الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

رمضان حول العالم:
مسلمو الصين لا يستطلعون هلال رمضان ويكملون عدة شعبان

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢



في نهاية شهر شعبان من كل عام هجري، يهرع المسلمون حول العالم لاستطلاع هلال الشهر الكريم.. إلا في الصين، فغرة رمضان هناك تؤكد منذ إصدار الجماعة الإسلامية للتقويم الهجري سنويا، وفي نهايته يستطلع العالم هلال عيد الفطر، فإن ظهر أفطروا، وإن غم عليهم أكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما، لكن مسلمي الصين يتمون عدة شعبان من دون رؤية الهلال.
تحديد الجماعة الإسلامية في الصين لمواقيت الأهلة يشكل قرارا ملزما على أئمة المساجد اتباعه فشعبان ثلاثون يوما ورمضان، ولا يقتصر هذا التحديد المبكر على موعد رمضان فحسب، بل يشمل كل المناسبات الدينية من عيد الفطر وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وغيرها.
يشكل الجو الرمضاني في الصين لوحة إيمانية رائعة حيث لا تكاد تصدق أن من لا يعرفون من العربية سوى لا إله إلا الله محمد رسول الله ينبع منهم ذلك الجو الإيماني الرائع... الأغنياء ينفقون بسخاء من أموالهم، ويعطون فقراء المسلمين. امتلاء المساجد بالموائد الرمضانية الغنية بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد وقد أحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات حتى يشارك إخوانه وحتى يستمتع بتناول الإفطار بين إخوانه المسلمين، ومن ثم يصرف المسلمون جلّ ليلهم في التراويح والتهجد والتقرب إلى الله، وكذا دروس توعية دينية يقوم بها الأئمة في المساجد.
يبلغ تعداد المسلمين حوالي عشرين مليونا بحسب الإحصائيات الرسمية، وهي نسبة لا تذكر مقارنة بالتعداد الكلي الذي يبلغ ربع سكان العالم، لذلك فإن قدوم شهر رمضان لا يصاحبه خصوصية لنمط حياة المسلمين، باستثناء طفيف لأماكن تجمع المسلمين، التي استطاع المسلمون فيها الحفاظ على خصوصيتهم من الانصهار.
صوم رمضان في التجمعات المسلمة يكون هنا منذ مراحل العمر المبكرة؛ فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر، ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة من دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع، حتى التدخين هنا يشكل حرمة كبيرة، ويمنع ممارسته كشرب الخمر تماما.
يحاول مسلمو الصين التغلب على الصعوبات التي تواجههم بتخصيص رمضان كشهر للتعبد والتقرب إلى الله، فما ان يقترب (باتشاي)، وهكذا يسمون رمضان، حتى يقضوا معظم الوقت في المساجد، التي تنتشر في أماكن التجمعات المسلمة، وتحيط بها المطاعم الإسلامية التي تنشط في رمضان وتقدم الوجبات الشرقية والشامية والحلويات الرمضانية المشهورة في الدول العربية والإسلامية، بجانب أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول، لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل، وتتميز ليالي رمضان بالصلاة في المساجد وخاصة صلاة التراويح.
يصلي المسلمون في الصين صلاة التراويح عشرين ركعة، ويحرص مسلمو الصين على أداء الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر، ويبدأ الدعاة وأئمة المساجد إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن.
أما عن المسلمين أنفسهم فهم يتعايشون مع طائفة الهان أكبر مجموعة عرقية في الصين، وفي المناسبات الدينية، يقدم هؤلاء المسلمون لجيرانهم من الهان أطعمتهم التقليدية وفي الوقت نفسه يعطي الهان بدورهم الهدايا إلى جيرانهم من المسلمين.
من أقدم المساجد في بكين العاصمة نجد مسجدي نيوجيه الذي بُني منذ ما يقرب من 1000 عام، ومسجد دونجسي الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام، وتم تجديدهما عدة مرات خلال 50 عاما.