الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

قوات النظام السوري تستعد لهجوم وشيك على حلب

تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢




حلب - الوكالات: استمرت قوات النظام السوري في استقدام تعزيزات إلى مدينة حلب في شمال سوريا امس الخميس تمهيدا لشن هجوم كبير من اجل استعادة الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون والتي تشهد منذ اسبوع اشتباكات تعنف حينا وتخف احيانا.
وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا امس الخميس بمقتل 119 شخصا 56 مدنيا و29 مقاتلا معارضا ومنشقين اثنين و32 جنديا نظاميا.
وافاد مصدر امني ان «تعزيزات من القوات الخاصة انتشرت يومي الاربعاء والخميس من الجهة الشرقية للمدينة، كما وصلت قوات اضافية ستشارك في هجوم مضاد شامل الجمعة او السبت» على حلب. واوضح المصدر ان «1500 إلى الفي مقاتل وصلوا ايضا من خارج المدينة لدعم حوالى الفي مقاتل من المتمردين موجودين في المدينة»، مشيرا إلى ان هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، ولاسيما صلاح الدين والجوار. وتوقع الجيش السوري الحر كذلك حصول الهجوم.
وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبدالجبار العكيدي «وصلت تعزيزات عسكرية إلى حلب، ونتوقع هجوما كبيرا في اي لحظة، ولاسيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف».
وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات امس الخميس ان «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سورية من أزمتها».
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو الخميس في ختام يومين من المحادثات التي اجراها في دمشق مع مسؤولين سوريين وشخصيات معارضة ان «هدف بعثة المراقبين الدوليين في سوريا هو المساهمة في وقف اعمال العنف وهذا يشمل استخدام الاسلحة الثقيلة من جانب القوات الحكومية». واسف لـ«ارتفاع وتيرة العنف في شكل كبير» في مختلف المدن السورية.
على الارض، استمرت الاشتباكات في بعض احياء حلب وترافقت مع قصف مصدره قوات النظام. وقتل في محافظة حلب الخميس 15 شخصا هم 11 مدنيا واربعة مقاتلين معارضين. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في حلب ان المقاتلين المعارضين يستعدون «للمعركة الكبرى»، وقد اعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في اقبية المدارس والجامعات. واشار إلى نقل طفل في العاشرة من عمره اصيب بشظية قذيفة امامه إلى احد هذه المراكز، الا انه توفي على الفور متأثرا بجروحه.
وفي العاصمة، وقعت اشتباكات استمرت بعضا من الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك بحسب ما افاد شهود والمرصد السوري.
وتواصل القصف على حي الحجر الاسود الذي تستخدم فيه المروحيات، بحسب المرصد الذي اشار إلى «اشتباكات عنيفة مستمرة منذ يوم امس في الحي المحاصر من القوات النظامية من محاور عدة».
في الوقت نفسه، تعرضت قرى وبلدات في ضواحي دمشق الجنوبية بينها داريا، وبعضها متاخم لحي الحجر الاسود مثل يلدا، لقصف عنيف. وقال المرصد ان قوات النظام تحاول السيطرة على مدينة داريا التي لجأ اليها عدد كبير من المقاتلين المعارضين بعد انسحابهم من دمشق.
وبلغ عدد القتلى في دمشق وريفها 31 هم 27 مدنيا واربعة مقاتلين. وبين هؤلاء 16 شخصا هم اربع نساء وخمسة اطفال وسبعة رجال قتلوا في قصف على بلدة يلدا.
من جهة ثانية، افاد المرصد عن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت اليه القوات السورية اخيرا «قتلوا قبل ايام خلال العمليات العسكرية في الحي».
وفي محافظة درعا قال المرصد انه تم الخميس العثور على جثامين اثني عشر مقاتلا معارضا في منطقة العجمي على الحدود السورية الاردنية وفقدان عشرة آخرين، مشيرا إلى ان المنطقة «تعرضت للقصف امس من القوات النظامية السورية» بينما كان هؤلاء المقاتلون «يساعدون الاهالي الذين يحاولون النزوح إلى الاردن».
وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن محاولة اقتحام مدينتي الرستن وتلبيسة المحاصرتين منذ اشهر، وقتل في الاشتباكات اربعة مقاتلين معارضين في تلبيسة فيما استمر القصف على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص في مدينة حمص.
دبلوماسيا، ابدى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس من وارسو ثقته بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط «عاجلا ام آجلا». وقال «نواصل العمل لوقف المعارك ومن اجل حل بديل يجمع المعارضة السورية ومسؤولين آخرين».
في انقرة، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان النظام السوري بانه وضع مناطق عدة في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، محذرا من ان تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الاكراد الاتراك داخل سوريا في حال الضرورة. واعتبر ايضا ان انشاء منطقة عازلة في الاراضي السورية يشكل احد الخيارات الممكنة للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني في سوريا.
والتقى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء في أنقرة العميد مناف طلاس، ابرز ضابط سوري اعلن انشقاقه عن النظام السوري وكان صديق الرئيس بشار الاسد منذ الطفولة. وحل العميد طلاس الذي وصل إلى تركيا آتيا من السعودية حل ضيفا على مائدة افطار الوزير التركي.
واكدت وزارة الخارجية السورية الخميس انشقاق ثلاثة دبلوماسيين سوريين خلال اليومين الماضيين، مقللة من اهمية دورهم ومتهمة عاصمة عربية لم تسمها بـ«تمويل وتشجيع» هذا النوع من «الانشقاق على الوطن». وكانت قناة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية ذكرت الثلاثاء ان القائمة بأعمال السفارة في قبرص لمياء الحريري وصلت إلى قطر بعد اعلان انشقاقها.
في روما، وقع معارضون سوريون نداء مشتركا من اجل حل سياسي للنزاع في سوريا، مطالبين خصوصا بوقف اطلاق النار والافراج عن المعتقلين والمصالحة الوطنية.
وفي بروكسل، أكد خبراء في الاتحاد الاوروبي ان الازمة الانسانية في سوريا تفاقمت في شكل ملحوظ خلال الايام الاخيرة، مشددين على الحاجة إلى مزيد من الاموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.
من جهتها، دعت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا «جميع الاطراف الضالعين في النزاع» في سوريا إلى «ضمان حماية الارث الثقافي الاستثنائي» في مدينة حلب.
وذكرت مصادر امنية اسرائيلية ان اسرائيل تقوم بتعزيز قواتها على طول خط وقف اطلاق النار مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة، مع احتدام المواجهات في سوريا.