الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

هشام الكروج «كامل الأوصاف» العالمية

تاريخ النشر : الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢



لندن - أ ف ب: عندما عاد العداء المغربي هشام الكروج إلى دياره بعد اختتام دورة أثينا الأولمبية، نزع على الفور الصورة الكبيرة التي الصقها على حائط غرفته في مركز الإعداد الوطني لألعاب القوى في الرباط، وهي تظهره فائزا في سباق 1500م خلال بطولة العالم عام 1999 في اشبيلية. يومها نزع عن الحائط صورة تعثره ووقوعه خلف الجزائري نور الدين مرسلي في السباق الأولمبي عام 1996 في أتلانتا، في إشارة إلى أنه تخطى تلك العقبة الكبيرة مؤقتا، لان حلم الميدالية الأولمبية كان لا يزال يراوده ويؤرق مضجعه.
معاناة عاشها منذ ثمانية أعوام، والآن عند العودة المظفرة، علق صورة احتفاله فائزاً على الإستاد الأولمبي في أثينا، الذي شهد «ولادته العالمية» في مونديال القوى عام 1997، بميدالية الفوز أخيراً برقص «السيرتاكي» وسط صخب جماهيري كبير.
في أثينا، تغلب الكروج (30 عاماً) على اللعنة التي رافقته منذ عام 1996 في الألعاب الأولمبية، محققا الفوز في سباق 1500م، وفارضا نفسه في سباق 5 آلاف م. فبعدما وضع بصماته على سباقه المفضل 1500م (حامل رقمه القياسي العالمي 3,26,00 د) ماحيا «السقوط في أتلانتا والتراجع في سيدني»، أضاف إليه انجاز الفوز في 5 آلاف م ليعادل الانجاز الأسطوري للفنلندي بافو نورمي الذي حقق «الثنائية العسيرة» غير المألوفة عينها في دورة باريس 1924، فكان أحد عناصر مسك ختام «أثينا 2004» وبريقها.
أخيراً، تخلص الكروج (60 كلغ، 1,76م) من عقدة اللقب الأولمبي الذي كان ينقص سجله وبات كام الأوصاف الرياضية...«الثالثة ثابتة»، بعد تعثر أتلانتا 1996 وخيبة سيدني 2000، وجاءت في موسم عسير عليه بسبب ظروفه الصحية ومشكلة الحساسية المفاجئة التي عانى منها وكادت تبعده نهائياً عن المضمار والسباقات: «عشقي الكبير ونهمي الدائم، وهي حالة روحية خاصة جداً». والميدالية الذهبية في 1500م كانت الأولى من نوعها لعداء مغربي. وأمل مسؤولو الاتحاد واركان «أم الألعاب» في أن تفتح الباب أمام جيل جديد على غرار المرحلة التي مهدت لها نوال المتوكل وسعيد عويطه عام 1984 في لوس انجليس، وفي ظل اقتراب تقاعد النجوم الحاليين. في أثينا، وضع أركان الاتحاد المغربي الذي تقوده لجنة مؤقتة برئاسة محمد اوزال «خلافاتهم» جانباً وتوحدوا خلف الكروج. تقاطروا على تهنئته وفي مقدمهم اوزال والمدير الفني القديم الجديد عزيز داودة، الذي عايش الانتصارات المغربية المدوية وصنع غالبيتها منذ عام 1984. ولن ننسى المتوكل التي قلدته الميدالية الذهبية ووضعت على رأسه إكليل أوراق الزيتون في حفلة التتويج. كانت رسالة الجيل القديم إلى الجيل المعاصر وصورة معبرة على الجيل الجديد الاقتداء بها.