الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

مشاريع التخرج لطلاب الجامعة
لماذا أصبح سوق العمل يتلهف عليها ؟

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢



تعتبر مشاريع التخرج التي يقدمها طلبة جامعة البحرين، أحد الروافد المهمة للتطبيقات العملية في مجال سوق العمل البحريني، إذ انها تحوي تطبيقات إبداعيةً يبتكرها الطلاب بإشراف الكادر الأكاديمي المتخصص بغية إيجاد حلول عملية للمشاكل التي تظهر يومياً في المجالات المهنية والتطبيقية المختلفة.
ولذلك لا غرابة أن تتسابق الشركات والمؤسسات إلى استقطاب الإبداعات التي تفجرها طاقات الطلبة المقبلين على حقل تطبيق ما تعلموه خلال فترة دراستهم، بعد التحاقهم في مجالات سوق العمل المختلفة، أو قبيل ذلك حتى. وهو أمر تحرص عليه جامعة البحرين ولاسيما أن المحور الثاني من محاور خطتها الاستراتيجية 2009-2014 يركز على زيادة البحوث العلمية والتطبيقية منها على وجه الخصوص.
إحدى أهم كليات جامعة البحرين التي يُعتبر إنتاجها الطلابي فرصةً لاستثمار الطاقات البشرية خارج الجامعة، كلية التعليم التطبيقي، التي نظمت مؤخراً معرضاً لمشاريع تخرج طلبتها للعام الدراسي 2011 ؟ 2012، والذي شمل تخصصات: شبكات الكمبيوتر، والبرمجيات وقواعد البيانات، ونظم المعلومات، والدراسات التجارية المعنية بالإدارة المكتبية. وقد بلغ مجمل عدد المشاريع المشاركة في المعرض 61 مشروعاً، حازت سبعة منها على درجة أفضل مشروع.
وفي ذلك، يؤكد عميد كلية التعليم التطبيقي بجامعة البحرين الدكتور صادق العلوي أن مشاريع تخرج الطلبة تحمل الإثبات العملي على الكفاءة العلمية لديهم، والتي تهيئهم لدخول مرحلة جديدة قوامها سوق العمل.
اهتمام المؤسسات والشركات المتخصصة في نوعية المشاريع المقدمة في الحفل يثبت صحة مقولة عميد كلية التعليم التطبيقي، كما انه يحمل شهادةً ضمنية بجودة التعليم الذي وصلت إليه كليات جامعة البحرين في مختلف تخصصاتها العلمية، بحيث باتت مخرجاتها الرغبة الأولى لدى أصحاب العمل.
د. العلوي يبين أن جامعة البحرين دأبت على دعم الإبداعات الطلابية التي تحوّل الكثير منها إلى التطبيق في المجالات العملية المختلفة، مضيفاً أن تبني الأفكار الجيدة وتطويرها يعطي الطلاب حديثي التخرج دافعاً للبحث عما هو جديد ومثري للعملية الإنتاجية، وهذا بدوره ينعكس على جودة الأداء الوظيفي والمهني في القطاعات المختلفة.
يلفت د.العلوي إلى أن سبب الاهتمام المنصب على بحوث طلبة البحرين العلمية، يكمن في أن بعضها يأتي بأفكار جديدة في المجال التطبيقي والبعض الآخر يطور أفكاراً قائمةً، مشدداً على أن المنافسة بين جودة المشاريع تجعل عملية المفاضلة صعبةً وتعطي في الوقت ذاته خياراً واسعاً لمن يريد الاستثمار في تطبيق أفكار هذه المشاريع في حيز مؤسسته.
وبالجملة، فإن مشاريع تخرج طلبة كلية التعليم التطبيقي تهدف إلى تقليل النفقات وزيادة الكفاءة العلمية، وهذا ما دفع عميد الكلية إلى حض المؤسسات والجهات المتخصصة على تبني هذه المشاريع لما فيها من تطبيقات رائدة لأفكار طلابية تنم عن شغف، لدى مبدعيها، في الاستمرار العلمي والبحث المتفاني المؤدي دائماً إلى الريادة.
مراقبة حواسيب
المختبرات بالهواتف الذكية
تلك المشاريع الـ61، تراوحت مجالاتها وجودتها، فاشتدت بينها المنافسة لتنحصر في سبعة مشاريع حصدت درجة أفضل مشروع. ففي تخصص شبكات الكمبيوتر، حصل مشروع الطالبة بشاير محمد حسن علي، بإشراف هاربرت ازيول، على درجة أفضل مشروع، إذ جاءت فكرته في ابتكار نظام مراقبة استخدام حواسيب المختبرات عن طريق الهواتف الذكية.يقوم المشروع على إيجاد خمسة مدخلات رقمية وثمانية مخرجات رقمية. والمخرجات الثمانية تكون متصلة بالأقفال الإلكترونية وغرفة نظام الإضاءة، أما المدخلات الخمسة فتعمل على إرسال إنذار لفني المختبر حال وجود اختراق معين، وعليه فإنه يصعب اختراق هذا النظام لأن المخرجات الرقمية تعمل على إقفال النظام الإلكتروني حال استشعار محاولة الاختراق، بينما المدخلات الرقمية تقوم بإرسال إشارات تكون بمثابة الإنذار للفني المسؤول.
