أخبار البحرين
الشيخ السعيدي: المسلمون يعيشون اليوم الصحوة بعد أن عرفوا عدوهم
تاريخ النشر : السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
تحدث فضيلة الشيخ جاسم السعيدي خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى عن الغربة التي يعيشها المسلمون اليوم والأسباب التي أدت إلى ذلك والحلول التي ذكرها الله سبحانه وتعالى ونبيه الكريم من أجل الخروج من هذه الغربة التي جعلت الامة فرقة غريبة محاربة مستضعفة من باقي الأمم، مؤكدا فضيلته أن السبب الرئيسي لما به المسلمون اليوم هو تركهم عقيدتهم الإسلامية وشريعة الإسلام التي عندما تمسك بها القلة القليلون في مكة من أصحاب النبي استطاعوا أن يظهروا هذا الدين على العالم كله وعندما تخلى عنه المليار أصبحوا غثاء ينهش فيهم كل ناهش، مؤكدا فضيلته أن بوادر صحوة في المسلمين قد ظهرت وخصوصا بعدما انكشفت الأقنعة وعرف المسلمون من عدوهم الحقيقي وهو ما يستلزم على العلماء والدعاة أن يستمروا في الدعوة إلى الله وحث الأمة بالتمسك بالعقيدة الإسلامية التي فرطت بها أجيال متلاحقة حتى وصل الحال إلى ما نحن عليه من مآس للمسلمين في كل مكان بدءا من افغانستان والبوسنة وصولا الى العراق والصومال واليمن وسوريا وبورما وغيرها من دول الإسلام.
وقد بدأ فضيلته الخطبة بالحمد والثناء لله عز وجل الصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الامة وكشف الغمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين، ثم تلا فضيلته قوله تعالى: «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ملاعْرِضُونَ»، وذكر الحديث النبي الذي جاء فيه: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يتمسكون بسنتي عند فساد أمتي»، وفي رواية «الذين يصلحون إذا فسد الناس».
وقال فضيلته «إن الحديث النبوي واضح جلي لا غبار عليه وكأنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن ما نعيشه اليوم فالإسلام بدأ في مكة غريبا محاربا مستغربا من الجميع وأتباعه قلة قليلة مستضعفون تمسكوا بعقيدتهم ودينهم ودعوا له وصبروا على الأذى في ذلك إلى أن جاء الله بفتح من عنده ونصر مؤزر فانتشر هذا الدين لما كان هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبذلوا النفس والنفيس وباعوا أنفسهم رخيصة لله سبحانه وتعالى فانتشر هذا الدين في أصقاع الأرض بعدما كان غريبا وتسيد المسلمون الأرض وعلا شأنهم فيها، ولكن لما تراخى المسلمون عن دينهم ورضوا بالحياة الدنيا ومتاعها وركنوا لها وبدءوا شيئا فشيئا بالتهاون بالعقيدة الإسلامية وتراخوا عن أوامر الشريعة الإسلامية شيئا فشيئا وصل الحال إلى ما هو عليه المسلمون اليوم وتمكن العدو من أهل الإسلام وأصبحوا لقمة سهلة سائغة لمن أراد».
وواصل فضيلته «يقول رسولكم صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)، فهل أصبح من يتمسك بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ومما جاء عن الخلفاء الراشدين من بعده يكون متطرفا أو إرهابيا وينبغي عليه أن يلتزم الصمت فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر وهل هذا هو ما تعلمناه من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام رضوان الله عليهم، إذن فأعداء الأمة هم الذين يريدون أن يخرسوا العلماء عن قول الحق وعن نصح الامة وتوجيهها توجيها ربانيا وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم أمر بمعروف ونهي عن منكر وأعلى الأمر بالمعروف هو الدعوة إلى التوحيد وأعلى النهي عن المنكر هو النهي عن الشرك، ولذلك فإن أعداء الأمة لا يريدون هذا الأمر ويحاربون كل من يدعو للتوحيد وينهى عن الشرك وقد اختاروا أن يكون أحد السبل في محاربة المسلمين هو تفرقة الأمة وتجزأتها بمصطلحات ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان لذا وجب التنبيه والتحذير منها».
واستطرد فضيلته «في الحديث الطويل الذي يرويه النعمان بن بشير عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذكر أنه تكون خلافة على منهاج النبوة وهذا دليل على أن الإسلام سيرجع عزه ونحن على يقين أن الإسلام سيكون له السيادة والريادة شاء من شاء وأبى من أبى ومهما حلت على المسلمين الخطوب والمآسي فالصحوة قادمة لا محالة وحري بكل عاقل من المسلمين بعدما شاهد حال المسلمين الذي هم عليه خصوصا بعدما انكشفت الأقنعة وبان المجرمون على حقيقتهم أن يتمسك بالعقيدة وبالشريعة الإسلامية وأن يعلم أن الاستهداف هو استهداف للإسلام وأن الحل هو الرجوع إلى الإسلام والتوحد والتآخي بالإسلام فالوجع الذي يوجع الأمة في سوريا يوجع الآخرين في جميع دول المسلمين ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالاعتصام بحبل الله فقال: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ؟ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى؟ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ؟ كَذَ؟لِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ». فالمسلمون أمة وليسوا فرقة أو طائفة ومتى تماسكوا وتعاضدوا واتحدوا على دين الله كانت لهم العزة والريادة وهذا ما يجب أن يعيه المسلمون اليوم، كما إن دور العلماء وطلبة العلم مهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ودفاعهم عن شريعة الله عز وجل ودينه وأرضه أمانة في أعناقهم فالعامة يعتمدون بعد الله عز وجل عليهم في قول الحق وتوصيل الكلمة الصادقة الهادفة الخالية من الرياء والنفاق والتملق من أجل المصلحة الشخصية أو المنصب والجاه».