عربية ودولية
لاجئون فلسطينيون ينضمون إلى الثورة في سوريا
تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
بيروت - (ا ف ب): قال ناشطون سوريون وفلسطينيون ان عددا من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في دمشق انضموا إلى المعارضين السوريين الذين يقاتلون النظام السوري وحمل بعضهم السلاح للقتال إلى «جانب الثوار».
وغالبية الفلسطينيين في سوريا ـ البالغ عددهم حوالى نصف مليون ـ هم من الذين اجبروا على ترك ارضهم عند اقامة دولة اسرائيل في 1948، والمتحدرين منهم. وخضعت الانشطة السياسية للفلسطينيين باستمرار في ظل نظام الرئيسين حافظ الاسد وابنه بشار الاسد لرقابة مشددة، مثل ما هو شأن المواطنين السوريين. وقال ناشطون فلسطينيون وسوريون لوكالة فرانس برس ان معظم اللاجئين الفلسطينيين الذين يدعمون الانتفاضة على النظام السوري، لا ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية التقليدية.
وقال ابوالسخن، فلسطيني من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في بيروت «الكثيرون وخصوصا من الشباب يتعاطفون مع الحراك الثوري وبعد ان وصلت المعارك إلى دمشق لا يمكننا ان نبقى على الحياد».
واضاف «الكثير من الفلسطينيين انضموا إلى (الجيش السوري الحر) ويقاتلون إلى جانب ثوار (حيي) التضامن والحجر الاسود» في العاصمة، موضحا ان دعم «الثورة» ازداد مع تزايد وتيرة وصول اللاجئين إلى دمشق فرارا من المعارك في حمص ودرعا وحماه.
ولجأ مئات من هؤلاء إلى مخيم اليرموك، ولجأ اليه آخرون من العاصمة بعد احتدام المعارك في احياء التضامن والحجر الاسود والميدان، وذلك قبل ان تستعيد قوات الجيش السوري النظامي السيطرة على معظم هذه الاحياء الجمعة. الا ان القصف واطلاق النار ما لبث ان طال مخيم اليرموك نفسه. وقال احد سكان المخيم «من الخطر الخروج من المخيم بسبب القناصة الكامنين الذين يطلقون النار على اي تجمع». وقالت ام لطفلين بقلق لوكالة فرانس برس «الخبز قليل في المخيم ولا يوجد زبادي ولا حليب».
ويؤكد العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل «الفلسطينيون يقاتلون إلى جانبنا وهم مدربون تدريبا جيدا».
ويقول ابو السخن «الحكومة تقول انها تدعم الفلسطينيين وتعطيهم الحقوق نفسها التي للسوريين». ويضيف ساخرا «هذا معناه انه يتم التعامل معنا بالوحشية ذاتها ويمكن ان نقتل بالطريقة ذاتها» التي يقتل بها السوريون. ويتابع «مثل السوريين، الفلسطينيون منقسمون حول الثورة» في سوريا.
ويقول الناشطون ان الفلسطينيين الذين حملوا السلاح هم في الغالب ممن خاب املهم في الفصائل الفلسطينية التقليدية. وقد عرفت العلاقات بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنظام السوري مراحل من الصعود والهبوط، مع توتر غالبا ولاسيما في العقود الاخيرة. في الثمانينات من القرن الماضي، كانت الحركة والنظام في مواجهة مفتوحة في سوريا وفي لبنان حيث كانت سوريا تتمتع بنفوذ واسع. رغم ذلك، بذل الموالون لفتح كل ما بوسعهم ليبقوا بمنأى عن المعارضة السورية.