الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

أثينا «2004» غيرت ملامح الخارطة الأولمبية:
بصمة الأمريكي «فيلبس» والمغربي «الكروج» في «مهد الألعاب»

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢



لندن - أ ف ب : بدأت الألعاب الأولمبية في أثينا وسط جلبة إعلامية أحاطت بالعدائين اليونانيين كوستاس كنتيريس وايكاترينا ثانو، اللذين تهربا من فحوص لكشف المنشطات وانتهت في استاد باناثينايكوس، الذي شهد العاب دورة 1896، في قلب العاصمة اليونانية مع فوز الايطالي ستيفانو بالديني في سباق الماراتون وبين هذين الحدثين، نجح المشاركون في إبقاء شعلة الحماسة متوهجة طوال الوقت، فشهدنا ولادة نجوم جدد، وتهاوى آخرون اغنوا الساحات الأولمبية سابقا «إفخاريستو»، أي شكرا باليونانية، كلمة رددها الذين حضروا حفل الافتتاح الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات الأساطير اليونانية، وزوس سيد البرق، الذي حول النور إلى قوس قزح في حين استولى اروس، اله الحب، على قلوب الحاضرين وهم تمتعوا برؤية بيغاس، الحصان المجنح وافروديت وهرقل وابولون وبوسيدون والاسكندر الكبير... ثم تذكروا البداية عام 1896 وفي ما بعد صدح صوت المغنية الخالدة ماريا كالاس لتبدأ بعد رؤية شجرة الزيتون، رمز البلاد، الحقبة الجديدة مع توافد ممثلي البلدان المشاركة وسط الألوان.
واستخدم اليونانيون بفخر لغتهم القديمة «نينيكيكامن»، أي النصر، التي تناقلتها وسائل الإعلام للتحدث عن نجاح الألعاب، معطوفا على كلمة الشكر التي وجهها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ: «على التنظيم الذي يعيدنا إلى الينابيع» وأضاء نيكوس كاكلاماناكيس الفائز بذهبية سباق القوارب الشراعية في دورة أتلانتا 1996، إيذانا بـ «التنافس الشريف» على مدى 17 يوما.
وتصدرت الولايات المتحدة ترتيب جدول الميداليات الذي حمل أسم 75 بلدا وحصد أبطالها 103 ميداليات منها 35 ميدالية ذهبية غير أن الأمريكيين لم يحققوا أفضل نتيجة في تاريخهم الأولمبي قياسا إلى إحرازهم 108 ميداليات في دورة برشلونة 1992 لكن انجازهم اليوناني أفضل من الاسترالي (97 ميدالية في دورة سيدني 2000) والأمريكي (11 ميدالية في دورة أتلانتا 1996) هذه المرة وصلت البعثة الأمريكية إلى أثينا محاطة بشكوك بسبب تعثرها في مشاكل المنشطات التي لم توفر لاعبيها، ومع ذلك نجحت في ترؤس الدول سواء بعدد «الجوائز» أو بمجموع الميداليات، فسيطرت على العاب القوى محرزة 8 ذهبيات وعلى مسابقات السباحة بإحرازها 12 ذهبية.
بريق
فرديا، ترك الأمريكي مايكل فيلبس والمغربي هشام الكروج بصمات واضحة على «أثينا 2004» إذ طغى بريق الميداليات الثماني للسباح الأمريكي (بينها 6 ذهبيات) على انجازات الاسترالي أيان ثورب (4 ذهبيات منها ذهبيتا سباقي 200م و400م) وسلطت الأضواء على فيلبس في الوقت الذي شارك فيه الروسي الكسندر بوبوف في آخر العاب في مسيرته، إذ عجز هذا الفائز سابقا في الألعاب الأولمبية 3 مرات عن الوصول إلى نهائيي 50م و100م.
