الجريدة اليومية الأولى في البحرين


كما أرى

وقفات رمضانية

تاريخ النشر : السبت ٢٨ يوليو ٢٠١٢

عبدالله المناعي



فقدان المعرفة
ليس من الطبيعي أن يفقد جيل كامل الموروثات الثقافية التابعة للجيل الذي سبقه بشكل شبه كلي ليخلق من البيئة المحيطة به ارثا ثقافيا جديدا.. ولكنه يبدو أن هذا هو ما يحصل في البحرين. فقد تابعت عددا من البرامج الاذاعية التي تبث خلال شهر رمضان والتي تدور حول مسابقات تتعلق بالأشياء الشعبية من أمثال وكلمات وعبارات وأدوات وغيرها من الارتباطات الشعبية. وخلال متابعتي لهذه البرامج اتضح لي أن الكثيرين لا يعرفون ما يعتبره الكثيرون في جيلي أشياء تتداول بشكل طبيعي وأمثالا تفهم بدون تكملة أو تفسير أو مناطق معروفة. فعلى سبيل المثال لم يفهم المتسابق أن «مشتان» تشير إلى الجزيرة وليست الكافتيريا ولم يستطع متسابقون آخرون تفسير أمثال شعبية بسيطة، وآخرون لم يستطيعوا أن يحددوا أسماء أكبر الشعراء المعروفين في البحرين بالرغم من تقديم الاختيارات لهم. يقول المثل من ليس له أول ليس له آخر، ومن لم يفهم تاريخ وطنه ما عرف وطنه يوما. يجب أن نعمل على توعية الشباب وغيرهم بأبسط المعلومات المعرفية عن الوطن والا خلقنا شعبا جاهلا لا يعرف أهمية وطنه وترابه وأرضه.
تكثيف حملة زيارة المجالس
من الواضح أن جمعيات المعارضة تكثف خلال رمضان زيارتها للمجالس. يريدون أن يقدموا ما لديهم من فكر خلال رمضان. وهذا حقهم بطبيعة الحال، ولا أعتقد أن هناك من يختلف عن التقاليد العربية ويشعرهم أنهم غير مرحب بهم في مجلسه. ولكن في المقابل أعتقد أنه من المهم أن يقدم كل انسان رأيه. فما دامت المعارضة تريد أن تستخدم المجالس كساحات نقاش فيجب أن يستغلها الجميع بدون حياء وهذا أمر صحي ومهم. فلربما يقتنع الجميع أن نبذ العنف ووقف الدعوة إلى التفرقة والطائفية والتحرر من قيود الرأي والفكر المفروضة على الكثير من قيادات المعارضة هي أساس الحل.
الإعلام الاجتماعي ورمضان
تعودنا على برامج رمضان المقدمة في التلفاز وأخرى تقدم في الاذاعة الا أن هذا العام طلت علينا برامج من نوع جديد تهدد بالاستحواذ على نصيب الأسد في المستقبل القريب وهي البرامج المقدمة على وسائل التواصل الاجتماعي. برامج مثل دقيقة دينية وبرامج أخرى فكاهية تعرض بشكل يومي على برامج التواصل الاجتماعي. وهذا النوع من البرامج التي يقدمها في الغالب هواة تنبئ بأن تنتقل مشاهدتنا من التلفاز إلى المحمول قريبا.