصباح.. الحكمان والمحاضران الدوليان جانبا مهما من تاريخ صحافة الامس والمتصل بالخصوص بتغطيتها الفنية للمباريات رغم ندرة الصحف وقتذاك وبالذات اليومية وقلة الصفحات في الجرائد المحلية حينها، وهذا ما نعتبره تجنيا على زملاء المهنة في الفترة السابقة. وهو يخالف ما هو معلوم بان صحافة الامس هي التي أرست الاسس لتعزيز مكانة لعبة الكرة الطائرة واظهار وتشجيع لاعبيها وشد أزرهم وتعضيدهم، والى جانب ذلك حاورت وفق أسلوب فني اللاعبين والمدربين والمسئولين حول اللعبة وسبل نشرها وتطويرها ورفع مستواها، فضلا عن التغطية اللصيقة لمبارياتها المقامة على الملاعب المكشوفة في مختلف الأجواء، كما ان صحافة وصحفيي الامس قد توغلا بين أسوار وردهات الجمعيات العمومية للاتحاد لتقصي مشاكلها وقضاياها الفنية والإدارية، وكذلك فانها قدمت الكثير من المقترحات لاعلاء شأن اللعبة والارتقاء بها، وزد على ذلك ادارتها جميع الانشطة الإعلامية المتعلقة بالبطولات الاقليمية والآسيوية والدولية وقضايا التحكيم.
فهل غفل الاخوان ام نسيا عمن دعا الى تعزيز الجوانب والمقتضيات الفنية عبر المطالبة بإقامة المنشآت وتهيئة الميادين وتدشين الملاعب، ومن عالج كافة المسائل والشئون المتعلقة بنتائج المنتخبات بكل فئاتها، وأثمرت عن إيجاد قاعدة جماهيرية للعبة، بعد ان لم يكن يحضرها ليشهد لقاءاتها سوى فئة من جماهير نادي الحالة كانت تتابع فريقها الذي كان متربعا على عرش اللعبة مع بداية تأسيس اتحاد الكرة الطائرة عام 1974؟
ذلك كان الوضع حينذاك، ثم لم تلبث ان تتسابق لاعتلاء منصات التتويج أندية مثل النجمة والنصر والمحرق.
كما ان لنا ان نتساءل: أما كانت صحافة الأمس هي التي أخذت بيد اللاعبين السابقين واللاحقين أمثال عيسى القطان ورضا علي وشقيقه حسن علي ويوسف خليفة وشقيقه علي خليفة الشوملي ومحمد وهشام ومحمد ناصر وأيمن سلمان وغيرهم من اللاعبين الذين تولت تلك الصحافة عرض ايجابيات وسلبيات أدائهم وفق نقد هادف قائم على متابعة لصيقة وتحليل رصين؟ ولا يسعنا الا ان نؤكد في هذا المقام انه بالعودة الى أرشيف الأمس وقصاصات منه ستكون الصورة جلية والحقيقة ناصعة لا غبار عليها.
واليوم وبعد مرور الزمن وكر الأيام، ومع انتشار هذا الكم الهائل من الجرائد اليومية وتعدد الصفحات الرياضية لابد وان يحدث هذا الفارق في حجم التغطية الشاملة للعبة الكرة الطائرة وغيرها من الألعاب والرياضات، بحيث يتم تحديد المسئوليات وتوزيعها بين المحررين بحسب الألعاب والمسابقات.. ليس من باب التخصص العلمي والأكاديمي لكن بحكم تناولها بأقلام أبناء هذه اللعبة أو تلك ممن مارسها وغاص في أسرارها.
وفي الحقيقة انني لا أبخس حق الوجوه والأقلام الشابة المستجدة على ساحة المتابعة والتعليق والتحليل الرياضي والتي من حسن الحظ انها وجدت الفرصة مهيأة لاخذ مكانتها المستحقة في صحافتنا الرياضية، لكن عتبي حقا على الرياضيين نصيب وعبدالخالق اللذين لم يقدرا صحافة الأمس حق قدرها ومن واقع تجاربهما معها، وهي التي عززت من مكانتهما وتابعت بدقة وأمانة كافة تحركاتهما وأنشطتهما الرياضية التحكيمية التي وصلا إلى ما وصلا إليه، وهذا ليس منة ولا تفضلا، ولا بد ان نشير الى ان صحافة اليوم هي امتداد لقوة صحافة الأمس.
مع خالص تقديري لكم.