الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الليوان الرمضاني للأطفال والناشئة
يجمع أطفال البحرين من جميع الطوائف

تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢



بهدف إحياء الموروثات الشعبية في المجتمع البحريني وتقديم معلومات وتنظيم برامج هادفة إلى فئة الأطفال والناشئة، افتتحت وزيرة التنمية الاجتماعية الدكتورة فاطمة البلوشي ركن «الليوان الرمضاني» بمجمع سيتي سنتر والذي يضم العديد من الانشطة للأطفال من مختلف الأعمار حيث يشتمل الليوان على برامج رسم وتلوين وعروض للدمى ورسم الحنة والتلوين على السيراميك، كما يقدم للأطفال مفاهيم الثقافة الشعبية عبر الألعاب الشعبية من أجل تأصيل الشخصية البحرينية وتذكير الأهالي بالألعاب الشعبية مثل الكيرم لتربية الاطفال على الالعاب القديمة حتى لا تتعرض للنسيان.
ويربط ركن الليوان الرمضاني بين الماضي والحاضر، وذلك من خلال اسم الزاوية المرتبط بلمّ الشمل العائلي وروح الأسرة الواحدة، وما يتطلب بالضرورة ذلك انعكاسه في برامج الزاوية عبر تقديم الفعاليات والأنشطة المميزة لفئة الأطفال والناشئة اللتين تمثلان لبنة أساسية في الأسرة البحرينية، ويقام الليوان بالتعاون مع القطاع الخاص، عبر مجمع سيتي سنتر وشركة الاتصالات «فيفا» لدعم أعمال الوزارة والأسرة البحرينية واستكمال لأنشطة الصيف التي يقوم بها نادي الأطفال والناشئة.
وقد لاقى الليوان اقبالا كبيرا من الاطفال وذويهم الذين حرصوا على اصطحاب اطفالهم بشكل يومي لاكتشاف مواهبهم في الرسم والتلوين ولاسعادهم برسم الحنة ولعب الكيرم وغيرها من الفعاليات، وكان لنا عدة لقاءات مع المسئولين عن الانشطة ومع اولياء امور الاطفال لمعرفة رأيهم في الليوان وإلى أي مدى استفاد اطفالهم وما هي متطلباتهم من وزارة التنمية في الفترة القادمة.
تقوم اختصاصي اول برامج تنمية الطفولة ايمان غياث بدور المنسق مع المسئولين في سيتى سنتر للبرامج المقدمة لفعاليات «ليوان رمضان»، فتابعت معهم عمل الديكور المطلوب للفعاليات التي قاموا بتنسيقها للاطفال، وتنقسم إلى عدة انشطة وهي مسرح العرائس بالتعاون مع مسرح الفراشة، وقسم الرسم والتلوين ويقوم بالإشراف عليهما الفنان طارق إسماعيل وأيضا يوجد ستوديو سيراميك للتلوين على قطع السيراميك، وقسم التغذية بالتعاون مع وزارة الصحة، وهناك ايضا نقش الحنة وركن الالعاب الشعبية البسيطة مثل الكيرم والدمينه، بالاضافة إلى المشاركة المتميزة للفنان التشكيلي عباس الموسوي حيث يعرض بعض لوحاته في الليوان الذي تم افتتاحه مع بداية الشهر الكريم.
وتشير غياث إلى ان الليوان افتتح رسميا يوم 4 رمضان وقد كان هناك اقبال كبير منذ اول يوم نظرا لان حركة الاقبال كبيرة على المجمع، ويشارك في الانشطة الاطفال من سن اربع سنوات اذ لا يوجد سن محدد للمشاركة، وخاصة ان الاقبال كبير على قسمي الرسم والتلوين على السيراميك، وسوف يستمر الليوان على مدار شهر رمضان.
القرقاعون
وتكمل ايمان قائلة سوف نحتفل يوم 31 بليلة القرقاعون وسوف تتوقف الأنشطة كى تعرض احد الفرق الشعبية بعض الاناشيد الشعبية التي تتحدث عن الجرجعون بالاضافة إلى رقصة الفريسة، وهناك ايضا مسابقات للاطفال ومسابقة لاجمل زي شعبى لان هذا اليوم سيحضر الاطفال بالذي الشعبى التراثي بناء عن اعلان مسبق، وسوف تقام المسابقات وتوزيع عليهم الجوائز والجرجعون.
أما الفنان عباس الموسوي فقد قدم حوالي احدى عشر لوحة فنية رسمت بالأبيض والأسود واللون الرمادي ومشتقاته ومنها 10 لوحات تعرض للمرة ألأولى وتعبر عن الأسواق الشعبية في الماضي وخاصة في شهر رمضان الكريم.
