الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

اشتباكات عنيفة في حلب لليوم السادس على التوالي وسط تعزيزات لـ «المعركة الحاسمة»

تاريخ النشر : الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٢



دمشق - الوكالات: استمرت لليوم السادس على التوالي أمس الأربعاء الاشتباكات العنيفة في أحياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية ويستقدم الطرفان تعزيزات إلى المدينة، لخوض ما وصف بأنه «المعركة الحاسمة». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الاربعاء المجتمع الدولي للتحرك من اجل وقف «المجزرة» في سوريا.
وقتل 87 في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس الأربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ولا تزال الجبهات مشتعلة في مدينة حلب الرئة الاقتصادية لسوريا، التي ظلت لأشهر طويلة في منأى عن حركة الاحتجاجات إلى ان تصاعدت فيها حركة التظاهرات ضد النظام قبل حوالي ثلاثة أشهر ثم اندلعت فيها المعارك الاسبوع الماضي مترافقة مع إعلان الجيش السوري الحر بدء «معركة تحرير حلب».
وتتركز الاشتباكات، بحسب المرصد وناشطين، في حيي بستان القصر وصلاح الدين، بينما تشهد أحياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين قصفا مصدره القوات النظامية التي تستخدم المروحيات. وسجلت حركة نزوح كثيفة للأهالي.
وقال مراسل صحيفة سورية في المدينة إن «مئات المتمردين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون إلى حلب»، حيث ستدور على ما يبدو «المعركة الحاسمة»، مشيرا إلى أن «المتمردين يسيطرون على حوالي عشرة أحياء في أطراف حلب».
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، فيما القوات النظامية تواصل منذ 48 ساعة إرسال تعزيزات في اتجاه المدينة من مناطق عدة».
وذكر مصدر امني سوري ان المعركة الأكثر أهمية في حلب تهدف إلى استعادة قوات النظام الأحياء الواقعة بين المدينة والمطار والتي «وقعت في أيدي الإرهابيين».
وقتل ثمانية مدنيين وثلاثة مقاتلين في مدينة حلب الأربعاء، بالإضافة إلى عدد من العسكريين.
ووقعت الأربعاء اشتباكات استمرت ساعات في حي العسالي في جنوب العاصمة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، في وقت تعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات طوال اليوم، بحسب المرصد وناشطين. وأفادت لجان التنسيق المحلية مساء عن سقوط قذائف هاون على حي التضامن. واستعادت قوات النظام خلال الأيام الماضية السيطرة على معظم احياء العاصمة، باستثناء جيوب وأجزاء من أحياء لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون.
وافادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس الاربعاء عن تأجيل الامتحانات في عدد من الجامعات في سوريا، وخصوصا في دمشق وحلب، إلى اجل غير مسمى. وطالبت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته الأربعاء الجيش السوري النظامي والمقاتلين المعارضين في سوريا بوقف «الإعدامات التعسفية»، مؤكدة ان وتيرة هذه الإعدامات تتصاعد. وفي ظل استمرار تصاعد وتيرة العنف، غادر نصف أعضاء بعثة المراقبة الدولية دمشق بسبب عجزهم عن القيام بمهام مراقبة وقف اطلاق نار لم يدخل بتاتا حيز التنفيذ منذ إعلانه في ابريل.
واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو الموجود في دمشق ان تخفيض عدد أفراد بعثة المراقبة يعني تقليصا في المهام الموكلة إليها. ووصل إلى دمشق القائد الجديد لبعثة المراقبين الجنرال باباكار غاي الذي عبر عن أمله في ان «تتغلب الحكمة، وان يظهر الضوء في آخر النفق».
من البوسنة، وجه بان كي مون نداء «الى العالم اجمع: لا تتأخروا، اتحدوا، تحركوا. تحركوا الآن لوقف المجزرة في سوريا». ورأى ان المعلومات التي تصل من سوريا تؤكد ان البلد ينزلق «الى الحرب الأهلية بوتيرة متسارعة».
دبلوماسيا، أعلن البيت الأبيض ان احد مستشاري الرئيس باراك اوباما اجرى في بداية الاسبوع محادثات «بناءة» مع مسؤولين صينين كبار في بكين، تناولت خصوصا سوريا وايران وكوريا الشمالية.
ووصل أمس الاربعاء إلى طهران وفد اقتصادي سوري كبير يترأسه نائب رئيس الوزراء عمر غلاونجي ويضم خمسة وزراء، وسيجري محادثات لتعزيز التعاون بين البلدين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
في موسكو، دانت وزارة الخارجية العقوبات الأخيرة التي اقرها الاتحاد الاوروبي على سوريا وتنص على تعزيز إجراءات حظر الأسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة انها تشكل «حصارا». كما دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا انه «تبرير للارهاب»، متهما واشنطن بعدم ادانة الاعتداء الذي أودى بحياة أربعة مسؤولين أمنيين في دمشق في 18 يوليو.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم «ضمانات أكيدة» لروسيا بان الأسلحة الكيميائية مخزنة في آمان تام، محذرا دمشق من خطر وقوع هذه الأسلحة «في أيدي المعارضة المسلحة».
وكان النظام السوري اقر الاثنين للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيميائية مؤكدا انه لن يستخدمها إلا في حال تعرضه اعتداء خارجي. وحذرت دول غربية واسرائيل النظام من مغبة اللجوء إلى هذه الأسلحة.
وبعد ايام من سيطرة مقاتلين معارضين على بعض المعابر الحدودية مع تركيا، أغلقت تركيا معابرها مع سوريا اعتبارا من الأربعاء «لاسباب أمنية»، بحسب ما أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. الا ان المسؤول أوضح ان القرار لن يؤثر في دخول اللاجئين السوريين.
ووصل يوم الثلاثاء ضابطان سوريان برتبة لواء إلى تركيا بعد انشقاقهما عن الجيش السوري، ليرتفع إلى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين في تركيا.
في برلين، تعكف مجموعة من خمسين معارضا سوريا على إعداد دستور جديد لسوريا استعدادا لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد، وفق ما أعلنت الاربعاء مؤسسة علوم وسياسة التي تقدم اليهم المساعدة. وتضم المجموعة ضباطا سابقين وخبراء اقتصاديين وقانونيين وممثلين لمختلف المكونات الدينية في سوريا.