الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

سوريا تعلن أنها قد تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد التدخل الخارجي

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢



بيروت – (رويترز): أقرت سوريا للمرة الاولى أمس الاثنين بحيازة أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في مواجهة التدخل الخارجي.
وتصاعدت الضغوط الدولية على الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كبير الاسبوع الماضي مع هجوم لمقاتلي المعارضة في اكبر مدينتين ووقوع تفجير مدمر قتل أربعة من أفراد دائرته المقربة في دمشق. وفي تحد لوزراء الخارجية العرب الذين عرضوا على الأسد يوم الاحد خروجا آمنا إذا تنحى شن الرئيس السوري هجمات مضادة شرسة مما يعكس تصميمه على التمسك بالسلطة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الجيش لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكنها قد تستخدم ضد أي قوات من خارج البلاد. وقال مقدسي «أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الأزمة في الداخل السوري». وأضاف «هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر ولن تستخدم أبدا إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي».
ولم توقع سوريا اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1992 والتي تحظر استخدام أو إنتاج او تخزين الأسلحة الكيماوية لكن مسؤولين نفوا في السابق وجود اي مخزون من هذه الأسلحة في سوريا.
ومع تصاعد العنف في سوريا قال مقاتلو المعارضة انهم يخشون ان تلجأ قوات الأسد إلى الأسلحة غير التقليدية بعدما حقق المسلحون مكاسب في أنحاء البلاد. وعبرت دول غربية واسرائيل عن مخاوفها من وصول الأسلحة الكيماوية إلى ايدي جماعات متشددة مع تآكل سلطة الأسد.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحفي في الدوحة ان اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة حث المعارضة والجيش السوري الحر على تشكيل حكومة انتقالية.
وندد مقدسي بدعوة اجتماع الوزراء أمس الأول للرئيس الأسد للتنحي ووصف الدعوة بانها «تدخل سافر بالشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة مثل الجمهورية العربية السورية وهي دولة مؤسسة لهذه الجامعة العربية». وقال «نأسف لانحدار الجامعة العربية لهذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي مع دولة مؤسسة لها عوضا عن ان تساعد سوريا».
ميدانيا قال ناشطون ان الجيش قصف امس قوات المعارضة في مدينة حلب واقتحم حي نهر عائشة في جنوب دمشق واقتحم متاجر ومنازل وأضرم النيران في بعضها.
وعرض تسجيل مصور عشرات الأشخاص في ملابس عسكرية يحتشدون في الحي الذي بدا مهجورا تماما. وظهر في التسجيل المصور رجال يحملون أسلحة آلية وقذائف صاروخية وهم يقرعون على الأبواب ثم يركلونها بأقدامهم ويتسلقون عبر النوافذ.
واستعادت قوات الأسد سيطرتها مجددا على عدة مناطق في دمشق منذ ان استعادت السيطرة على حي الميدان بوسط المدينة يوم الجمعة في أعقاب التفجير المدمر الذي قتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين للأسد. وقال أيمن كامل محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة اوراسيا الاستشارية ان استراتيجية النظام هي الاستمرار في مواجهة المعارضة وفي هذه المرة برد عسكري أوسع نطاقا بكثير. وأضاف أن التوقعات بأن النظام فقد قوته العسكرية أو انه بدأ في الانهيار في غير محلها. لكن قوات الاسد فقدت مناطق خارج المدن وتخلت عن السيطرة على اربعة معابر على الحدود مع تركيا والعراق. وقال ضابط سوري كبير منشق في تركيا ومصادر للمعارضة داخل سوريا ان مقاتلي المعارضة سيطروا أيضا على مدرسة عسكرية للمشاة في بلدة المسلمية على بعد 16 كيلومترا شمالي حلب وأسروا عددا من الضباط الموالين للنظام في حين انشق آخرون.
وفي حلب قال ناشطون ان السكان يفرون من احياء الحيدرية وهنانو والصاخور بعد قصف الجيش لها واندلاع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية. وقال مقاتل من المعارضة انها دمرت ثلاث دبابات في حي هنانو. وقال المقاتل مصطفى محمد «النظام يقاتل من اجل البقاء لكن بإذن الله ستكون حلب تحت سيطرتنا مع نهاية شهر رمضان».
والاشتباكات في دمشق وحلب ومدينة دير الزور الشرقية من اعنف الاشتباكات حتى الآن وتوضح تصميم الأسد على الانتقام بعد الانفجار الذي كان اكبر ضربة خلال الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا.
وقال سكان ونشطاء بالمعارضة ان المقاتلين المعارضين طردوا من حي المزة في دمشق وان أكثر من ألف من أفراد القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها تدفقوا على المنطقة تدعمهم المدرعات والدبابات والجرافات. وقال ناشطون عبر الهاتف من المزة ان القوات الحكومية أعدمت ما لا يقل عن 20 رجلا تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما. وقال بشير الخير وهو أحد الناشطين «معظمهم كانت على أجسادهم اثار أعيرة نارية واحدهم أصيب بنحو 18 طلقة. وقيدت أيادي ثلاثة منهم خلف ظهورهم. بعض الرجال كانوا بثياب النوم. كسرت أرجل عدد منهم او بترت أصابعهم. طعن اخرون بالسكاكين». وقالت مصادر معارضة أخرى ان مقاتلي المعارضة في العاصمة ربما يفتقرون خطوط الإمداد التي تساعدهم على البقاء هناك فترة طويلة وربما يضطرون للقيام بعدة انسحابات تكتيكية.
ودخلت قوات من الفرقة الرابعة أيضا حي البرزة وهو واحد من ثلاثة احياء شمالية تعرضت لهجمات بطائرات الهليكوبتر. ويقود ماهر الأسد (41 عاما) وهو الشقيق الاصغر للرئيس السوري الفرقة الرابعة وينظر اليه على نطاق واسع باعتباره القوة التي تحافظ على حكم عائلة الأسد.
وزادت أهمية دور ماهر الأسد منذ مقتل وزير الدفاع ورئيس المخابرات وصهر الرئيس في انفجار يوم الاربعاء في إطار عملية «بركان دمشق» التي يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون لحسم الصراع.
ولم يتحدث الأسد علنا منذ تفجير الأربعاء لكن الجيش الاسرائيلي قال انه يعتقد ان الرئيس السوري ما زال في دمشق ويحتفظ بولاء قواته المسلحة.
وقال احد الموظفين ان الاضطرابات في دمشق منعت كثيرا من المسؤولين من الوصول إلى أعمالهم الأسبوع الماضي لكن معظم موظفي الحكومة عادوا إلى أعمالهم أمس الاثنين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 1261 شخصا قتلوا في أنحاء سوريا منذ الأحد الماضي عندما تصاعد القتال في دمشق من بينهم 299 من قوات الأسد. وقتل في الانتفاضة السورية نحو 18000 شخص. وقال المرصد ان 140 شخصا قتلوا يوم الاحد من بينهم 38 جنديا.
وعبرت قوى اقليمية وعالمية عن مخاوفها من تحول الصراع إلى حرب طائفية شاملة يمكن ان تمتد عبر الحدود لكنها لم تتوصل بعد إلى استراتيجية مترابطة للحيلولة دون حدوث ذلك.