مصارحات
بين خفافيش الظلام وخفافيش السياسة!
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
جمعية الوفاق ورؤوسها أطلقوا حملة "خفافيش الظلام" على مواقعهم في تويتر، والمعني بذلك الوصف هم "مرتزقة" وزارة الدّاخلية، كما يصفونهم على مواقعهم!!
الوفاق وفي استخفاف بعقول النّاس، اتّهمت "خفافيش الظلام" بأنّها سرقت 10 ملايين دينار من خلال سطوها على منازل المواطنين، وهنا يكتشف الكذب بأنواعه وأشكاله، فالفقر والمظلومية كانت سلاح، واليوم توزيع الاتهامات المبالغ فيها بالسرقة سلاح آخر، يستخدمون تلك الأسلحة متى شاءوا، وعليك أن تجد الفروق العشرة؟
هي لم تكتف بشنّ تلك الحملة فقط، وإنّما أرفقت معها مجموعة فيديوهات، تعرض مجموعة من رجال الشّرطة وهم يهاجمون بعض المنازل يحطّمون أبوابها ويعتقلون بعض الشباب منها، أشرطة تعرض النتيجة ولا تعرض السّبب.
بالتأكيد أنا شخصيّاً أتفق مع الوفاق في استخدامهم لوصف "خفافيش الظلام"، فهو أبلغ وصف يمكن أن نطلقه وتتبنّاه الدّولة عن بكرة أبيها، لكن هناك جزئية صغيرة يجب فهمها بالصّورة الصحيحة.
"خفافيش الظلام" ليسوا رجال الأمن يا وفاق، ولكنّهم أشباه الرّجال الذين تعوّدوا على زيارة السفارة الأمريكية والإيرانية آناء الليل وأطراف النّهار، يتآمرون على وطنهم!
"خفافيش الظلام" هم من يقطعون الشّرق والغرب على أرقى رحلات الطيران، ويسكنون أرقى الفنادق، والهدف هو تشويه الوطن وتحريض دول العالم ضدّه!
"خفافيش الظلام" ليسوا رجال الأمن، ولكنّهم أشباه الرّجال، الذين يحرّضون الصبية الصّغار على الخروج في الظلام الدّامس، يحرقون الشوارع ويرمون سيارات المواطنين ورجال الأمن بالمولوتوفات الحارقة، يغطّون وجوههم، ولا يرقبون في أشقّاء الوطن إلاّ ولا ذمة.
"خفافيش الظلام" ليسوا رجال الأمن، ولكنّهم أشباه الرّجال الذين تسبّبوا في أكبر فتنة تعصف بالبحرين في تاريخها القديم والحديث، ومازالوا يحلمون بمشروعهم الفاشل، على أنقاض الوطن، وعلى أنقاض وحدة أبنائه، وعلى أنقاض اقتصاده، الذين يسعون ليل نهار لطعنه في قلبه!
صدرت أخطاء من رجال الأمن، ونتمنّى محاسبتهم عليها، ولكن لا تنسوا يا خفافيش السياسة أنّ ذهابهم الى تلك البيوت والقبض على أولئك الشباب كان بسببكم، حيث كانوا ومازالوا يهدّدون حياة الناس في الشوارع ويريدون حرق الوطن بمن فيه، وأنتم كالخفافيش تصفقّون لهم في تويتر، وتبرّرون صنيعهم، حتى أفسدتم أجيالا وأجيالا، تغذّت على الحقد والكراهية والطائفية بسببكم أنتم.
السؤال الأخير أوجّهه الى وزارة الدّاخلية، إذ كيف تسمح بإهانة منتسبيها بألفاظ مثل "مرتزقة" و"خفافيش الظلام" ولا تحرّك ساكنا!
آخر السّطر: أجمل ما ينطبق على الوفاق، المثل العربي: "رمتني بدائها وانسلّت".
برودكاست: لا يمكن أن يقبل أي مواطن منصف أن يتم اعتقال أيّ شخص من غير توجيه أي اتهام رسمي إليه.
اعتقال محمد الزياني من دون الإعلان عن تهمته، أمر خطير ولا يمكن القبول به، سواء اتفقنا مع الشّخص أو اختلفنا معه.
ميزان الحريّات مقلوب في البلد، حيث البعض يشتم من يريد في الصحف والتلفاز ثمّ يكرّم وتُرسل له الورود، بينما غيره يقول ما يراه ويعتقده ويزجّ به في السّجن حتى من دون أن يعرف النّاس ما السّبب!!