الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الاسلامي

أخلاق منجية:
الشرف جالب المحبة وحاجب القبيح

تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢



الشرف خلق عظيم يعتز به الشريف ويتوق إليه كل عاقل، قال الكفوي في الكليات: الشرف محركة: العلو والمكان العالي وشرفه كنصره: غلبه شرفا أو طاله في الحسب.
والفرق بين العزة والشرف: أن العزة تتضمن معنى الغلبة والامتناع اما الشرف فهو كرم النسب فقيل للقرشي شريف وكل من له نسب مذكور عند العرب شريف، ولهذا لا يقال لله تعالى شريف كما يقال له عزيز.
والفرق بين الشرف والمجد: أن المجد لا يكون إلا بالإباء وعلو النسب والشرف يكون بذلك وبغيره.
وفي معاني الشرف في القرآن الكريم قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات (13).
وقال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" الاسراء (70).
وقال صلى الله عليه وسلم: (أما بعد فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) رواه البخاري.
وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
وعن سهيل بن سعد الساعدي ؟ رضي الله عنه ؟ أنه قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس: (ما رأيك في هذا؟) فقال: هذا رجل من أشرف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما رأيك في هذا؟) فقال: يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع لا يشفع، وإن قال لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا) رواه البخاري.
وهذا معنى اسلامي انساني للشرف يُجب الجاهلية ويرسي قواعد الانسانية وحقوق الانسان المكرم عند الله بعيدا عن قيم الجاهلية.
وعن سمرة ؟ رضي الله عنه ؟ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحسب: المال، والكرم، والتقوى) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب.
عن جرير بن عبدالله ؟ رضي الله عنه ؟ قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال: (يا جرير لأي شيء جئت؟ قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله. قال: فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه وقال: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه. وقال: وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه) جزء من حديث رواه مسلم.
وعن جابر بن عبدالله ؟ رضي الله عنهما ؟ قال: كان عمر يقول: أبوبكر سيدنا واعتق سيدنا يعني بلالا.
قال المتنبي:
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى××× حتى يراق على جوانبه الدم
وقال الشاعر:
من ذا الذي تُرضي سجاياه كلها؟××× كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
ومن فوائد الشرف:
شرف المرء يجلب له المحبة بين أهله ويحجب المرء عن السقوط في قبيح الفعال وإذا شرُف المرء بحسن عمله، اكتسب رضوان الله وغنم محبته، وإذا اتخذ الشرف ذريعة لأغراض غير مشروعة أضل صاحبه وأهلكه.
فعلى كل منا أن يسود نفسه بكريم فعاله وتحسين خصاله والبعد عن الدنيا والتكسب بشرفه.

المصدر: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (مرجع سابق)، (ج 6)، (ص 2344).