الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية

معارك عنيفة في حلب والمجلس الوطني يدعو مجلس الأمن إلى وقف «المجازر»

تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢



حلب - الوكالات: شهدت احياء عدة في مدينة حلب امس الاحد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تشن منذ السبت هجوما لاستعادة السيطرة على المدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي حين دعت المعارضة السورية مجلس الامن إلى عقد جلسة طارئة لوقف «المجازر» بحق السوريين في حلب ودمشق وحمص، كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم يؤكد من طهران ان النظام سيقضي على معارضيه المسلحين في حلب ويشير إلى «التطابق التام» في رؤية القيادتين في دمشق وطهران لما يجري في سوريا. وسقط امس الاحد 48 قتيلا في مجمل انحاء سوريا هم 17 مدنيا و12 مقاتلا و19 جنديا نظاميا. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «الهجوم الشامل على مدينة حلب يتواصل»، لافتا إلى ان الاشتباكات تأخذ طابع «حرب شوارع شاملة».
واوضح ان «ليس كل التعزيزات العسكرية التي استقدمها النظام إلى حلب تشارك في المعركة»، مشيرا إلى ان «جزءا كبيرا مهمته فرض حصار على المدينة بهدف عزل الاحياء التي يسيطر عليها الثوار عن مناطق ريف حلب» حيث معاقل المقاتلين المتمردين. وأضاف أن «الاشتباكات العنيفة تتواصل في حي صلاح الدين حيث تستخدم القوات النظامية المروحيات في قصف المنطقة»، بالاضافة إلى «مدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي».
ولفت إلى وصول المعارك إلى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث «يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد» الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، موضحا ان احياء السكري والفردوس وجسر الحاج تشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.
من ناحيتها، اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة»، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني السوري احد اكبر فصائل المعارضة في الخارج امس الاحد إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن من اجل منع حصول «مجازر» بحق المدنيين اتهم النظام السوري بالتخطيط لها في حلب ودمشق وحمص.
وحذر المجلس في «نداء عاجل» إلى المجتمع الدولي «من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة»، داعيا مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة «لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية».
كما حث «الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من اجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح». واضاف انه «يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وباقي المدن المحاصرة والمستهدفة».
واصدر الناطق الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين في سوريا زهير سالم بيانا جاء فيه «نداؤنا إلى الضمير الانساني امنعوا المجزرة في حلب قبل ان تصبح خبرا». معتبرا ان «المجتمع الدولي المتمادي في صمته العملي والمكتفي بالتحذير والتنديد شريكا فيما يقع على الشعب السوري على مدى عام ونصف من قتل وانتهاك».
واعربت دول غربية ابرزها الولايات المتحدة بالاضافة إلى روسيا عن قلقها مما يجري في مدينة حلب.
من ناحيته دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي الغرب إلى انشاء «منطقة حظر جوي» في سوريا، مشددا على ان مدينة حلب ستكون «مقبرة لدبابات» الجيش النظامي. وقال العكيدي «نقول للغرب اصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة إلى منطقة عازلة بل نحتاج إلى منطقة حظر جوي فقط ونحن قادرون على اسقاط هذا النظام».
وتطرق إلى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان «اي حارة او اي حي ستدخل الدبابات اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات».
واعلن المرصد امس الاحد ان نحو نصف العشرين الف الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في هذا البلد ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل اكثر من 16 شهرا قضوا خلال الاربعة اشهر الاخيرة.
ونقلت وكالة الانباء السورية ان اشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة دارت امس الاحد في مناطق عدة في ريف ادلب قرب الحدود التركية.
وقالت الوكالة ان قوات الامن لاحقت «مجموعات ارهابية مسلحة في قرى ومزارع بلين وبيلون وكفر روما بريف ادلب والحقت بها خسائر كبيرة». واشار المصدر «الى تدمير سيارات للارهابيين مزودة برشاشات ومصادرة اسلحتهم».
الى طهران، وصل امس الاحد وزير الخارجية السوري الذي تعاني بلاده من عزلة دولية كبيرة، للقاء عدد من المسؤولين الايرانيين وعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي، اعتبر فيه ان «كافة القوى المعادية لسوريا تجمعت في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك»، مضيفا ان «الشعب السوري يقاتل إلى جانب الجيش» ضد المسلحين المعارضين.
من جانبه، أكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار مساء السبت في اول ظهور له على التلفزيون السوري بعد اصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الامن القومي في دمشق في 18 يوليو الجاري واودى بحياة اربعة من كبار اركان النظام ان «جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا».