الرياضة
أولمبياد بكين 2008:
الصين تكسب رهانها وتزيح الولايات المتحدة عن الصدارة
تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢
لندن - أ ف ب: نجحت الصين عن جدارة في كسب رهانها المتمثل بإزاحة الولايات المتحدة عن عرشها في صدارة الترتيب العام لدورة الألعاب الأولمبية قبل أربع سنوات، ونظمت الصين إحدى أفضل الألعاب في تاريخ الأولمبياد أن لم يكن أنجحها على الإطلاق حيث جاءت قمة في التنظيم مليئة بالانجازات التي لا تنسى، وتحديدا ذهبيات السباح الأمريكي الفذ مايكل فيلبس وأرقامه القياسية السبعة في الأسبوع الأول منها، قبل أن يستأثر العداء الجامايكي بالأضواء في الأسبوع الثاني ويحرز ثلاث ذهبيات مسقطا الرقم القياسي العالمي فيها أيضا.
وأنفقت الدولة المضيفة نحو 28 مليار يورو لتحديث بنيتها التحتية وبناء المرافق الرياضية التي كان تحفتها ملعب «عش الطائر» بهندسته الرائعة بالإضافة إلى 37 ملعبا آخر أقيمت عليه المنافسات الـ28. وتصدرت الصين الترتيب برصيد 51 ذهبية من أصل 302 وزعت، و21 فضية و28 برونزية، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية، وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية.
وكانت الصين التي نظمت الألعاب للمرة الأولى في تاريخها ولثالث مرة في آسيا بعد طوكيو 1964 وسيول 1988، حصدت 32 ذهبية في العاب أثينا قبل أربع سنوات مقابل 36 للولايات المتحدة الأمريكية التي تربعت على عرش الألعاب في النسخ الثلاث الأخيرة، لكنها استعدت جيدا لألعابها ووضعت برامج وخاصة لكي تصل إلى هدفها المنشود، واعتبر وزير الرياضة الصيني ليو بنغ أن ظهور جيل جديد من الرياضيين واختراق هؤلاء رياضات جديدة كان السبب في تربع الصين على عرش الميداليات.
وأعرب بنغ عن سعادته بما تحقق في ألعاب بكين وقال: «ما حققناه في الأولمبياد دافع قوي جدا للمستقبل»، مشيرا إلى أن القادمين الجدد من أبناء بلد المليار حققوا 29 ميدالية ذهبية، وأضاف: «هؤلاء الوافدين أصبحوا القوة الأساس في نجاح الرياضة الصينية»، وأعتبر بنغ بان سيطرة الصين حدثت لأنها بقيت وفية لرياضات تقليدية بالنسبة لها أمثال كرة الطاولة والبادمنتون والغطس ورفع الأثقال والرماية، كما أصبحت أقوى في رياضات أخرى، أمثال القوس والنشاب حيث فازت بأول ذهبية في تاريخها، إضافة إلى التجديف والمبارزة وغيرها.
«فيلبس» والمجد الأولمبي
فرض السباح الأمريكي مايكل فيلبس نفسه أسطورة الألعاب الأولمبية في الدورة الحالية بحصده ثماني ميداليات ذهبية محطما الرقم القياسي السابق في دورة واحدة لمواطنه السباح مارك سبيتز الذي حقق الانجاز عام 1972 في ميونيخ، كما أصبح أكثر الرياضيين تتويجا بالذهب الأولمبي بعدما رفع رصيده إلى 14 ذهبية ماحيا الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه السباح سبيتز والعداء كارل لويس والعداء الفنلندي بافو نورمي ولاعبة الجمباز السوفيتية سابقا لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات.
واستهل فيلبس «حصاده الأولمبي» بذهبية سباق 400م متنوعة ثم اتبعها بذهبيات التتابع 4 مرات 100م حرة و200م حرة و200م فراشة وسباق التتابع 4 مرات 200م حرة و100م فراشة، وكان مسك الختام الذهبية والرقم القياسي العالمي لسباق التتابع 4 مرات 100م متنوعة فحقق بالتالي ما عجز عنه في أولمبياد أثينا 2004 عندما اكتفى بست ذهبيات وبرونزيتين، وقال فيلبس: «الأروع ان تثبت أنه لا يوجد أي شيء مستحيل، الكثير من الأشخاص قالوا أنه أمر مستحيل، لقد تعلمت أن على المرء أن يتمتع بشيء من الخيال وهذا ما ساعدني، لا اعلم حقيقة ما يخالجني من مشاعر الآن، هناك الكثير من الأحاسيس التي تدافع في ذهني، الكثير من الحماس، أعتقد أن ما أريده الآن هو أن أرى والدتي».
منتخب الأحلام
وتربع منتخب الأحلام الأمريكي مجددا على العرش الأولمبي وأحرز ذهبيته الثالثة عشرة في مشاركته السادسة عشرة بفوزه على نظيره الإسباني بطل العالم 118-107، واستعاد المنتخب الأميركي مجددا تفوقه الأولمبي وهذه المرة بقيادة مدرب جامعة ديوك مايك كرشيشفسكي ولاعب لوس أنجلس ليكرز كوبي براينت الذي كان يخوض أول مشاركة له مع منتخب بلاده والمخضرم جيسون كيد صانع ألعاب دالاس مافريكس الذي نال ذهبيته الثانية لأنه كان مشاركا في سيدني 2000، إضافة إلى لاعبين منيوا باخفاقي اثينا 2004 ومونديال اليابان 2006 وهم الثلاثي ليبرون جيمس (كيلفلاند كافالييرز) ودواين وايد (ميامي هيت) وكارميلو أنتوني (دنفر ناغتس)، وذكر منتخب بكين 2008 بمنتخب الاحلام بنسخاته الثلاث الأولى ونجومها مثل مايكل جوردان وماجيك جونسون ولاري بيرد وكلايد دريكسلر (الأول) وشاكيل أونيل وحكيم اولادجوان وغرانت هيل (الثاني) وكيفن غارنيت وراي ألن وفينس كارتر وغاري بايتون (الثالث)، لأنه أكتسح منافسيه الواحد تلو الآخر وتجاوز حاجز المائة نقطة في 6 مباريات من أصل 8 خاضها في العاصمة الصينية.