الرياضة
هستيريا التوقعات تجتاح الصحافة قبل أولمبياد لندن
تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
لندن - د ب أ: يبدو أن هناك شيء ما في الدورات الأولمبية يحرك بداخل الجميع رغبتهم في التكهن، فمن مجلة «سبورتس ايلاستريتيد» إلى صحيفة «يو اس آيه توداي» وصحيفة «وال ستريت جورنال» وبين عدد لا حصر له من الأساتذة الجامعيين، تنتشر التكهنات حول ما قد يحدث وما قد لا يحدث.
وفي دورة الألعاب الأولمبية المرتقبة «لندن 2012» عندما تقوم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بنقل كل سباق تأهيلي لكل سباق أساسي، سيكون الاهتمام كبيرا أكثر من أي وقت مضى بالدولة التي ستجمع أكبر عدد من الميداليات والدولة التي ستحرز أكبر رصيد من الميداليات الذهبية، وتوجد عادة قديمة الأزل بعمل التكهنات الأولمبية، وبطبيعة الحال تعتمد بعض هذه التكهنات على تكهنات أخرى، ولكن في أولمبياد 2012، يبدو أن هناك خلافات في وجهات النظر حول الدولة التي تنهي الألعاب متربعة على قمة جدول الميداليات، ففي بكين 2008، فازت الولايات المتحدة بصدارة جدول الميداليات من حيث عدد أنواع الميداليات الثلاث، ذهبية وفضية وبرونزية، مجتمعة برصيد 110 ميداليات مقابل مائة ميدالية للصين، ولكن الدولة المضيفة فرضت سيطرتها على الميداليات الذهبية بإحرازها 51 ميدالية مقابل 36 ميدالية ذهبية أمريكية، وهذه المرة يبدو أن هناك اختلافات في وجهات النظر. فقد توقعت صحيفة «يو إس آيه توداي» التي تستخدم نموذجا للشراكة مع شركة «إنفوسترادا سبورتس»، التي تعد المصدر الأساسي للإحصائيات الرياضية حول العالم، أن تفوز الولايات المتحدة بـ41 ذهبية مقابل 34 ذهبية للصين في لندن على أن يكون إجمالي رصيد الميداليات 94 إلى 88 لمصلحة الصين، أما مجلة «سبورتس إيلاستريتيد» فترى، اعتمادا على تجميع اختيارات فريق الخبراء لديها، أن كلا من الولايات المتحدة والصين ستفوزان بـ42 ميدالية ذهبية على أن تتفوق الولايات المتحدة على الصين في إجمالي رصيد الميداليات بواقع 99-97.
ودخلت صحيفة «وال ستريت جورنال» في السباق نفسه معتمدة على نموذج مبني على الاحتمال ومقابلات الخبراء وأداء اللاعبين في المسابقات الوطنية والدولية الحديثة، وتوقعت الصحيفة اعتلاء الولايات المتحدة الأمريكية قمة جدول الميداليات برصيد 40 ذهبية مقابل 38 ذهبية للصين على أن يصل إجمالي رصيد الميداليات الأمريكية إلى 108 ميداليات في مقابل 92 ميدالية للصين، وقال مات فوترمان من صحيفة «وول ستريت جورنال» مؤخرا: «ستستعيد الولايات المتحدة الأمريكية مكانتها سواء على مستوى رصيد الميداليات الذهبية أو الرصيد الكلي للميداليات الأولمبية».
وأضاف: «إننا لا نقوم بتكهنات محددة على عدد الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، وإنما نرسم خريطة احتمالات لجميع المرشحين المحتملين ثم نقيس فرصهم لإحراز ميدالية ذهبية أو أخرى بالنسبة المئوية»، وتابع فوترمان: «ويتبقى لدينا عدد من الميداليات الذهبية التي لا نعرف إلى من ستذهب فنقوم بتقسيمها على الدول الفائزة بالميداليات».
وترى: «مدرسة تاك للمشاريع التجارية» التي تقع في دارتماوث بولاية نيوهامشير الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفوز بالرصيد الإجمالي للميداليات برصيد 103 ميداليات مقابل 94 ميدالية للصين بينما ستتفوق عليها الصين في رصيد الميداليات الذهبية برصيد 48 ذهبية مقابل 35 للولايات المتحدة الأمريكية ، ويعتمد نموذج تاك على التطور الاقتصادي للدولة من حيث مستوى دخل الفرد والتعداد السكاني والنجاحات الأولمبية السابقة إلى جانب عوامل أخرى لتحديد نتائجها، وتوقع دانييل جونسون، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولورادو، نفس أرقام تاك حيث يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعتلي قمة جدول الميداليات برصيد 103 ميداليات مقابل 94 ميدالية صينية على أن تحرز الصين 48 ذهبية مقابل 35 ذهبية أمريكية.
من ناحية أخرى يرى المسئول الأولمبي السابق الإيطالي لوتشيانو بارا، المشهور بتوقعاته، أن الصين ستحرز مائة ميدالية مقابل 78 ميدالية للولايات المتحدة الأمريكية وأن الدولة الآسيوية ستتفوق أيضا في رصيد الميداليات الذهبية بإحراز 43 ميدالية مقابل 35 ذهبية لأمريكا، ويعتبر التكهن حول النجاح الرياضي مثل حقل الألغام في أفضل أوقاته ولكن عندما يصل الأمر إلى النتائج الفردية عادة ما تصبح هذه التكهنات بمثابة وصفة كارثية وتسقط العديد من هذه التكهنات بمزيد من الدراسات الأكثر قربا.