عربية ودولية
المفاوضات حول تجارة الأسلحة في الأمم المتحدة تنتهي بلا توافق
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
نيويورك - (ا ف ب) انتهت المفاوضات في الامم المتحدة لإعداد أول معاهدة دولية حول تجارة الأسلحة التقليدية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بدون التوصل إلى توافق في نيويورك حيث حمل دبلوماسيون الولايات المتحدة مسؤولية الفشل. وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة انه يشعر «بخيبة أمل» لان الدول الأعضاء أخفقت في التوصل إلى اتفاق بعد أعمال تحضيرية استمرت سنوات وأربعة أسابيع من المفاوضات. وبعدما وصف لك بانه «تراجع»، دعا إلى التزام «ثابت» للتوصل إلى معاهدة «متينة» حول تجارة الأسلحة، مشيرا إلى ان الدول اتفقت على مواصلة المفاوضات.
وأضاف أن «هناك ارضية مشتركة واسعة ودولا يمكن ان تبني على العمل الشاق الذي انجز في هذه المفاوضات». وصرح دبلوماسيون ان واشنطن رفضت التصويت على النص المقترح مؤكدة انها تحتاج إلى بعض الوقت قبل انتهاء المهلة المحددة منتصف ليل الجمعة السبت، وتخشى رفضه من قبل الكونجرس. وحذت روسيا ودول أخرى حذوها.
وتمثل الولايات المتحدة نحو أربعين في المائة من التجارة العالمية للأسلحة التي تقدر بسبعين مليار دولار سنويا. وقال دبلوماسي غربي طالبا عدم كشف هويته ان «الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية فشلنا».
وأضاف أن الولايات المتحدة «حرفت العملية عن مسارها وينبغي انتظار الانتخابات الرئاسية الامريكية» في نوفمبر للخروج من المأزق. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند قالت في بيان ليل الجمعة السبت ان الولايات المتحدة تدعم اجراء جولة جديدة من المفاوضات حول المعاهدة العام المقبل، تجرى على أساس توافقي.
وأضافت ان تهريب الأسلحة التقليدية يشكل مصدر قلق كبير للأمن القومي في الولايات المتحدة لكن واشنطن لا تدعم فكرة إجراء تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على هذا النص. وتابعت الناطقة الامريكية «كنا نأمل في انهاء هذا الشهر من المفاوضات باتفاقية لكن طلب مزيد من الوقت امر منطقي لقضية على هذا القدر من التعقيد والحساسية». ورأت ان «هذا النص يعكس تقدما ايجابيا واضحا لكنه يحتاج إلى مزيد من المراجعة والتحرير». ولم تذكر نولاند اي تفاصيل اضافية.
وصرح رئيس المؤتمر الارجنتيني روبرتو جارسيا موريتان ان بعض الدول اعترضت على المسودة النهائية للنص. وستقرر الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستعقد اجتماعها السنوي في نهاية سبتمبر ما اذا كانت مفاوضات جديدة ستجرى ومتى. وقال إن «النص الذي طرحته كان مشروع معاهدة، وهو لم يرق لبعض الدول لكن الغالبية الكبرى وافقت عليه». وردا على سؤال عما سيحصل لاحقا، أوضح موريتان ان احد الاحتمالات هو «الطلب من الجمعية العامة (للامم المتحدة) ان تتخذ قرارا» في شان اجراء مفاوضات جديدة وموعدها.
ووقعت تسعون دولة بينها دول الاتحاد الاوروبي وامريكا اللاتينية وجزر الكاريبي وإفريقيا بيانا يؤكد انها تشعر «بخيبة آمل»، لكنها «مصممة على التوصل قريبا إلى معاهدة حول تجارة الأسلحة». وكان يفترض ان تتوصل الدول الـ193 المشاركة في المفاوضات إلى اتفاق قبل منتصف ليل الجمعة السبت بتوقيت نيويورك على القواعد المنظمة لسوق الأسلحة التقليدية.
وقال موريتان «كنا نعرف ان الامر سيكون صعبا»، وتوقع ان يتم التوصل إلى المعاهدة «قريبا». ووصف كبير المفاوضين الفرنسيين السفير جان هوغ سيمون ميشال هذا الفشل بانه «أسوأ سيناريو ممكن» لانه يفتقر إلى افق واضح. وقال لفرانس برس «الخطر ان نبدأ مجددا من الصفر» حين يستأنف التفاوض، لافتا إلى ان «الحصيلة تثير الاحباط والكرة باتت في ملعب الجمعية العامة». بدوره، قال سكوت ستيدجان مسؤول منظمة اوكسفام أمريكا «اليوم لم تنتهز الولايات المتحدة فرصة ذهبية: معاهدة دولية كانت ستعزز سمعتها كقوة قيادية في مجال حقوق الإنسان». ورأى ستيدجان ان الرئيس باراك اوباما «يفتقد إلى الشجاعة السياسية».
من جهته، قال داريل كيمبال المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة ان الامر «يتعلق بغياب الارادة السياسية لدى اوباما في انتهاز فرصة تاريخية لخفض تأثير التجارة غير المشروعة للأسلحة».