تقول الطالبة بشاير «يمتاز هذا النظام باتصاله بالهواتف الذكية، فالفني لا يُشترط فيه أن يكون موجوداً في المختبر ليكتشف الاختراق، لأن الإنذار يصله عبر الهاتف الذكي أينما كان»، منوهةً إلى أن «نظام الهاتف الذكي يمكن استخدامه في الحراسات الأمنية المنزلية أو المؤسساتية أو حتى الحراسات الشخصية».
حوسبة المعاملات: تحقيق الجودة والسرعة
وفي تخصص البرمجيات وقواعد البيانات، حصد مشروع نظام تعليم المجموعات، الذي أشرف عليه محمد الفردان، درجة أفضل مشروع. وفي ذلك تقول صاحبة المشروع الطالبة فاطمة عبدالله علي إن «الهدف من المشروع هو جمع وتنظيم قواعد بيانات التعلم المستخلصة من الورش والندوات والمحاضرات، بحيث يكون الحصول عليها سهلاً للمستخدم».
وعن تخصص نظم المعلومات، حاز مشروع الطالبة شيماء حسن يوسف المعني بنظام المعاملات الإلكترونية درجة أفضل مشروع. وبحسب الطالبة فإن «فكرة المشروع تقوم على حوسبة المعاملات في جامعة البحرين، بدلاً من الاعتماد على النظام اليدوي في إجرائها»، مضيفةً أن «هذا النظام من شأنه أن يُحقق الجودة والسرعة في الوقت ذاته». وقد أشرفت على المشروع ندوة علي.
وقد حازت ثلاثة مشاريع درجة أفضل مشروع في تخصص الدراسات التجارية المعنية بالإدارة المكتبية، أولها مشروع النظام الإلكتروني لتقييم أداء الموظفين والذي قدمته الطالبة فاطمة محمد الريس وأشرف عليه محمد بوعنق.
يعتمد هذا المشروع على ضبط نظام إلكتروني خاص يحتوي على 360 درجة تقيس الأداء الوظيفي من خلال توسعة دائرة التقييم الوظيفي، فبدلاً من اقتصار التقييم على الشكل العمودي الذي يكون من الرئيس للموظفين، يُصبح تقييم الموظف من عدة مصادر تبدأ من قيام الموظفين بتقييم أداء زملائهم، ويكون بعد ذلك التقييم من المشرفين والاختصاصيين. ويمكن أن يشمل هذا التقييم رأي العملاء في الأداء الوظيفي.
وعن مشروعها، تشرح الطالبة الريس بأن هذا النظام محدود الاستعمال في قطاعات العمل البحرينية رغم أنه واسع الانتشار في التجارب الأجنبية، مضيفةً «يعتمد هذا النظام على التقييم البادئ من القياس الذاتي للأداء ثم يتدرج ليشمل دوائر أوسع في التقييم بهدف تحقيق أكثر سبل الاتقان فيه، وبالتالي يُحسن عملية الإنتاج بمعرفة الإيجابيات والسلبيات في أحد عناصره وهو اليد العاملة المتمثلة في الموظف».
نظام إلكتروني
لجمع التبرعات
وكان المشروع الثاني للطالبة وضحى إبراهيم الصياح، المعني بالمؤسسات الخيرية التي تعمل من خلال نظام إلكتروني مساعد على جمع التبرعات وتقسيمها بحسب الفئات الاجتماعية المستهدفة. وتبيّن الطالبة أن فكرة هذا النظام - الذي أشرف عليه محمد بوعنق - أتت من الأهمية العالمية التي تتبوأها الأعمال الخيرية، وخصوصاً أن هذه الظاهرة أصبحت من النظام العام في كل مجتمعات العالم، مشيرةً إلى أن هذه الأعمال وُجدت لمساعدة الإنسانية بل وتجاوزت ذلك إذ شملت البيئة.
وكان المشروع الثالث عبارة عن فكرة مركز خدمات الهاتف النقال الذي عملت على إنشائه الطالبة زينب خليل النشابة بإشراف عبدالرزاق العباسي.
وتوضح النشابة أن هذه الدراسة عبارة عن محاولة جادة لتقييم استخدام مركز خدمات الهاتف النقال، وهي تجعلنا نفهم كيفية عمل هذه الخدمة المهمة في مراكز الاتصال السلكية واللاسلكية.
مشاريع طموحة
يعلق مدير قسم البرامج التقنية والإدارية بكلية التعليم التطبيقي الدكتور محمد باقر، المسئول عن تنظيم المعرض، على المشاريع بوصفه إياها بـ«الطموحة والتي يجب استثمار إبداع طلابها». ويقول إن السعي إلى توفير البيئة المثالية لصقل المهارات واحتضان المواهب والقدرات الشبابية يأتي ضمن الأهداف التي تبنتها الكلية منذ يومها الأول، مبيناً أن الاهتمام بالمعيارين الكمي والكيفي في مشاريع التخرج ينبع من توصيات خطة الجامعة الاستراتيجية التي أخذت قوامها من رؤية البحرين .2030
ويشيد الدكتور باقر بالجهات المهتمة بمشاريع التخرج، شاكراً أكاديميي الكلية ومشرفي المشاريع على جهودهم في إيصال طلبة الكلية إلى هذا المستوى الذي جعل منهم نواةً لمشاريع الإنجاز والتنمية في المملكة.