الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بيئتنا

حكايات بيئية
النفايات الإلكترونية في الصين

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢



في ديسمبر من عام 2001م أجرت شبكة فعاليات باسيل (خء) تحت غطاء منظمة السلام الأخضر القانوني في الصين وهونغ كونغ تحقيقًا للوقوف على مجريات أعمال إعادة تصنيع النفايات الإلكترونية المصدرة إلى الصين. وبعد جولة ميدانية مكثفة دامت ثلاثة أيام أجرى خلالها الباحثون لقاءات وتصوير فوتوغرافي وتصوير فيديو مع أخذ عينات من التربة والمياه بالقرب وفي مناطق الفعاليات بقصد تحليلها. كانت النتيجة مثيرة للاندهاش على الرغم من جهل فريق العمل التام بالعدد الفعلي لمراكز معالجة النفايات الإلكترونية بالمنطقة إلا أن ما تم مشاهدته كان كافيًا للتأكد من خطورة هذا العمل فبعد أن يتم الفرز والتقطيع والجمع يقوم العمال وغالبيتهم من القرى المحيطة بمراكز النفايات بحرق ما تبقى.
تصبح الحالة الصحية لهؤلاء العمال يرثى لها فمعظمهم مصاب بأمراض الرئة والكلى والأمراض الجلدية المزمنة نتيجة استنشاقهم اليومي لهذا المناخ الملوث فضلاً عن تناول الأكل والمياه في بيئة غير صالحة تمامًا.
أما الشيء الذي يثير التساؤل حقًا هو أن جميع مواقع النفايات الالكترونية تقع في مناطق قروية بسيطة يعيش أهلها في ظروف اقتصادية قاسية. فمثلاً نجد (غوياو) التي كان معظم سكانها يعيشون على زراعة الارز في السابق وكانت من انقى المناطق مناخًا أصبحت حاليًا ومنذ عام 1995م من أكبر مكبات النفايات في العالم، وهذا بفضل السعي الحثيث من قبل الأهالي لبلوغ الحياة المدنية الصناعية ومفارقة حياة الزراعة الفقيرة.
وعلى الرغم من قصر مدة هذه الفعاليات بتلك المنطقة فإن مياه المنطقة أصبحت غير صالحة للشرب تمامًا وصار أهالي المنطقة يجلبون المياه يوميا بالشاحنات من مدينة (نينجنج) التي تبعد عن (غوياو) نحو 30 كيلومترًا.
وقد قدرت السلطات الصينية حجم عمالة لإعادة تصنيع النفايات الالكترونية في (غوياو) وحدها بنحو 10 آلاف شخص يتزايد عددهم يوميًا. إلا أن حجم النفايات في تلك المنطقة غير محدد كونه في حركة دائمة. و(غوياو) هي مثال بسيط لكثير من المناطق والقرى الصينية الأخرى الكثيرة التي فقدت شكلها المعهود وباتت تنام على جبال من النفايات الخطرة التي هددت الزرع والضرع ولوثت الماء والهواء خلال 7 أعوام فقط وجعلت من تلك المنطقة وباء صحيًا حقيقيًا ولا تصلح للعيش بها.