الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

بان كي مون يدعو من سربرينيتسا إلى إنهاء «المذبحة» في سوريا

تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢



سربرينيتسا - (ا ف ب): اقر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الخميس بأن المنظمة الدولية لم تتمكن من الحؤول دون الابادة المرتكبة في سربرينيتسا في البوسنة في 1995، وحض المجتمع الدولي على استخلاص الدروس من ذلك لوقف «المذبحة» في سوريا.
وقال للصحفيين بعد لقائه في سربرينيتسا ناجين وارامل الضحايا الغاضبين من الامم المتحدة، ان على المجتمع الدولي «تعلم دروس سربرينيتسا» والتحرك لئلا تتكرر اوضاع مماثلة «ابدا واينما كان».
أضاف «الآن وقد تعلمنا رسالة سربرينيتسا علينا القيام بكل شيء لوضع حد للمذبحة في سوريا»، حيث يتواجه المتمردون والقوات الحكومية في أعمال عنف قاتلة منذ أكثر من 16 شهرا. وتابع بان سربرينيتسا ارض مقدسة لعائلات الضحايا، وأيضا بالنسبة لعائلة الأمم المتحدة».
ومنذ بداية جولته التي تستمر أسبوعا في دول يوغوسلافيا السابقة، لم يتوقف بان عن شجب عجز الأمم المتحدة وقت حدوث الابادة في البوسنة، وتحذير المجتمع الدولي ازاء الوضع في سوريا.
وقال الامين العام للامم المتحدة في خطاب أمام البرلمان البوسني يوم الاربعاء «لهذا السبب اطلق من قلب البوسنة والهرسك نداء إلى العالم: لا تتأخر أكثر! توحدوا! تحركوا! تحركوا لوقف المجزرة في سوريا».
وتعرضت الامم المتحدة لانتقادات من ناجين من الابادة، هم حاليا أعضاء في حركة أمهات سربرينيتسا وزيبا. وقالت هاجرا كاسيتش التي فقدت زوجها وابنها في سربرينيتسا «لن تتحقق العدالة طالما ان احدا من الامم المتحدة لم يعاقب على هذه المجزرة، وطالما ان الامم المتحدة تختبئ وراء حصانتها. كان الحري بالامم المتحدة ان تحمي سربرينيتسا، لكن ابادة جماعية وقعت».
اما حسن نوهانوفيتش الذي فقد والده ووالدته وشقيقه في المجزرة، فكان حينذاك يعمل مترجما لجنود حفظ السلام الهولنديين في سربرينيتسا. وقال إن «الاشخاص الذين سلموا عائلتي للقوات الصربية كانوا يرتدون قبعات زرقاء. منذ حصول هذا الامر لا اعتبر الامم المتحدة منظمة صديقة».
وبالنسبة لمارينا سوباسيتش التي فقدت 22 من أفراد عائلتها بينهم زوجها وولدها، «إذا كان في امكان بان كي مون وغيره الانحناء أمام الضحايا... سيستخلصون دروس الماضي ولن يكون في امكان سربرينيتشا ان تتكرر في أي مكان آخر».
وقام بان بزيارة المركز التذكاري للمجزرة. ووضع اكليلا من الورد وانحنى امام النصب الذي نقشت فيه أسماء أكثر من 5600 ضحية دفنوا بعد اعادة نبش قبورهم لتحديد هوياتهم.
وقبل وقت قصير من نهاية الصراع الداخلي في البوسنة (1992-1995)، قتلت القوات الصربية في البوسنة نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم في غضون بضعة أيام، بعد السيطرة على سربرينيتسا في 11 يوليو 1995، في اسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ومع ان الأمم المتحدة أعلنت سربرينيتشا «منطقة آمنة» تتمتع بحمايتها، لم يتدخل الجنود الهولنديون الموجودون في سربرينيتسا، والمنضوون في إطار قوات حفظ السلام، للحؤول دون وقوع المجزرة التي صنفتها العدالة الدولية ابادة جماعية.
وبعدما بقيا هاربين لسنوات من وجه العدالة، يحاكم القائدان السياسي والعسكري لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش وراتكو ملاديتش أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، بتهمة تنظيم المجزرة وارتكاب ابادة جماعية.