الجريدة اليومية الأولى في البحرين


ثلثاء المعتوق

نسيان المعروف ليس من سلوكنا

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢



قسوة بكل ما تحمله هذه الكلمة من مضمون يخفي معاناة ما بعدها معاناة عندما يجد النجوم نفسهم بعد المرض وحيدين بين جدران الغرفة المغلقة، يعانون من الألم في دائرة ضيقة مغلقة وسط هدوء كئيب وقاتل بعد أن كان العالم حول هؤلاء النجوم يضج بالحركة والجماهير العاشقة تصفق وتهتف وتتغنى باسمهم في الوقت الذي كانت صورهم تتصدر صفحات الجرائد وعناوينها الرئيسية، محاطة بتصريحات كبار المسئولين مدحا وتمجيدا بعطائهم يعيشون اليوم اللحظات الصعبة التي يجدون فيها أنفسهم في دائرة النسيان، الكثير من اللاعبين النجوم الذين عرفتهم الجماهير في الستينات والسبعينات والثمانيات تلاشت صورهم وانقطعت أخبارهم وغابت روحهم الحية عن المشهد الرياضي وكأن مدة صلاحيتهم قد انتهت بانتهاء خدماتهم في الملاعب، لنسمع بين فترة وأخرى خبر حزين عن رحيل نجم من النجوم الرياضة المعروفين بعد معاناة شديدة من المرض وعند البحث نجد ان البعض كان يعاني من العجز المادي الذي يجعله غير قادر على توفير المبالغ المطلوبة للحصول على العلاج المناسب، وهناك الكثير من اللاعبين النجوم الذين توقفوا عن ممارسة اللعبة منذ سنوات طويلة في مختلف الألعاب يعانون من شدة المرض وهم في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة الأمر الذي يتطلب من اللجنة الأولمبية البحرينية اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة حماية لهؤلاء النجوم، الذين افنوا حياتهم في الملاعب وذلك بالتأمين الصحي الشامل ضد المرض على حياتهم مدى الحياة وعدم الاكتفاء بالتأمين على لاعبي المنتخبات خلال فترة مشاركته مع المنتخب تنتهي بنهاية خدماته، وعلى اللجنة الأولمبية العمل على دراسة أوضاع لاعبي المنتخبات الكبار الذين ضحوا وعملوا ورفعوا علم مملكة البحرين عاليا في المحافل الدولية والبدء في التأمين على حالتهم الصحية ومساعدتهم في التغلب على ظروفهم المعيشية الخاصة، نعم هناك الكثير من اللاعبين الكبار من النجوم الذين تأخذهم عزة النفس عن طلب المساعدة الشخصية حتى ولو تطلب الأمر خسارة حياتهم في غياب الحماية الصحية التي تضمن لهم الحياة الصحية الكريمة واللاعب النجم سعد طرار نموذجا رائعا لكل النجوم الكبار في السبعينات والثمانينات، كان «طرار» نجم متألقا في سماء الألعاب الجماعية والفردية، ولاعبا معتمدا في منتخبات اليد والسلة والطائرة والقدم وألعاب القوى، سعد طرار لم يكن نجما عاديا بل كان حالة فردية في عطاءه الفني والبدني والذهني وفي العمل التطوعي، سعد طرار يعاني المرض منذ فترة طويلة كتب عنه الصحافة وسمعنا الكثير من تصريحات المسئولين عن تبني علاج طرار، إلا أن الوقت والإهمال يشعرنا بالحاجة إلى التذكير بطرق ناقوس الخطر مجددا للمسئولين عن الرياضة البحرينية حتى لا ننسى قضية نجمنا الكبير والمخلص سعد طرار هذا النسيان الذي لم يكن في يوم من سلوكنا وتصرفاتنا.