درس مجاني
 تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢
علي ميرزا
طوال مشواري الصحفي المتواضع الذي مازلت أحبو في فنائه لم أتعوّد يوما أن أتطرّق إلى كلمة كتبتها من باب الإشادة أو تفخيم الذات إن صحّ التعبير، كما تعودنا أن نسمع ذلك من آخرين دأبوا بين الفينة والأخرى على الإشارة إلى أنّ ما يتطرقون إليه بات حديث سكان الكواكب الأخرى وليس الكرة الأرضية وحدها، ولا نخجل عندما نعلنها صراحة أنّ بريدنا الإلكتروني (الإيميل) الذي ذيلناه بالعمود لم يتلق يوما ما حتى إشادة أو رضى أو معارضة واختلافا من القراء والمتابعين بشأن ما نتطرق إليه في كتاباتنا وهذا يؤكّد أحد الدروس التي أعطانا إياها أستاذنا ماجد العرادي رئيس القسم الرياضي بـ«أخبار الخليج» عندما قال: ضعوا في اعتباركم أنّ الآراء التي تتضمنها أعمدتكم ربما تجدون واحدا يتفق معكم فيها بينما البقية يخالفونكم على طول الخط غير أنّ مطالعاتي في الصحافة علمتني أن أكتب ما أراه من وجهة نظري وبحسب قناعاتي صحيحا.
ولكني أجدها فرصة مواتية لأرفع القبعة والغترة معا الى أساتذتي وزملاء المهنة المخضرمين ناصر محمد وراشد شريدة ومحمد لوري جراء التعقيبات التي زينوا بها الملحق الرياضي مؤخرا على خلفية الاستطلاع الذي طرحه صاحب هذه السطور والذي حمل عنوان (صحافة الكرة الطائرة بين الأمس واليوم) ورغم أنّ الاستطلاع قد شغل نسبة ليست قليلة من الوسط الرياضي فإنّ تعقيبات الزملاء المعنيين وتعليقاتهم طبخت على نار هادئة، ولذلك لا عجب أن نشمّ منها رائحة الرزانة والهدوء بعيدا عن الصراخ والعويل وشقّ الجيوب وتفخيم الأنا ولم يعوزهم كل ذلك إلى جولات مكوكية هنا وهناك ولم يخونوا من اختلف معهم ويخرجوهم من الملّة بل أوضحوا فيها ما يريدونه بالتي هي أحسن ينم عن ثقة في النفس، واتزان عصبي وإيمان بالرأي والرأي الآخر، وهذا درس بليغ لنا نحن معشر الصحفيين الجدد علينا أن نتسلح به متى ما وضعتنا هكذا ظروف في هذا الموقف.. مرة أخرى شكرا للزملاء الأساتذة على هذا الدرس المجاني.
والنقطة التي أريد أن أسلّط الضوء عليها هنا أكثر من غيرها أنّ الأسماء التي شملها الاستطلاع والتي أكنّ لأصحابها جميعا كل تقدير لم يكن المرة الأولى التي أطرح لهم رأيا أو يشملهم استطلاع بل أرشيف الملحق الرياضي شاهد على ما نذهب إليه وطوال تعاملنا معهم ومع زملائهم في الميدان من مسئولين ومدربين ولاعبين وإداريين لم نتلق شكوى واحدة من الجميع اعتراضا على ما ننشره لهم يتعلق بزيادة أو نقصان، غير أنّ المضحك والمبكي في الوقت نفسه أن تحمل بعض التعقيبات التي جاءت على لسان بعض من شملهم الاستطلاع أن ما جاء على لسانهم لم يتفوهوا به ولكنه حمل (فبركة) من الكاتب نفسه بحسب الوصف وأنا أشكّ أنّ مثل هذا الكلام جاء على لسانهم وإلا لماذا لم يكلفوا أنفسهم الاتصال بصاحب هذه السطور شخصيا لتصحيح الكلام المفبرك (بحسب الوصف) إن وجد؟ وللأمانة أنا لست تلميذا في مدرسة الفبركة الصحفية فمشواري الصحفي المتواضع يؤكد ذلك ولا أحتاج حاليا إلى أن أنضوي تحت رايتها لأنني مازلت راسخا ولم أصل بعد إلى مرحلة الإفلاس الذي هو شرط أساس من شروطها.
وأحتاج أن أزيدكم من الشعر بيتا عندما اتصل بي واحد من الذين شملهم الاستطلاع قبل أن يقرأ الموضوع ليقول لي: تلقيت اتصالا يقول لي صاحبه: إنكم قلتم كذا وكذا وكذا فقال له: إنّ هذا خلاف ما أدليت به للكاتب في الاستطلاع وانتظرته حتى ينتهي من كلامه فقلت له: سأقرأ عليك ما كتبته على لسانك حرفا حرفا فلما انتهيت من القراءة قال لي: هذا فعلا ما قلته حرفيا لك!! وأترك التعليق للقراء..
وإن بقيت كلمة وجب عليّ توجيهها الى أستاذنا ماجد العرادي رئيس القسم الذي أتاح لنا الفرصة مشكورا عندما أعطى الضوء الأخضر لكي ينشر الاستطلاع رغم التحفّظ الذي أبديته مسبقا وهو الذي عودنا على نشر موادنا مهما اختلف مع مضمونها طالما لا تحمل طياتها تجريحا أو إساءة الى أحد غير أنّ الاستطلاع المدوي حرّك بورصة التصريحات من جهة وكشف لنا شخصيا عن أنّ هناك نوعية تشكل وخيوط العنكبوت وجهين لعملة واحدة.
.