الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

قطاع الزراعة يسجل تراجعا بعد جني الأرباح
ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة يدعم الغاز الطبيعي

تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢



جاء رد رئيس المصرف الأوروبي المركزي، ماريو دراغي، على استمرار النظرة المتراجعة لأوروبا وارتفاع كلف الإقراض لبعض الدول في منطقة اليورو بالقول ان المصرف الأوروبي المركزي كان «مستعدا للقيام بكل ما يتطلبه الأمر».
وجاء هذا الرد مشابها لخطاب جاكسون هول الذي حاز الآن شهرة واسعة والذي ألقاه رئيس الفيدرالي الأمريكي سنة 2010 عندما أشار إلى طرح التسهيل الكمي في وقت متأخر من هذا العام.
وأخذت السوق تعليق دراغي كإشارة على أن المصرف الأوروبي المركزي سيتدخل لشراء السندات السيادية التي أصدرتها اسبانيا وإيطاليا، حيث شهدت هاتان الدولتان وصول كلف الإقراض إلى مستويات قد يصبح عندها تقديم كفالات أمرا ضروريا.


وقفز اليورو من أدنى مستوى له منذ سنتين وساعد ضعف الدولار السلع على الارتفاع أيضا. ومع ذلك، فإن تحول هذا الانتعاش في ظل وجود مخاطر في أسواق العملات إلى انتعاش آخر لن يدوم إلا فترة قصيرة نسبيا يظل احتمالا قائما بقوة بالنظر إلى الانقسام الحالي بين الشمال والجنوب الذي تشهده أوروبا فيما يتعلق بما يمكن وما سيتم القيام به للإبقاء على اليورو في حالته الراهنة.
جاء ذلك في تقرير صادر عن ساسكو بنك، أشير خلاله إلى أن أداء قطاع الزراعة اتسم خلال التغيير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة بالضعف وخاصة خلال الأسبوع الأخير في ظل الخسائر التي تكبدتها الحبوب والقطاعات الفرعية تجاوزت أربعة بالمائة على خلفية جني الأرباح الذي جاء بعد الانتعاش المفاجئ الذي وقع مؤخرا.
وقال التقرير «لاتزال جهة توقع الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة ترى فرصة هطول الأمطار لتصل إلى أجزاء من البلد أصابها الجفاف ولكن المخاطرة - وخاصة بالنسبة للذرة - هي أن الأوان قد فات تقريبا».
أما بالنسبة إلى أداء المعادن الثمينة فقد كان الأفضل بعد أن حصل على المساعدة من ضعف أداء الدولار، في حين احتل الذهب مركز الصدارة بعد تخطيه مستويات المقاومة السابقة عند 1.610 دولارات أمريكية.
الذهب يبحث عن الوهج
من جانب آخر، أشار التقرير إلى أن المعدن الأصفر اتخذ خطوة أولية بسيطة سعيا منه لكسر نطاق التداول الضيق نسبيا الذي كان سائدا عدة أشهر وذلك خلال الأسبوع الحالي، مستندا إلى القوة في مواجهة عملات أخرى بخلاف الدولار، ليس أقلها اليورو متحدا مع إشارات بفائدة الأماكن الآمنة المتجددة، تمكن الذهب من كسر الحواجز وتخطي المقاومة السابقة عند 1.610.
وقال «سواء أكان هذا كافيا لتحريك الذهب لمزيد من الارتفاع في هذه المرحلة أم لا، فإن الكثيرين لايزالون ينظرون إلى الضعف الذي يعانيه الدولار حاليا على أنه حالة مؤقتة، وحالما يتم شطب ثقل المضاربة المفرط للمراكز الطويلة الأمد ستجعل التيارات المعاكسة المتولدة من تعافي الدولار وعودته إلى قوته تحقيق مزيد من التقدم أمرا صعبا».
