الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

19% فقط من كنوز أصحاب الثروات في العالم هي أصول مملوكة لأهداف مالية
باركليز: أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط هم الأكثر تحفيزاً على المستوى العالمي لاقتناء الكنوز لأهداف مالية

تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢



أفاد أحدث التقارير الصادرة عن بنك باركليز ضمن سلسلة تقارير ويلث انسايتس Wealth Insights أن 19% فقط من الكنوز الثمينة، والتي تضم الجواهر النفيسة والمقتنيات الفنية والأثاث القديم والسيارات الكلاسيكية والمعادن النفيسة، تقع بحوزة أصحاب الثروات لدوافع استثمارية. ومع ذلك، يكشف التقرير أن 41% من الكنوز الثمينة التي يمتلكها أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط قد تم اقتناؤها لدوافع مالية، الأمر الذي يضعهم في أعلى القائمة مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية (9%) وأوروبا (11%) وآسيا (34%).
ورغم الاهتمام المتزايد على المستوى العام بالمقتنيات والأسعار القياسية التي تطالعنا بها المزادات، فقد انتهى التقرير إلى أن المستثمرين أقرب بكثير إلى شراء أصول الثروات لأسباب عاطفية من كونها أسباباً مالية. وكشف التقرير، الذي ضم 2,000 فرد من أصحاب الثروات في مختلف أنحاء العالم، إن الثلث قد أكد امتلاك كنوز أكثر حالياً مما كان لديهم منذ خمس سنوات.
ويقدم التقرير الذي نشر اليوم (11 يونيو 2012) بعنوان: (الربح أم المتعة؟ الدوافع الماثلة وراء حيازة الكنوز) دراسة دقيقة لتوجهات الاستثمار في الكنوز بمختلف أنحاء العالم؛ كما يحلل الدوافع المالية والعاطفية لأصحاب الثروات لتملكها. ويركز التقرير على القيمة التي يوليها المقتنون الأثرياء لما بين أيديهم من كنوز، عدا الفائدة الاجتماعية الناتجة عن تراكمها. واستناداً إلى المعطيات العالمية، يمتلك أصحاب الثروات في المتوسط ما يقارب 10% من إجمالي صافي ثرواتهم في ما يعرف بالكنوز، غير أن هذه النسبة ترتفع إلى قرابة خُمس إجمالي أصول أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة (17%) والمملكة العربية السعودية (18%). أما بالنسبة إلى الأفراد في دول أخرى مثل البرازيل والصين وسنغافورة، فإن الكنوز تشكّل – في المتوسط – نحو سدس إجمالي ثروات أولئك الأفراد؛ فيما تقابل نسبة السدس نسبٌ أخرى في المملكة المتحدة (7%) وفي الهند (3%) وفي قطر (2%)، حيث تسجل هذه النوعية من الملكية مستويات أكثر تحفظاً.
وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لدى بنك باركليز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روري غيلبرت «يسلط هذا التقرير الضوء على وجود دوافع عاطفية ومالية لشراء الكنوز الثمينة، ولا بد أن يتغلب دافع على الآخر. وبالنظر إلى الصعوبات المرتبطة بالاحتفاظ بتلك الكنوز وتأمينها وبيعها، تقترح دراستنا أن الدوافع العاطفية هي التي تعود على صاحب الثروة بالعائد الأكبر؛ ذلك لأن هذا النوع من الثروة - إن حالف صاحب الثروة الحظ أو كان على دراية وافية بطبيعة الاستثمار - يعود على صاحبها بعائد مالي، لكن شراء الكنز لمجرد التعلق به من شأنه أن يعود دائماً على صاحب الثروة بإحساس من السعادة العاطفية».
اتجاهات اقتناء الكنوز
تفيد المعطيات العالمية بأن عددا من العوامل المختلفة يُعزى إليها التأثير في شعبية اقتناء الكنوز، وتتراوح تلك العوامل من عمر المستثمر إلى الاستقرار الاقتصادي الأوسع نطاقاً في منطقة المستثمر. وبالنظر إلى الشرق الأوسط، تعتبر المجوهرات النفيسة أشهر الكنوز في ممتلكات أصحاب الثروات بلا منازع وخاصة في دولة قطر (86%) والمملكة العربية السعودية (85%) ودولة الإمارات العربية المتحدة (79%).
إضافة لما سبق، شكّلت الفئة العمرية معياراً مهماً للاختلاف بين المشاركين في الاستطلاع على المستوى العالمي؛ ذلك بأن مقتنيات الأعمال الفنية والتحف أكثر شهرة في أوساط أصحاب الثروات من الفئات العمرية الأكبر، فيما تميل الأجيال الأصغر سناً إلى اقتناء السيارات والمعادن النفيسة والمجوهرات. وبصفة عامة، يميل الأفراد الأصغر سناً إلى توجيه حصة أكبر من إجمالي ثرواتهم إلى الكنوز - الأمر الذي يعزوه الخبراء في جانب منه إلى رغبة الشباب في انتهاج استراتيجيات استثمارية ذات معدلات أعلى من المخاطر.
وقال رئيس قسم السلوكيات المالية لدى بنك باركليز د. غريع ديفيز «في الوقت الذي تتباين أنواع الكنوز من بلد إلى آخر بشكل طفيف، نرى أن النمو في شعبية الكنز تتماشى مع توجه عام نحو البساطة والمعرفة والحيازة المادية في الاستثمار. وبما أن الكنوز تعتبر بديلاً لفئات الأصول التقليدية، يجب الاستثمار فيها بحذر بالغ نظراً إلى وجود العديد من المخاطر التي تتراوح من تكاليف التأمين والمحافظة على الكنز إلى الطبيعة الذاتية لأسواق تلك الكنوز».
دوافع اقتناء الكنوز
يكشف التقرير أن المتعة هي الدافع الأهم وراء اقتناء الكنوز، حيث أفاد قرابة الثلثين (62%) من الذين ضمهم الاستطلاع حول العالم وحوالي 75% من المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة أنهم يقومون بشراء الكنوز لهذا السبب. وفي المقابل، نجد أن 19% فقط من الكنوز التي يمتلكها أصحاب الثروات حول العالم هي لغاية مالية، بالرغم من أن الوضع في كل من قطر (50% من أصول الكنوز مملوكة لأسباب مالية) والمملكة العربية السعودية (40%)، يخالف التوجه العالمي إلى حد ما.
والجدير بالذكر أن الأسباب الاجتماعية والتراثية تشكل أهمية كبيرة في امتلاك الكنوز، ولاسيما في ظل إفادة أصحاب الثروات على المستوى العالمي بالرغبة في حماية أكثر من ثلث كنوزهم (37%) لصالح الأجيال القادمة كي يستمتعوا بها، فضلاً عن أن أكثر من ربع (26%) الذين يملكون الكنوز يستمتعون بتبادلها مع المعارف والأصدقاء.