فيما تتحدث رئيس قسم الحضانات وتنمية الطفولة امل البوفلاسة، عن دورها في الليوان قائلة: اقوم بالتنسيق مع المسئولين في مجمع سيتي سنتر واختار البرامج ومنها مسرح الاطفال الذي نعرض من خلاله مسرحيتين هما «عالم الحيوان» وقد قمنا باختيار مجموعة من الحيوانات منها الزرافة والقرد والجمل والنعامة ويتحدث كل منهم عن صفاته ثم يقيمون حوارا مع الاطفال عن صفتهم السيئة والجيدة كنوع من تعليم الاطفال اتباع الاسلوب الايجابي في الحياة والابتعاد عن كل ما هو سلبي، ومسرحية «انانيون» تأخذ الطابع الشعبى وتحكى عن طفل اناني يتصف بالصفات السيئة ثم يبدأ اصلاح نفسه مبينا كيفية توجيه الطفل بشكل سليم لتحويل صفاته السيئة إلى جيدة.
فن الرسم
ويتحدث مدرس فنون بوزارة التنمية الاجتماعية قسم الطفولة طارق اسماعيل, يتحدث عن دورة في الليوان فيقول: ينحصر دوري في جعل الاطفال يشعرون بالسعادة اثناء الرسم، فانا اتابعهم وأوجههم وفي نفس الوقت اترك لهم مطلق الحرية في اختيار الاشكال التي يقومون بتلوينها واختيار الالوان التي يرغبون فيها، ويشارك معي اطفال من سن 3 سنوات إلى تسع سنوات ومن جميع الجنسيات فهناك خليجيون واسيويون ومن تركيا وغيرها من المقيمين في مملكة البحرين، وارى ان بعض الاسر متحمسون جدا لاحضار اطفالهم يوميا، ونحن بدورنا نشجع والاطفال الموهوبين عن طريق تقديم هدايا تذكارية بسيطة عبارة عن الوان ورسومات كي يستطيعون تنمية موهبتهم اثناء وجودهم في منازلهم، كما نوزع عليهم كوبونات للعبة البولينج أسهم بها مجمع سيتي سنتر لاضفاء المزيد من السعادة على الاطفال.
وهناك ايضا جانب الضيافة حيث يقوم عليه عبدالله حسن ويقول ينحصر دوري في تقديم الضيافة العربية من قهوة وحلوى، ويرى ان هناك اقبالا كبيرا من الاطفال واولياء امورهم من كل الجنسيات وخاصة ان ركن القهوة العربي يعرف الزوار على الضيافة الخليجية، حيث تعد من التراث البحريني الذي يتداوله الاجداد منذ القدم.
أما الحناية كريمة محمد فتعمل في هذه المهنة منذ سبعة عشر عاما، وترى ان هناك اقبالا كبيرا من الاطفال على الحنة، اذ تقوم برسم الحنة لحوالي من 30 إلى 40 طفلة في اليوم، وتشير إلى ان الاطفال سعداء جدا بالحنة ومنهم من يرسم يديه الاثنان والبعض يكتفي برسم يد واحدة، كما ان اولياء امورهم ايضا يرسمون الحنة لانها تراث وموروث شعبي.
السيراميك
وفي قسم السيراميك تجد الاطفال يلونون وهم في منتهى السعادة وتتحدث المسئولة عن هذا الركن مدير الاستديو منى النجار وتقول اقوم بتوجيه الاطفال إلى طريقة التلوين والفرق بين السيراميك والطين وغيرها من الفنون ولكننا اليوم نعلم الاطفال التلوين على السيراميك، ولدينا قطع تتراوح من دينارين إلى 8 دنانير يشمل الالوان وايضا وضعها في الفرن ثم يستلها الطفل بعد اربعة ايام لتظل لديه كذكرى عمل يديه، والأطفال من عمر اربع سنوات يستطيعون الرسم على السيراميك، والسيراميك يحتاج إلى الوان مخصوصة نحضرها من بريطانيا وهي تحتفظ بنفسها بعد ان تدخل الفرن ولا تصلح سوى للسيراميك والطين، وارى ان الاقبال كبير وهناك البعض يأتون بشكل يومي وخاصة بالنسبة إلى المواطنين والمقيمين اما الزوار فهم يحرصون على الحصول على القطع كتذكار ثم يسافرون وقد يعودون في الاجازة الاسبوعية، ولدينا بعض القطع الرمضانية على شكل الدلة والنجوم والهلال وقطع على شكل ضفدع وعرائس وغيرها من الاشكال التي يفضلها الاطفال، وسوف نستمر إلى نهاية شهر رمضان منذ الحادية عشر صباحا إلى الثانية ظهرا وبعد الافطار من التاسعة إلى الثانية عشر ليلا.
أولياء الأمور
واثناء تجولنا في الليوان لفت نظرنا طفل صغير لم يتعد العامين من عمره يلعب كيرم مع جده الذي عرفنا على نفسه قائلا، اسمي محمود علي وقد جئت اليوم إلى سيتي سنتر مع ابنتي وحفيدي وأحاول تعليمه لعبة الكيرم لأنها احد الالعاب والموروثات الشعبية، وهو بالطبع هو لا يعرف اللعب بالشكل الصحيح ولكني احرص على ان اقوم بتوجيهه لممارسة الالعاب التي تبعد عن الكمبيوتر وخاصة ان الالعاب الشعبية تنطبع في ذهن الاطفال منذ الصغر حتى لا تنقرض وتبقى دائما في الاذهان.