ولاتزال صناديق التحوط والمستثمرون الكبار الآخرون يشكلون نسبة ضئيلة نسبيا من الممتلكات الطويلة الأمد في حين أن المستثمرين في المنتجات المتداولة في البورصة خفضوا ممتلكاتهم التي بلغت سجلا قياسيا وصل إلى 2.413 طنا متريا إلى 2.396 طنا متريا حاليا. إن تهديد موديز، أكبر وكالة تصنيف ائتماني، يمكن أن يؤدي إلى خفض تصنيف الاقتصادات الأوروبية الرئيسية وهو ما سيدعم الذهب في ظل وجود استثمارات جيدة متراجعة بشكل متزايد أمام المستثمرين العالميين الذين يتطلعون إلى مكان آمن للاحتفاظ بأموالهم النقدية فيه.
وقال التقرير «في حين أن كل هذه الأحداث تقدم مستوى معينا من الدعم للذهب، يبقى المحرك الرئيسي للارتفاع هو بروز حراك في السوق، شيء لم يسبق أن رأيناه أشهرا عديدة، سواء تطلب هذا الأمر انكسارا فوق مستوى الارتفاع الذي وصل إليه في يونيو عند 1.641 أو متوسط الحركة على مدار 200 يوم عند 1.655 يبقى مسألة يجب علينا انتظارها لمعرفة ما سيحصل، ولكن الذهب لايزال الآن يجاهد لحدوث ذلك شريطة ثبات 1.600 في مواجهة أي محاولات بيع بأسعار منخفضة».
أسواق النفط
وقال التقرير «يبدو أن الانتعاش الكبير الذي شهدته أسواق النفط – التي حدثت في أواخر يونيو مدفوعة بالمخاوف الجيوسياسية بشأن سوريا وإيران ومؤخرا العراق، مصحوبة بفقد المخزونات بسبب الإضراب الذي تشهده النرويج في قطاع النفط – قد فقد وهجه في ظل استمرار تراجع الميل نحو الاقتصاد الكلي».
أثبتت العقوبات المفروضة على إيران أنها ذات فعالية كبيرة حتى الآن حيث تراجعت صادرات هذا البلد الذي يملك طموحات نووية إلى الحد الذي بدأ يعاني بسببها بعد أن تم شطب كمية تعادل ما تمت خسارته خلال الصراع في ليبيا عام 2011.
وأضاف أن «التوترات المتصاعدة التي تشهدها سوريا وإشارات القلق من امتدادها إلى العراق سبب التوتر في أسواق النفط، وقد ترك هذا بمجمله سوق النفط العالمي يعاني نقصا في المخزونات في وقت يشتد في الطلب في هذه الفترة التي عادة ما تشهد ارتفاعا في الطلب، وهو ما ساعد سعر خام برنت، وهو المرجع العالمي لأكثر من 50 في المائة من المعاملات الفعلية، على استرداد تقريبا نصف عمليات البيع بسعر رخيص خلال الفترة من مارس إلى يونيو».
لقد حصل هذا الانتعاش بالنسبة لخام برنت على الدعم الرئيسي في ظل الحرج الذي سببه انخفاض الإنتاج النرويجي والتوترات الجيوسياسية التي أثرت بشكلها الأكبر في خام برنت.
إن توزع العقود المستقبلية التي يحين أوان استحقاقها قريبا ما بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت كان له نتيجة تمثلت في اتساع الفرق بينهما بخمسة دولارات منذ وصول أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 21 يونيو.
بعد الانتعاش الكبير منذ أواسط يونيو استقر خام برنت عند نطاق التداول 102 إلى 108 في ظل محاولته معرفة إلى ماذا يستند. إن التوترات الجيوسياسية فرصة لتطبيق الإجراءات الكمية المتجددة في أوروبا واحتمالية تقديم الولايات المتحدة الدعم للسوق على الرغم من ضعف الظروف الاقتصادية الشاملة على مستوى العديد من مختلف الاقتصادات.
وقال التقرير «شهدت البيانات الاقتصادية الواردة من الصين بعض التحسن مؤخرا ولكن وفي نفس الوقت انخفضت واردات النفط في يونيو بنسبة 12 في المائة عن مايو، وهو ما قد يشير إلى أن الاندفاع لملء الاحتياطيات التجارية والاستراتيجية قد بدأ بالتباطؤ مع امتلاء المخزونات».
