صدر أمس بيان عن اللجنة الأهلية الإسكانية بالمحرق برئاسة السيد عارف الملا حول تقرير وزارة الإسكان الذي نشر مؤخرا فيما يلي نصه: إن تقرير الإسكان الذي نشر مؤخرا يعد فاجعة بمعنى الكلمة، إذ تحدث التقرير عن وجود 51 ألف طلب إسكاني، وامتدت فترة الانتظار لتصــل إلى 18 سنة، بل الحقيقة ان هناك بعض الطلبات منذ 35 سنة وأخرى 30 سنة وهي في قائمة الانتظار، وهذا في حد ذاته مأساة وفاجعة، لو كان هذا التقرير صدر في دولة متحضرة تعترف بأدنى حقوق الإنسان لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكن نقول لا عزاء لشعب البحريـن المناضل والمثابر.
تحدث التقرير عن إنجازات وزارة الإسكان بتحقيق 90 ألف خدمــــة إسكانية بمبلغ تجاوز 2,5 مليار، وتحدث عن أسباب تفاقم المشكلة الاسكانية، ووضع الحلول ومنها الخطة الخمسية العظيمة للقضاء على المشكلة الاسكانية في البحرين.
إن التقرير تحدث عن شح الاراضي وعدم صلاحية بعضها لإقامــــــة المشاريع الاسكانية، وطالب القطاع الخاص بالمشاركة لحلحلة هذا الملـف بشتى الوسائل والمساهمات.
إن هذا التقرير لا ينبغي ان يمر مرور الكرام، فإذا كان هناك 51 ألف طلب، بمعنى وجود كحد أدنى اربعة افراد من الاسرة لكل طلب، فهذا يعني ان ثلث الشعب معلق بين السماء والارض، إلى الان لم يتحقق له الامن النفسي بقرارهم في بيت يأويهم مثل عباد الله. إننا في اللجنة تصلنا مآسي الكثير من البحرينيين الذي يئسوا من الحصول على وحدة سكنية او قسيمة سكنية، ونقرأ في الصحف يوميا مآسي اصحاب الطلبات القديمة، الذين شابت رؤوسهم وانحنت ظهورهم وأحيلوا على التقاعد ولم ينالوا طلباتهم، وفي المقابل يموت المواطن مـن الحسرة والقهر وهو يرى الابراج والمنتجعات والجزر تقتصر على الأجانب وذوي البشرة الصفراء والحمراء، والمواطن ابن البلد يعيش في بيوت وشقق متهالكة لا تصلح لحياة الآدميين في ادغال افريقيا.
إن قطاعا كبيرا من الشعب مستاء جدا من الملف الاسكاني ولم يعد يثق لا في الخطة الخمسية ولا الستينية، لأنه لم يستفد من هذه التصريحات والتقارير الا لتخدير عياله واهله من كثرة تقريعاتهم ولومهـم له. إن الامر جدا خطير، ومأساة كبيرة يعيشها الشعب، وهم كبير لا يعادله هم يعشعش في صدور ثلث مواطنينا، فمتى تتحرك الدولة للقضاء على هذه المأساة؟