الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٥ - السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٩ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

موقف رياضي





لو كنت اليوم في دورة الألعاب الأولمبية ٢٠١٢ المقامة حالياً في مدينة لندن البريطانية لحفرت الصخر من أجل أن أبحث عن الأخبار الرياضية التي لا تنشر في الصحافة الرياضية العالمية وأقتحم الوفود المشاركة من أجل الحصول على أخبار لا تعرفها وكالات الأنباء العالمية أو حتى التي تنشر حصرياً في الصحافة الانجليزية أو تنقلها الفضائيات من حول العالم، لو كنت في لندن لجعلت صحافتنا المحلية الرياضية تنفرد بأدق الأخبار الرياضية لأثبت للعالم الإعلامي والصحافة الرياضية في كل مكان في البلدان المتقدمة أو النامية أن في البحرين من يقدر على حفر الماء ومغازلة الأسماك الصغيرة والكبيرة وبعث رسائل حب لأسماك القرش والدلافين وغيرهم من الأسماك الذين يتكلمون بكل لغات العالم.

لو كنت في لندن لجمعت تاريخاً صحافياً رائعاً عن الرياضة العالمية والتقطت الصور مع رؤساء الوفود واللاعبين والمسئولين عن الأولمبياد وأجريت لقاءات مع سواق الحافلات والتاكسي والميترو وعمال الملاعب والموظفين ودخلت الملاعب الخضراء وأجريت المقارنات بين نهضة الرياضة العربية ونهضة الرياضة العالمية، لو كنت في لندن لجعلت وكالات الأنباء تقتفي أثري في كل مكان أتواجد فيه ولأشعرتهم إني أؤدي الواجب الإعلامي المناط بي على أكمل وجه بل على أكمل الوجوه، لو كنت في لندن لفضحت أي نقص تنظيمي في الأولمبياد ولا أسكت عن كل صغيرة أو كبيرة.

لو كنت في لندن لأجبرت الملاحق الرياضية المحلية على زيادة عدد صفحاتها خلال هذا الشهر الكريم من خلال تزويدها بملحق كامل ويومي أنشر فيه كل ما هو ليس على البال، لكن الواقع الآن إنني في بلادي أتابع كل ما يحدث وللأسف الشديد أنا بعيد عن أهم حدث رياضي عالمي بعد كأس العالم وللأسف الشديد مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة إن كل ما يتمناه المرء لا يدركه ولن يدركه فالأسد ملك الغابة عندما يتكلم يكون صوته مدوياً لكن صوت النملة لا يمكن لأي مخلوق أن يسمعه ولا يمكن للنملة في يوم من الأيام أن تصبح أسداً، لو كنت في لندن لتكلمت باللغة العالمية وتواضعت كثيراً للإعلام الرياضي لأنني أعرف أن التواضع يصنع مني جبلاً عظيماً لا تهزه الرياح والعواصف لكنني للأسف لست اليوم في لندن.











.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة