الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الاسلامي

الحسنة بعشرة أمثالها

تاريخ النشر : الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٢



أقبل شهر رمضان الكريم ولم يكن ببيت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه شيء من الطعام، وكان هو وولداه الحسن والحسين وزوجته فاطمة الزهراء صائمين فأعطته زوجته رداء لها ليبيعه في السوق ويشتري لهم طعاماً بثمنه.
فذهب الإمام إلى السوق وباع الثوب بستة دنانير، وبينما هو يتجول في السوق ليشتري الطعام لأهل بيته سأله رجل هزيل ضعيف أنهكه الجوع حتى أنه لم يقدر على الوقوف من شدة ضعفه إحساناً فأعطاه الدنانير الستة التي كانت معه، ثم واصل سيره وهو يفكر في أهل بيته، وأثناء ذلك قابل رجلاً يقود جملاً ومن عجب أنه أقبل عليه يسأله: أتشتري هذا الجمل يا إمام؟ فسأله علي: بكم تبيعه؟ أجاب الرجل بمائة دينار. فقال علي: ولكني ليس معي ثمنه الآن. فقال الرجل: خذه الآن وسدد لي ثمنه حين يتاح لك ذلك. فقاد الإمام علي الجمل وواصل سيره تجاه بيته، وبعد عدة خطوات قابله رجل آخر استوقفه سائلاً: أتبيعني هذا الجمل؟ قال الإمام علي: أبيعك إياه .. بكم تشتري؟ قال الرجل: بمائة وستين ديناراً. فوافق الإمام علي على الفور وتبادلا الجمل والنقود، وعاد علي إلى داره فرحاً، فتعجبت السيدة فاطمة الزهراء وسألت علياً: من أين أتيت بكل هذه النقود؟ إن الثوب لا يساوي أكثر من ستة دنانير، فمن أين لك بكل هذه الدنانير؟ وأبت أن تأخذ منه شيئاً، وذهبت إلى أبيها صلوات الله عليه وسلامه وقصت عليه ما كان من أمر زوجها، فهدأ من روعها وانتظر علياً حتى جاءه فتبسم ضاحكاً في وجهه وقال: قابلني رجل وعرض عليَّ شراء جمله بمائة دينار وأمهلني سداد ثمنه حتى يتاح لي ذلك، وما إن أخذت مقوده وسرت به قليلاً حتى قابلني آخر وعرض عليَّ شراءه بمائة وستين ديناراً فقبلت، وبقي لي ستون ديناراً بعد سداد ثمن الجمل لمن باعه لي.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته: إنما البائع والمشتري ملكان قيضهما الله عز وجل لزوجك وجاءاه على هيئة آدميين، باع له أحدهما واشترى منه الآخر، وكان نتيجة ذلك مكسبه الستون ديناراً، فقد أحسن لفقير بستة دنانير فعوضها الله له بستين، فالحسنة ـ كما تعلمين- بعشرة أمثالها.