عربية ودولية
أكثر من 1250 قتيلا خلال أسبوع في سوريا وقطر تدعو إلى تغيير مهمة عنان
تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
بيروت - الوكالات: قتل 1261 شخصا في سوريا منذ بدء المعارك في دمشق مساء الاحد الماضي، في وقت تشهد فيه مناطق واسعة في البلاد عمليات عسكرية تستخدم فيها القوات النظامية الآليات العسكرية الثقيلة والمروحيات والمدفعية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء امس. في غضون ذلك دعت قطر إلى تغيير مهمة المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي عنان لتصبح متمحورة حول انتقال السلطة في هذا البلد في ضوء توسع العنف وفشل مجلس الامن في الاتفاق على قرار دولي.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «منذ بدء معارك دمشق يوم الاحد الماضي، سقط 1261 قتيلا في كل انحاء البلاد هم 931 مدنيا و299 من عناصر الجيش والامن السوريين و31 جنديا منشقا»، موضحا ان عدد المدنيين يشمل المواطنين العاديين الذين حملوا السلاح ضد النظام».
وأشار عبدالرحمن إلى ان هذا العدد لا يشمل عشرات الجثث المنتشرة في احياء في دمشق في الشوارع والمنازل والتي لم يتم سحبها حتى الآن. وقال «ان هناك جثثا في الشارع في حي القابون الذي دخلته القوات السورية قبل يومين لا يجرؤ احد على سحبها»، وجثثا في بساتين برزة التي دخلتها القوات النظامية اليوم وهي لمدنيين ومقاتلين.
كما ان العدد لا يشمل عناصر من القوات النظامية يبلغ عنها المرصد، لكن لا وسيلة له لتوثيق اسمائهم. ورأى رامي عبدالرحمن ان «النظام لم يكن ليمضي في عملياته العسكرية مستخدما الاليات الثقيلة والمدرعات والدبابات والطائرات لو لم يكن حاصلا على ضوء اخضر دولي ليقوم بذلك».
وأضاف أن «مناطق واسعة في كل سوريا شهدت امس الاحد عمليات عسكرية ضخمة تقوم بها القوات النظامية في محاولة لاستعادة السيطرة على اراض ومناطق تمكن الثوار من السيطرة عليها»، وذكر أن «بين 50 و60 في المائة من الاراضي السورية باتت خارجة عن سيطرة النظام».
وأشار إلى ان النظام عمل خلال الساعات الماضية على الانسحاب من عدد كبير من المناطق الكردية في محافظتي الحسكة وحلب من دون اي مواجهات مسلحة ليضع ثقله في مناطق اخرى، موضحا انه لم يبق من المدن الكردية الكبرى تحت سيطرة النظام الا مدينة القامشلي.
وقال عبدالرحمن ان العمليات العسكرية التي قامت بها القوات السورية خلال الفترة الاخيرة اوقعت «خسائر في صفوف الثوار بالتأكيد، الا انها تسببت ايضا بخسائر فادحة في صفوف الجيش السوري بشريا وفي المعدات والآليات».
وتواصل القوات النظامية السورية هجماتها المضادة امس الاحد على احياء في دمشق وحلب كان قد دخل اليها مقاتلون معارضون، ويترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
واعلنت السلطات السورية السيطرة على حي القابون في دمشق و«تطهيره من فلول الارهابيين»، بعد اعلانها يوم الجمعة السيطرة على حي الميدان القريب من وسط العاصمة اثر معارك ضارية.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن ان القوات النظامية «تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسية في الاحياء التي دخلت اليها في العاصمة، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من حارات الاحياء»، مشيرا إلى ان عددا كبيرا من المقاتلين المعارضين هم من ابناء هذه الحارات، وان «هناك عمليات كر وفر» مستمرة.
وافاد المرصد مساء عن تعرض احياء القدم والعسالي للقصف من القوات النظامية السورية، واشتباكات في منطقة اللوان على المتحلق الجنوبي في حي كفر سوسة واخرى في حي ركن الدين في شمال العاصمة.
وبحسب المرصد، فإن «الدبابات والقوات النظامية السورية تحاصر منطقة بساتين الرازي في حي المزة (في غرب العاصمة) حيث قتل ثلاثة اشخاص وسقط عشرات الجرحى، ويتعذر وصول طاقم طبي اليهم».
وتوجه المرصد «بنداء عاجل إلى الصليب والهلال الاحمر بالتدخل الفوري من اجل انقاذ حياتهم». وكان المرصد افاد في وقت سابق عن انتشار مئات العناصر من القوات النظامية في منطقة المزة وبدء حملة مداهمات وسط اطلاق رصاص كثيف.
وذكر المرصد ان قوات النظام اقتحمت حي برزة في شمال شرق دمشق بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة ايام وقصف استخدمت فيه المروحيات. واورد معلومات «عن انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة من المنطقة»، و«حالة نزوح كبيرة للاهالي بسبب العمليات العسكرية». وقتل شخص في برزة امس الاحد.
في الوقت ذاته عززت تركيا قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض- جو وناقلات جند إلى ماردين في جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الاناضول التركية للانباء. وقال المصدر نفسه ان قطارا يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل إلى محطة ماردين للقطارات التي احيطت باجراءات امنية مشددة. دبلوماسيا قال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي يترأسها والخاصة بالازمة السورية «حدثت مؤخرا في سوريا امور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها ولا بد ان يتبصر اخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة امنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالا سلميا للسلطة».
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم انه «لا بد ان يؤدي ذلك بالرئيس السوري لاخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا». كما اضاف انه «لا بد ان تنتقل مهمة كوفي انان وتتغير مهمته إلى كيفية نقل السلطة» بعد ان اخفقت خطته في الوصول إلى نتيجة.
وقال الشيخ حمد، وهو يشغل ايضا منصب وزير خارجية بلاده، «كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما ان خطة كوفي انان لم تحقق اهدافها ولم ننجح عربيا ودوليا بما في ذلك في مجلس الامن بسبب اعتراضات في المجلس، مما زاد من حمام الدم واعطى رخصة للقتل».
ودعا الشيخ حمد «الدول المعترضة» في اشارة إلى روسيا والصين، إلى ان «تعيد النظر وان تتعامل مع الموقف... من منظور عربي واخلاقي لانه تربطنا معها علاقات حميمة وذلك كله لمصلحة العلاقات الاستراتيجية».