وأضاف أن «بناء مرافق التخزين الاستراتيجي وملأها كانا أحد التطلعات التي تسعى إليها الصين لتجعل عمليات البيع بتواريخ ثابتة وأسعار ثابتة تقترب من 90 يوما وهو ما تتمتع به دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بصورة عامة».
وأردف أن «المستثمرين المضاربين الذين تأثروا بشكل كبير بهبوط الأسعار في يونيو بالنسبة لعمليات الامتلاك الطويلة الأمد بدأوا وبشكل بطيء بإعادة بناء انكشاف طويل الأمد بعد عمليات الخفض الحاد في عمليات الامتلاك الطويلة الأمد في خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت، وهو ما قد يشير إلى بعض التردد في الإصرار على موقفهم في هذه المرحلة، في ظل عدم وجود مبررات لارتفاع الأسعار عن مستوياتها الحالية وفي ظل وجوب احتواء الدعم للوصول إلى 100 دولار أي عمليات بيع بأسعار مخفضة إلى أن تتمكن السوق من التعرف على أين تكمن المخاطرة الكبرى في تراجع الطلب من النشاط الاقتصادي البطيء أم المخاطرة التي تتعرض لها التوريدات».
إلى متى تدعم الحرارة الغاز؟
وقال التقرير إجابة عن هذا السؤال «لقد تغيرت القوى المحركة لسوق الغاز الأمريكية خلال الشهرين الأخيرين في ظل تذبذب درجات الحرارة في كل أرجاء البلاد وهو ما ساعد على خفض الثقل المفرط للغاز الطبيعي الموجود في مرافق التخزين تحت الأرض».
وكما يظهر الرسم البياني فقد تراجع فائض المخزون الحالي خلال متوسط السنوات الخمس من 60 في المائة في مارس إلى 16 بالمائة فقط اليوم. وزاد الطلب على الغاز بما يكفي لدفع انتشار العقود المستقبلية في أغسطس/سبتمبر 2012 إلى سوق مقلوب (أسعار أغسطس أعلى من سبتمبر) وهذه حادثة غير اعتيادية نسبيا في هذا الوقت من السنة ولكنها تعكس أيضا حقيقة ارتفاع الطلب بصورة عامة على الغاز في ظل ما شهدته الأسعار المتدنية خلال الأشهر الأولى من 2012 من حلول مولدات الطاقة محل الغاز.
وتقع ذروة الطلب المرتبطة بفصل الصيف خلال الأسبوعين المقبلين ومع بدء التباطؤ في الطلب والحاجة لانتظار عدة شهور قبل أن يبدأ الطلب على التدفئة في فصل الصيف بتخطي عمليات الضخ، لاتزال مستويات التخزين ترتفع لتتخطى الرقم القياسي المسجل 3.852 مليارات قدم مكعب في نوفمبر 2011، وعلى هذا الأساس فإن تحقيق مزيد من التقدم يتخطى بكثير 3 دولارات أمريكية سيواجه بعض المقاومة.
المحاصيل الأمريكية
وقال التقرير «استسلم سعر المحاصيل الأمريكية الرئيسية لبعض عمليات البيع هذا الأسبوع بعد واحدة من أكبر حالات الانتعاش التي شهدتها، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار فول الصويا والذرة مسجلة مستويات قياسية جديدة مدفوعة بتوقعات المتنبئين بالأرصاد الجوية احتمالية هطول بعض الأمطار في بعض المناطق التي أصابها الجفاف في الوسط الغربي من الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى بعض الارتياح المؤقت وتسبب ببعض عمليات البيع التي قام بها مدير المال الذين شهدت الأسواق تزاحما فيما بينهم للانكشاف على المدى البعيد في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار».
ومع ذلك يتوقع أن يستمر الجفاف وارتفاع درجات الحرارة خلال الأسبوع القادم. وفي حين أن محاصيل الذرة في العديد من المناطق تخطت إمكانية إصلاحها، لايزال فول الصويا قادرا على الاستفادة من هطول الأمطار، وهو ما يساعد على تفسير سبب كون أداء الذرة أفضل نسبيا خلال التوقف الذي حدث مؤخرا كما يوضح الرسم البياني التالي.