الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الاسلامي

طريق الوصول إلى رفقة الرسول ( (2)

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢








الحديث عن طريق الوصول إلى رفقة الرسول ( موصول لمن أراد الوصول، عليك بإحياء سنة المعصوم ( والعمل على طهارة القلوب فإن ذلك العمل عنوان على حب الرسول ورفقته في الجنة والمرء مع من أحب قال النبي ( «المرء مع من أحب» رواه أحمد، وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله ( قال: «يا بُنَيَّ إن قَدَرْتَ أن تُصْبِحَ وتُمْسِيَ ولَيس في قلبك غِشّ لأحد فَافْعَل، ثم قال: يا بُنَيَّ، وذلك من سُنَّتي، ومن أحيا سُنَّتِي فقد أحْياني، ومن أحياني كان مَعي في الجنة» أخرجه الترمذي.
ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحبون الرسول ( ويعملون بالكتاب والسنة ويخلصون لربهم أملا منهم أن يرافقوا النبي ( في الجنة، وكان ثوبان ( شديد الحب للرسول (، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له رسول الله (: «يا ثوبان، ما غير لونك؟ فقال: يا رسول الله ما بي من ضر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين، وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى ألا أراك أبدا، فأنزل الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) النساء: 69».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:« جاء رجل إلى رسول الله ( فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك. فلم يرد رسول الله ( شيئا، حتى نزل جبريل عليه السلام بالآية (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) النساء:69».
وعن قتادة قال:« يا نبي الله نراك في الدنيا، فأما في الآخرة فإنك ترفع عنا بفضلك فلا نراك. فأنزل الله تعالى الآية»، فلنجد الطلب ولنجتهد في طاعة الله ولنعمل الأعمال الصالحة التي تعنون وتدل على محبتنا لرسول الله ( وتظهر مدى حرصنا على إحياء سنته ( ولنضرع إلى الله بعد الأخذ بالأسباب أن نكون من رفقاء النبي ( في الجنة.
عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- «انه دخل المسجد فأتى سارية فوقف إليها يصلي ورسول اللّه ( في المسجد، فقال النبي (: نابذ يا ابن مسعود. وهو لا يسمعه، فقرأ: «قل يا أيها الكافرون» ثم ركع وسجد، ثم قام في الركعة الثانية فقال النبي (: أخلص يا ابن مسعود. فقرأ: «قل هو اللّه أحد» ثم ركع وسجد وجلس، فقال النبي (: ادع يا ابن مسعود تجب، وسل تعطه. وهو في ذلك لا يسمعه. فقال ابن مسعود: اللهم إني أسألك الرفيق الأعلى، والنصيب الأوفى من جنات النعيم، وأسألك الهدى والتقى والعفة والنهى، والبشرى عند انقطاع الدنيا، وأسألك إيمانًا لا يبيد وقرة عين لا تنفد، وفرحًا لا ينقطع، وتوفيق الحمد، ولباس التقوى، وزينة الإيمان، ومرافقة نبيك محمد ( في أعلى جنة الخلد. قال: فانطلق رجل فبشر». اتحاف الخيرة المهرة ومعنى نابذ: فارق، كأن النبي ( يلفت نظر ابن مسعود للانتباه والاستماع للتوجيهات النبوية الشريفة، وعن ابن مسعود أن رسول الله ( أتاه بين أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- وعبدالله يصلي فافتتح سورة النساء فسلخها فقال رسول الله («: من أحب أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. ثم قعد ثم سأل فجعل النبي ( يقول له: سل تعط سل تعط. وكان فيما سأله: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد ( في أعلى جنة الخلد. فأتاه عمر ليبشره فوجد أبابكر قد سبقه فقال: لئن فعلت لقد كنت سباقًا للخير» رواه أحمد بن حنبل وأبويعلى.
اللهم يا كريم يا حنان يا منان اجعلنا رفقاء النبي (في الجنة.