وكان فيلبس وعد بان يحصد 7 ميداليات في أثينا، وهو الرقم القياسي الذي حققه مواطنه مارك سبيتز عام 1972 في ميونيخ من جهته، اثبت ثورب انه نهم ولا يشبع، إذ بعد 3 ذهبيات في «سيدني 2000»، أصبح الرياضي الاسترالي الأكثر تتويجا في بلاده بعد ذهبيتيه في أثينا، أمام السباحتين من دون فريرز وموراي روز والعداءة بيتي كوابرت وفي سن الثانية والعشرين، نجح العداء الاثيوبي كينينيسا بيكيلي في انتزاع الفوز في سباق الـ10 آلاف متر، مكملا أمجاد إسلافه، محرزا ؤول فوز أولمبي أمام مثله الأعلى هايلي جبريسيلاسي.
عنيد يتغلب على اللعنة
وتغلب هشام الكروج على اللعنة التي رافقته منذ عام 1996 في الألعاب الأولمبية، إذ فاز في سباق 1500م، قبل أن يفرض نفسه في 5 آلاف متر، أنها قصة إنسان عنيد، دائما في المقدمة، إنسان وضع بصماته على سباقه المفضل 150م في أثينا، ومحى بهذا الفوز سقوطه في أتلانتا وتراجعه في سيدني، وأضاف إليه انجاز الفوز في 5 آلاف متر ليعادل الانجاز الأسطوري للفنلندي بافو نورمي الذي حقق «الثنائية العسيرة» غير المألوفة في دورة باريس 1924 ولم يكن أمام الفنلندي آنذاك إلا 42 دقيقة بين السباقين!
وفي أسرع سباق في تاريخ 100م، أصبح العداء الأمريكي جاستن غاثلين بطلا أولمبيا بفارق جزء من الثانية (85ر9 ث) في نهاية سباق محموم أما مواطنه موريس غرين صاحب اللقب في سيدني، فقد اكتفى بالبرونز في الإستاد الذي نال فيه أول ذهبية عالمية في 3 أغسطس 1997، قبل تسجيله رقمه العالمي السابق (79ر9 ث) بعد عامين. وكانت أثينا ساحة لبروز «الصغار»، لذا يمكن القول أن زمن «الجبابرة الجدد» حان مع نجوم أمثال السويدية كارولينا كلوفت (المسابقة السباعية - 20 سنة)، الأمريكي جيريمي وارينر (عداء 400م - 20 سنة) جاستين غاثلين (22 سنة)، الروسية يلينا ايسنيباييفا (حاملة الرقم القياسي للقفز بالزانة - 22 سنة)، الإثيوبي كينينيسا بيكيلي (22 سنة)، السباحة الفرنسية لور مانودو (18 سنة) ومواطنتها بطلة الجمباز اميلي لوبينيك (العارضتان مختلفتا الارتفاع - 16 سنة)، الذين شاركوا للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية.
«نوعية» عربية
وتراجعت غلة العرب من الميداليات من 14 ميدالية في سيدني إلى 10 في أثينا، لكن قيمتها زادت بحصولهم على 4 ذهبيات، في مقابل واحدة يتيمة في سيدني، منها ذهبيتان للنجم الكروج وشهدت الألعاب صحوة مصرية بعد سبات دام 20 عاما (فاز لاعب الجودو محمد رشوان بفضية الوزن المفتوح للجودو في لوس أنجلس 1984)، مع المصارع كرم جابر إبراهيم، الذي اختير أفضل مصارع في الدورة ونال ذهبية وزن 91 كلغ وتعود آخر ذهبية أولمبية لمصر إلى الرباعين إبراهيم شمس (وزن الخفيف) ومحمود فياض (وزن الريشة) في لندن 1948.
كما فرضت الملاكمة المصرية نفسها أيضا من خلال إحراز فضيتين وبرونزيتين مع محمد علي (ثاني وزن فوق 91 كلغ) ومحمد السيد (ثالث وزن 91 كلغ)، وأحمد إسماعيل (ثالث وزن 81 كلغ) ودونت سوريا اسمها في سجل الميداليات عن طريق ناصر الشامي الذي أحرز برونزية وزن 91 كلغ في الملاكمة وباستثناء الإمارات، لم تتمكن أي من دول الخليج من حصد ميدالية وقد منح الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم (41 سنة) بلاده أول ذهبية في تاريخ مشاركاتها في الألعاب (منذ عام 1984)، عندما فاز بمسابقة الحفرة المزدوجة «دبل تراب» في الرماية، معادلا الرقم الأولمبي الذي يحمله الاسترالي مارك راسل (189 طبقا من 200).