الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

سقوط 107 قتلى وأكثر من مائتي جريح في يوم دام بالعراق

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢



بغداد - (أ ف ب): ارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات التي وقعت في العراق أمس الاثنين إلى 107 قتلى وأكثر من مائتي جريح في اليوم الاكثر دموية في هذا البلد منذ ما يزيد على عامين، وفقا لمصادر عسكرية وأمنية وطبية مسئولة. ووقع 27 هجوما شملت تفجيرات انتحارية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وأخرى مسلحة في 18 مدينة عراقية، مستهدفة في معظمها مراكز أمنية وعسكرية للشرطة والجيش.
وتعد هذه الهجمات التي جاءت بعد يوم من دعوة تنظيم القاعدة «شباب المسلمين» إلى التوجه إلى العراق وإعلانه عودته إلى مناطق سبق ان غادرها، الأكثر دموية منذ مقتل 110 أشخاص في هجمات مماثلة في مايو 2010.
ووقعت اكبر الهجمات في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد) حيث قتل 42 شخصا على الأقل وأصيب أربعون آخرون بجروح في سلسلة تفجيرات بحزام ناسف وعبوات وسيارة مفخخة، بحسب ما أفاد مصدر مسئول في وزارة الداخلية ومصادر طبية رسمية وكالة فرانس برس. وقال ابومحمد (40 سنة) وهو يقف على أنقاض منزله المدمر انه «عند الساعة الخامسة (02:00 تغ) سمعنا اصوات انفجارات بعيدة فجلست امام منزلي ووجدت سيارة غريبة، سألت الجيران عنها إلا ان أحدا لم يتعرف عليها».
وأضاف «حضر شرطي وقال إن السيارة مفخخة حتما. عندها طلبنا من سكان المنازل القريبة مغادرتها، إلا ان الانفجار وقع عندما بدأت العائلات تغادر ورأيت امرأة وحفيدتها البالغة من العمر سنتين تقتلان في الهجوم». ودمرت السيارة المفخخة عشرة منازل على الاقل، وشاهد مراسل فرانس برس سكانها وهم يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم.
وفي الضلوعية (90 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة ملازم اول في الجيش ان «مسلحين هاجموا قاعدة عسكرية عند الساعة 05:00 وقتلوا 15 جنديا وأصابوا اربعة آخرين بجروح وخطفوا جنديا واحدا». وأكد المصدر في وزارة الداخلية مقتل 15 جنديا في الهجوم.
وقتل 12 شخصا على الأقل وأصيب 22 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر في شرق بغداد. وقتل ايضا ثلاثة أشخاص وأصيب 21 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في الحسينية في شمال العاصمة، بينما قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بعبوة ناسفة في اليرموك في غرب بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية. كما أصيب 11 شخصا بانفجار سيارة مفخخة في الطارمية شمال بغداد.
وقتل 11 شخصا وأصيب اربعون آخرون بجروح في سلسلة هجمات في مدينة بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) ومناطق محيطة بها، مستهدفة مراكز امنية ودوريات للشرطة والجيش، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية. وأعلنت الشرطة العراقية في كركوك (240 كلم شمال بغداد) مقتل سبعة اشخاص بينهم عدد من أفراد الشرطة وإصابة 29 بجروح في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت أربع مناطق متفرقة من المحافظة.
وأعلن ضابط برتبة مقدم في الشرطة العراقية ان «امرأة قتلت وأصيب أربعة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب حسينية الزهراء، وسط ناحية الدجيل (60 كلم شمال بغداد)». وأكد مصدر طبي رسمي مقتل السيدة. وفي الديوانية (160 كلم جنوب بغداد)، اعلنت مديرية صحة المحافظة ان عبوة ناسفة انفجرت في سوق شعبي مما أدى إلى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 25 بجروح. وقتل جندي وأصيب عشرة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في هيت غرب الرمادي، وفقا لمصادر امنية وطبية. ويشهد العراق منذ اجتياحه عام 2003 أعمال عنف متواصلة تشمل السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة قتل فيها عشرات آلاف الاشخاص. وقتل 280 شخصا على العاقل وأصيب المئات بجروح جراء أعمال عنف متفرقة وقعت خلال شهر يونيو في عموم العراق، وفقا لحصيلة اعدتها فرانس برس استنادا إلى مصادر امنية وطبية عراقية. في المقابل، أشارت حصيلة وزارات الصحة والداخلية والدفاع إلى مقتل 131 شخصا فقط وإصابة 269 آخرين خلال الشهر ذاته. ومنذ بداية يوليو الحالي، قتل 211 شخصا في أنحاء العراق، وفقا للمصادر الامنية والطبية.
ووقعت هجمات يوم أمس بعد دعوة تنظيم دولة العراق الإسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، «شباب المسلمين» إلى التوجه إلى العراق، معلنا عن «بدء عودة» التنظيم إلى مناطق سبق أن غادرها، وعن خطة جديدة لقتل القضاة والمحققين. وقال «أمير» التنظيم ابو بكر البغدادي في شريط صوتي مسجل بثه يوم الاحد عدد من المواقع التي تعنى باخبار الجهاديين بينها «حنين» و«شبكة الجهاد» انه «يتوجه بنداء إلى جميع رجال شباب المسلمين في شتى بقاء الارض واستنفرهم للهجرة إلينا». وأضاف أن دعوته هذه تأتي بهدف «توطيد أركان دولة الاسلام وجهاد الرافضة الصفويين».
ولم تتبن هجمات أمس اي جهة، علما أن تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى في وقت لاحق هجمات مماثلة، كما لم يصدر اي موقف عن اي مسئول عراقي تعليقا على أحداث اليوم الدامي.