عربية ودولية
انتخاب براناب مخرجي أحد أركان حزب المؤتمر رئيسا للهند
تاريخ النشر : الاثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢
نيودلهي - (أ ف ب): انتخب وزير المالية السابق براناب مخرجي مرشح حزب المؤتمر الحاكم أمس الأحد رئيسا للهند وهو منصب فخري في الأساس لكنه قد يكون حاسما أثناء تشكيل الحكومة المقبلة. وقد نال مخرجي (76 عاما) 69,3% من أصوات المجمع الانتخابي بحسب الأرقام الرسمية ليحقق فوزا كاسحا على خصمه بورنو ايه. سانغما (64 عاما) الرئيس السابق للبرلمان والمدعوم من أكبر أحزاب المعارضة، حزب بهاراتيا جناتا المحافظ المتشدد، بحسب ما أفادت وكالة برس تراست الهندية.
وهذا الفوز الشخصي الذي حققه بعد خوضه المعترك السياسي لأكثر من أربعين عاما، يعتبر أيضا نجاحا لحزب المؤتمر (وسط-اليسار) بزعامة صونيا غاندي والذي لطخت سمعته سلسلة من فضائح الفساد.
وفي الهند ينتخب الرئيس لولاية من خمس سنوات، 4896 نائبا من البرلمان الفيدرالي والمجالس المحلية. وقد جرى التصويت يوم الخميس. وقال مخرجي أمام حشد من أنصاره تجمعوا أمام منزله في نيودلهي، «أود أن اشكر شعب هذا البلد العظيم بانتخابي لهذا المنصب السامي».
وأضاف «عهدوا إلي بمسؤولية حمايتهم والدفاع عنهم وصون الدستور بصفتي رئيسا للجمهورية». وسيتم تنصيب مخرجي يوم الأربعاء ليخلف الرئيسة الحالية براتيبا باتيل المتحفظة وغير المعروفة كثيرا في الخارج والتي كانت أول سيدة تتولى سدة الرئاسة في هذه الدولة الناشئة التي تعد 1,2 مليار نسمة.
ورئيس الدولة في الهند يمارس دورا شكليا إذ إن السلطة التنفيذية يتولاها رئيس الوزراء وهو حاليا مانموهان سينغ (79 عاما)، إلا أن مخرجي قد يعطي تعريفا جديدا لهذا المنصب بلعبه دورا أساسيا في تشكيل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات العامة في عام 2014.
فهو صاحب خبرة طويلة ترك بصمته في الحياة السياسية الهندية المضطربة إذ سبق له أن تولى حقائب المالية والخارجية والدفاع، وقد يضطلع بدور مهم مستخدما حنكته كوسيط في حال حتمت النتائج المحتدمة إجراء مساومات بين الأحزاب وخصوصا الإقليمية. ويتوقع معظم المراقبين نتائج سلبية بسبب الاستياء الشعبي الناجم عن إخفاقات النمو وفضائح الفساد داخل إدارة سينغ.
وقال سنجاي قمر المحلل السياسي في مركز الدراسات حول المجتمعات النامية في نيودلهي لوكالة فرانس برس «إن كل حزب يبحث عن شركاء جدد ليتمكن من تشكيل حكومة جديدة. ومخرجي بصفته الرئيس قد يقود السفينة. إنه وسيط».
وقد يسعى أيضا إلى إعطاء دفع لدينامية جديدة داخل البرلمان الذي غالبا ما تكون جلساته صاخبة وقد أرجئت مرات عديدة بسبب العراقيل التي تتسبب بها المعارضة. يعرف مخرجي بأنه مواظب على عمله لا يعرف الكلل او الملل. بدأ مسيرته السياسية كبرلماني في 1969 ويعتبر من الشخصيات المهيمنة في حزب المؤتمر منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي.
ولد في 11 ديسمبر 1935 في قرية ميراتي بإقليم البنغال الغربي (شرق) وهو نجل «مناضل من أجل الحرية» داخل حركة استقلال الهند أمضى أكثر من عشر سنوات في السجون البريطانية. وقد طرح اسم مخرجي لبعض الوقت لتولي رئاسة الحكومة لكن ذلك لم يتحقق ويتوقع أن يخلف جيلا جديدا من كوادر حزب المؤتمر مانموهان سينغ (79 عاما) عندما يترك منصبه على الأرجح في 2014.
وخلال مسيرته الطويلة عمل مخرجي في مجلس حكام صندوق النقد الدولي وفي البنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية. وبعد ثلاث سنوات على رأس وزارة المالية استقال الشهر الماضي على اثر اختياره مرشحا لحزبه إلى الرئاسة. وتسلم رئيس الوزراء موقتا حقيبته قبل تعيين خلفه.
واستقالته انعشت آمال المستثمرين في اعتماد سياسة إصلاحات حقيقية وخصوصا فيما يتعلق بانفتاح قطاع التوزيع الضخم أمام الشركات الاجنبية المتعددة الجنسيات. وقد ترك مخرجي حقيبة المالية على حصيلة مثيرة للجدل.
فمنذ اشهر يسجل ثالث اقتصاد في آسيا إخفاقات منها تفاقم العجز في الميزان التجاري وبطء المداخيل من رؤوس الأموال الأجنبية وتباطؤ النمو وتضخم مستمر وإصلاحات مجهضة. ولم يتقدم النمو في الهند سوى بنسبة 5,3% في الفصل الأخير من السنة المالية 2011-2012، أي أدنى نسبة فصلية منذ تسع سنوات.