نقرأ معا
عدد جديد من مجلة "الطفولة":
دور منظمات المجتمع المدني في الوقاية
من الإعاقة بدول مجلس التعاون
تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
صدر عدد جديد من مجلة "الطفولة" التي تصدرها الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، والتي يرأس تحريرها الدكتور فؤاد شهاب.
العدد الجديد مخصص بالكامل لمناقشة قضية "دور هيئات ومنظمات المجتمع المدني في الوقاية من الاعاقة بدول مجلس التعاون".
يتصدر العدد كلمة للدكتور حسن عبدالله فخرو رئيس مجلس الادارة، جاء فيها:
"يسعدني وبكثير من الاعتزاز ان افتتح العدد الحادي عشر من مجلة "الطفولة" التي تنمو وتستمر عاما بعد عام بخطوات ثابتة، وانطلاقا من اهتمام الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة بقضايا الطفل العربي خاصة والطفولة بشكل عام، فان الجمعية تطمح إلى اتاحة الفرصة لقراء المجلة للاستفادة من رؤى الخبراء والباحثين العرب الفكرية وتحليلاتهم حول مواضيع وبحوث المجلة التي جاءت تحت عنوان "دور هيئات ومنظمات المجتمع المدني في الوقاية من الاعاقة بدول مجلس التعاون الخليجي"، واحتوت عددا مرموقا من الابحاث المتخصصة في هذا المجال لتقدم خدمة جليلة لقضية الطفولة عندنا ولتحقيق الكثير من الاهداف التي أسست من اجلها الجمعية وتعنى بهذه القضية بالذات، وتسعى اليها دوما، ومن اهم هذه الاهداف هو العمل على تغيير نظرة المجتمع للإعاقة وتغيير نظرة المعاق لنفسه من خلال ادراج قضية الاعاقة على سلم اولويات الحكومات العربية وتوفير الاعتمادات اللازمة لها، وتأمين وصول الخدمات الصحية والرعائية والتأهيلية إلى الاطفال المعاقين حيثما كانوا ومنح تسهيلات واعفاءات جمركية للأجهزة والمعينات اللازمة لتسهيل حياة المعاقين ودمجهم في المجتمع، اضافة إلى انشاء وتفعيل دور اللجان او المجالس او الهيئات العليا للتأهيل، المعنية بوضع السياسات والخطط والبرامج الوطنية للنهوض بأحوال الاشخاص المعاقين وتأمين الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في برامج تدريب وتأهيل المعاقين.
كما يهدف المؤتمر إلى دعم اسرة المعاق ماديا ومعنويا وتزويدها بالمعلومات والتقنيات الحديثة اللازمة لذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير مهارات وقدرات العاملين مع الاشخاص المعاقين في مجالات التأهيل التربوي والاجتماعي والنفسي والطبي والمهني باعطائهم دورات خاصة من ناحية، والقيام بتكليف المتخصصين والهيئات المعنية بعمل ابحاث علمية حول مواجهة الاعاقة وعلاجها إن أمكن".
وجاء في كلمة الدكتور فؤاد شهاب:
"اننا ونحن نعالج مسألة تعزيز سبل دور ذوي الاعاقة في المجتمع نجد انفسنا امام سبيل واحد لا غير، هو التربية الدامجة، التي تبنتها منظمات الأمم المتحدة كافة ولاسيما منظمة اليونسكو في اعلان جومتين عام 1990، والاعلان العالمي للتعليم للجميع 1994، واخيرا قرارات المؤتمر الدولي ونتائجه برعاية اليونسكو المنعقد عام 2000 في داكار بالسنغال التي توصلت إلى ان التعليم حق اساسي ومنقذ للحياة. وعلى كل دولة ان تتكفل بتوفير الدعم المجاني لكل طفل ينهي المرحلة الابتدائية بنهاية .2015
ولكن: ما هي التربية الدامجة؟ انها تقديم التعليم العادي في الفصول نفسها التي للأطفال العاديين إلى الاطفال ذوي الاعاقة، من دون عزلهم في دور التربية الخاصة، او في فصول خاصة بهم في المدارس العادية كما يحدث الآن في معظم بلاد العالم باستثناء الدول التي عممت نظام التربية الدامجة وهي الولايات المتحدة واليابان وكندا والمملكة المتحدة، والآن دول الاتحاد الاوروبي. وقد ادت تجارب هذه الدول إلى انقاذ ذوي الاعاقة من التمييز والتهميش والاقصاء. وقد برهن ذلك على ان التربية الدامجة تنجز احد اسمى حقوق الانسان، فضلا عن نتائج باهرة في تحقيق عائد هائل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والنفسي، اذ أدت إلى تنمية الرأسمال البشري خلال اغلى وأثمن استثمار، اقصد الاستثمار في البشر، وتحويل التراكم الكمي بهذا الرأسمال إلى تفعيل كيفي يضم ذوي الاعاقة إلى القوة المبدعة والمنتجة في المجتمع، وفي بيان لليونسكو عام 2005 وصفت المنظمة عملية الدمج "بأنها مدخل دينامي للاستجابة ايجابيا لاختلاف التلاميذ وتنوع امكاناتهم وقدراتهم وحاجاتهم، والنظر إلى الفروق الفردية بينهم ليس باعتبارها مشكلات تعليمية، وانما باعتبارها فرصا لاثراء التعليم وتفعيله.
ولما كنا اليوم بإزاء اجماع عولمي بين كل المنظمات العالمية والمعاهد الاكاديمية ورجال السياسة والاقتصاد والاجتماع على ان تقدم الدول المتخلفة، ومحافظة الدول المتقدمة على المستويات التي وصلت اليها ولاسيما المستوى التنافسي يتوقفان على التعليم. فقد انصرفت الدول عن عمل الابحاث المستمرة لتحسين التعليم، ومن المدهش اكتشاف التربية الدامجة لذوي الاعاقة في التعليم العام العادي قد ادى إلى قفزة كيفية في تحسن التعليم بعامة وزيادة كفاءته لجميع الاطفال، كأنها كانت التميمة السحرية التي كان يحتاج اليها التعليم لكي يتقدم ويتخلص من سلبياته. فقد قادت إلى التنبه للفروق الفردية بين التلاميذ وكيفية التعامل معها مما ادى بدوره إلى التعرف إلى ملكات عند الاطفال كانت مهملة، حتى صار التعامل مع كل الطلاب على انهم مبدعون مبتكرون".
العدد يضم عددا كبيرا من الموضوعات التي تناقش القضية من بينها الاعاقة بين عناية الاسرة واهمال المجتمع - الكشف والتدخل المبكر للأطفال التوحديين - دور وسائل الاعلام في الوقاية من الاعاقة - الانسان المعاق - نظرة مختلفة لحياة مختلفة - دور الآباء والمعلمين في الحد من الاعاقة وغيرها من الموضوعات.