أخبار البحرين
سوق المنامة يتجمد في الأسبوع الأول من رمضان
تاريخ النشر : السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢
في شهر رمضان، ينحدر حجم البيع في الأسواق إلى مستوياته الدنيا ولا يتعافى الا بعد الأسبوع الأول فيما يراهن آخرون على الأسبوع الثاني، هذه حقيقة يصعب نكرانها حيث تجد ملامحها حية حين تقوم بزيارة استطلاعية لسوق المنامة على سبيل المثال.
وفي جولة سريعة لـ «أخبار الخليج» لنتعرف على واقع السوق في بداية الشهر المبارك، نريد نعرف الحركة، وما أسباب غياب المشترين والزبائن؟ هل هي الأزمة التي طال أمدها؟ أم هي ظروف الجوع من جراء الصيام هذه الأيام؟ أم هو لا هذا ولا ذاك، وإنما هو ارتفاع درجة الحرارة، وأثر ذلك على الصائم؟
في هذه الجولة، شاهدنا المطاعم والمقاهي الشعبية القريبة من مبنى بلدية المنامة مغلقة ، وحركة الناس بطيئة مثلما هو الحال في سوق الحلوى والبهارات أو سوق الثياب أو بالقرب من شارع التجار بل حتى في مجمع يتيم، كانت الأجواء لا تعبر عن وجود زبائن بقدر وجود بعض منهم هنا وهناك على الأصابع.
وكنا قد توقعنا ان نرى ازدحاما على محلات الحلوى البحرينية والبهارات لكن العدد قليل جدا، وقال أصحاب المحلات في الصباح والمساء وفي الليل، الحال كما هو، وأوضحوا، ما كنا نبيعه من حجم الزلابية والحلوى بالكيلو جرامات قد تبخر، ولا ننصحك بالقدوم ليلا لترى أننا نحكي الحقيقة.
ولم يكن جواب باعة (البهارات) مثل: اللومي والفلفل وحب الدال والجوز والتين والكسكبال والدارسين والمعلبات وماء الورد والنعناع وغيرها يختلف عن قول باعة الحلوى.
كما هو حال ايضا أصحاب محلات بيع الثياب والعباءات والشنط، يصعب ان ترى في محلاتهم رجلا أو امرأة (اللهم إلا ما ندر) لكن العجيب في محلات بيع وخياطة الثياب البحرينية في السوق القديم، صحيح أن الزائر لمحلاتهم يلحظها خاوية على عروشها (خالية من الزبائن)، لكن من جهة أخرى، يلمح العاملين فيها منهمكين على مكائن الخياطة بمحلاتهم يخيطون من دون توقف مما ينبئ بأنهم بدأوا العدة لمقدم العيد.
أما في مجمع يتيم، فأصحاب المحلات أو الباعة يشكون سوء الحال، وجوابهم عن سؤال: كيف البيع عندكم في شهر رمضان؟ كان متوافقا مع جواب من سبقهم من الباعة الآخرين في السوق، وتبين كذلك ان بعضهم لم يقدم أوراقه للحصول على مساعدة مالية من تمكين لصعوبة المطلوبات حسبما ذكروا، ومن جهة أخرى، أشادوا بموقف وكرم صاحب المجمع، وتعاونه معهم في حذف إيجار شهرين في السنة عنهم، وذلك مساندة لأوضاعهم التي تتعلق بضعف البيع في المجمع منذ أكثر من سنة مضت.
واختتم احد الباعة بالقول: ان ضعف البيع ليس بسبب معين بقدر تجمع أربعة عوامل، هي: ارتفاع الحرارة، الصيام، الراتب صرف منذ 20 يوما، بالإضافة إلى تبعات الأزمة، مشددا على ان شعب البحرين كما هو يراه يأخذ فترة ليتعود الصيام، فتأتي الأيام الاولى تجمده ثم بعدها ينطلق من جديد، وفي انطلاقته، تعود الحياة لسوق المنامة من جديد.